واشنطن ـ عادل سلامة
أصبحت رينيه مارتن حاملاً في شهرها السابع، وفي الوقت الذي تفكر فيه معظم النساء الحوامل في شراء مستلزمات الطفل من ملابس وأدوات كانت هي تناضل مع شيء أكبر، إنه تكاليف الولادة التي تصل إلى 50 ألف دولار، ما يتسبب في أزمات مالية للأسر. في صيف ما قبل الولادة في شهر آذار/ مارس، قيل لها عن حقنة التخدير في عصب الظهر وأعطيت خيارًا في استخدام حوض إنجاب أثناء المخاض،
وفي كل عرض، كانت تهتم بمسألة واحدة: "ما هي تكاليف هذه الولادة ؟"
وعلى الرغم من أن السيدة مارتن، 31 عامًا، وزوجها، مارك ويليت، خبراء مع التأمين الصحي، إلا أن وضعهما الحالي لا يغطي تكاليف رعاية الأمومة، لذلك كان على الزوجين خوض رحلة الأشهر التسعة، والتي أدت إلى ولادة ابنتهما في أيار/ مايو، والتي بدت وكأنها امتداد لرحلة التسوق الكبيرة مع نظام الرعاية الصحية الأميركي، والإبحار في مجموعة واسعة من خدمات الأمومة التي لا يوجد لها في معظم الأحيان سعر واضح - مع عدم وجود تأمين يغطي هذه التكاليف- والوصول لاتفاق بعد محاولات للتفاوض على خصومات من المستشفيات والأطباء.
وعندما أصبحت حاملاً، تحدثت مارتن للمستشفى المحلي لتستفسر عن سعر خدمات رعاية الأمومة، وقال المكتب المالي في البداية إنه لا يعرف، ثم قدم لها سعر في المتسط يبدأ من 4 ألاف دولار وحتى 45 ألف دولار. وقالت "كان أمرًا غير واقعي، كيف لا تعرف أنت هذا المستشفى".
وقالت في منتصف رحلة الحمل، إنها حاربت للحصول على خصم على فاتورة بقيمة 935 دولارًا لأشعة الموجات فوق الصوتية، بحجة أنها قد دفعت بالفعل مبلغ 256 دولارًا لقراءة أشعة المسح، والتي استغرقت 20 دقيقة فقط باستخدام الآلة التي تم شراؤها منذ سنوات.
وقالت إن الموقف انتهى بدفع مبلغ 655 دولار. وقالت مارتن، وهي كانت مديرًا لمعرض فني، وبدأت الدراسات العليا في الخريف "أشعر وكأنني في سيارات مستعملة".
وتوجد الكثير من النساء الحوامل مثل مارتن يصابون بصدمة في الولايات المتحدة، حيث تضاعفت تكاليف الولادة ثلاث مرات منذ العام 1996، وذلك وفقا لتحليل خاص بصحيفة نيويورك تايمز من قبل "Truven Health Analytics". الولادة في الولايات المتحدة مكلفة بشكل فريد، وتعتبر رعاية الأمهات والأطفال حديثي الولادة من أكبر فئات المدفوعات في معظم المستشفيات وشركات التأمين التجارية والبرامج الطبية الخاصة بالدولة. التكاليف التراكمية لحوالي أربعة ملايين ولادة سنويًا تقدر بأكثر من 50 مليار دولار.
وعلى الرغم من أن تكاليف رعاية الأمومة تصل تكلفتها إلى معدلات أقل بكثير في غيرها من الدول المتقدمة، تشير الدراسات إلى أن مواطنيها ليس لديهم فرص أقل للحصول على الرعاية أو الرعاية التكنولوجيا العالية أثناء الحمل من الأميركيات.
وقال الخبير الاقتصادي في كلية جونز هوبكنز للصحة العامة والذي يدرس التكاليف الصحية الدولية جيرار أندرسون: "انه ليس من الاولويات أن نحصل على حزمة مختلفة من الخدمات عندما يكون لدينا طفل، فنحن ندفع بشكل فردي لكل خدمة، وندفع المزيد مقابل الخدمات التي نتلقاها".
وقالت الأستاذ في جامعة مينيسوتا ومدرسة الصحة العامة التي تدرس تكلفة الرعاية الصحية للمرأة كاتي كوزمانيلي: إن هذه المدفوعات لمقدمي الخدمة يعني أيضًا أن النساء الأميركيات اللواتي لديهن حالات حمل عادية تملن إلى الحصول على أشياء أكثر في كل شيء، سواء كان ضروريًا أم لا ، سواء اختبارات الدم وعمليات الفحص بالموجات فوق الصوتية.
ماليا، فإنهم يعانون من عواقب. في العام 2011، 62 في المائة من النساء في الولايات المتحدة لم يتم وضعهن ضمن الخطط الخاصة لأصحاب العمل للحصول على تغطية تكاليف الأمومة، مثل مارتن. ولكن حتى الكثير من النساء اللاتي يتمتعن بتغطية يواجهن مشكلات، حيث تطالب شركات التأمين دفع مبالغ مشتركة بنسب أعلى وإلغاء الخصومات، واستبعاد العديد من الخدمات المتعلقة بالحمل.
من 2004 إلى 2010، الأسعار التي تدفعها شركات التأمين للولادة - واحدة من اللقاءات الطبية العالمية - ارتفعت 49 في المائة عن الولادات الطبيعية و 41 في المائة لعمليات الولادة القيصرية في الولايات المتحدة، مع متوسط زيادة التكاليف بمقدار أربعة أضعاف، وذلك وفقًا لتقرير صدر أخيرًا من قبل "Truven" والذي تم بتكليف من ثلاث مجموعات تابعة للرعاية الصحية.
ووجد التقرير أن متوسط السعر الإجمالي المفروض على الحمل ورعاية الأطفال حديثي الولادة حوالي 30 ألف دولار للولادة الطبيعية و 50 ألف دولار لإجراء عملية قيصرية، وتدفع شركات التأمين التجارية ما معدله 18،329 ألف دولار و 27866 ألف دولار.
وتدفع النساء اللواتي يتمتعن بتأمين صحي مبلغ قدره 3400 دولار وفقًا لمسح قامت به "Childbirth Connection"، وهو واحد من المجموعات وراء تقرير تكاليف رعاية الأمومة والولادة.
وكانت النساء عادة لا تدفع شيئًا قبل عقدين من الزمن سوى رسوم رمزية إذا اختاروا غرفة في مستشفى خاص أو أحبوا مشاهدة التليفزيون في الغرفة.