واشنطن - رولا عيسى
كشفت دراسة حديثة، أن "ممارسة 60 دقيقة مما يسمى النشاط المعتدل في اليوم (المشي)، يمكن أن يُخفِّض خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 14% مقارنةً مع النساء اللواتي أقل نشاطًا"، موضحة أن "النساء اللواتي مارسن الأنشطة حصلن على ما يقرب من ضعف الحماية، وخفض خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة الربع".
وأظهرت دراسات سابقة فوائد ممارسة الرياضة، ولكن العلماء يدَّعون أن أحدث الأبحاث أكد أن المشي
من أهم الأنشطة، حيث يمكن للنساء اللواتي يسيرن لمدة ساعة يوميًّا خفض خطر الإصابة بسرطان الثدي في مراحل تقدم العمر.
ويقول الباحثون، إنه "يمكن لنزهة صغيرة أن تُخفِّض بشكل كبير من فُرص تطوير المرض لدى النساء في سن الـ50، وهي الفترة التي تجعلهن الأكثر عرضة للمرض"، مشيرًا إلى أنه "يساعد في خفض مستوى الدهون في الجسم التي يمكن أن تحفز إنتاج هرمونات السرطان، مثل: هرمون الإستروجين، والأنسولين".
وفحص العلماء في جمعية "السرطان الأمريكية" 73615 سيدة في فترة بعد انقطاع الطمث، منهن 4760 مصابة بسرطان الثدي خلال 17 سنة من المتابعة، وظهر أن من بين النساء في المجموعة، 47% كان المشي هو نشاط ترفيهي فقط بالنسبة لهم.
ومن تلك المجموعة، سيدات ساروا سبع ساعات على الأقل في الأسبوع، وكانت نسبة مخاطرهن أقل بنسبة 14% للإصابة بسرطان الثدي مقارنةً مع السيدات اللائي سيرن ثلاث ساعات أو أقل كل أسبوع.
ووجدت الدراسة أيضًا أن "النساء اللواتي شاركن في ممارسة الأنشطة لمدة ساعة كل يوم أقل عرضةً لخطر الإصابة بالمرض بنسبة 25% من الأقل نشاطًا، وكانت النتائج تتأثر بعوامل، مثل: الوزن أو استخدام العلاج بالهرمونات البديلة".
وقال عالم الأوبئة البارز، الدكتور ألبا باتيل، "نتائجنا تُدعِّم بوضوح وجود علاقة بين النشاط البدني، وسرطان الثدي بعد انقطاع الطمث؛ لأن النشاط الأكثر قوة له تأثير أقوى، والنتائج التي توصلنا إليها هي ذات أهمية خاصة، حيث يجتهد الناس للتوصل لمعلومات بشأن مقدار النشاط الذي يحتاجه الجسم للبقاء في صحة جيدة".
وأضاف باتيل، "يمكن للمشي أن يكون وسيلة جيدة لتحافظ المرأة على صحتها، وتصبح أكثر نشاطًا، وفي المملكة المتحدة هناك حوالي 50 ألف امرأة تصاب بسرطان الثدي كل عام، بواقع أربعة من أصل خمسة في الفئة العمرية 50 عامًا، بالإضافة إلى 400 رجل".
في الوقت ذاته، "ثلاثة أرباع البريطانيين يفشلون في ممارسة الرياضة بالقدر الموصي به، وهو 150 دقيقة أسبوعيًّا من النشاط المعتدل، مثل: التنزه، أو الرقص، أو المشي السريع، أو 75 دقيقة من التمارين الرياضية القاسية، بما في ذلك لعب الرياضة، والركض، أو التمارين الرياضية.
وأوضح البارونة ديليس مورغان، الرئيس التنفيذي لحملة سرطان الثدي، "هذه الدراسة تضيف دليلًا آخر على أن خيارات نمط الحياة لدينا يمكن أن تلعب دورًا في التأثير على مخاطر الإصابة بسرطان الثدي، ويمكن حتى التحكم في التغيرات الصغيرة أن تشكل فرقًا في حياتنا".
تجدر الإشارة إلى أن الدراسة نشرت على الإنترنت، على موقع علم أوبئة السرطان، والمؤشرات الحيوية والوقاية منها.