أوتاوا - خليل شمس الدين
طلب الأستاذ الأكاديمي في إحدى الجامعات الكندية سكوت نابار من طلابه الضغط على الأنف وتناول بعض ما يخرج من المخاط الخاص بالأنف، في محاولة لإثبات أن هناك فوائد صحية ترجع على الإنسان من أكل هذه المادة في صورة تقوية وتعزيز لأداء الجهاز المناعي، وذلك في أغرب تجربة عملية علمية من نوعها. واستند نابار في هذه الفرضية على أن تناول مخاط الأنف من الممكن أن يُدخل إلى جسم الإنسان بعض الجراثيم التي يبدأ الجهاز المناعي في التعامل معها ومقاومتها، وم ثَمَ يكتسب خبرة في مقاومة أنواع جديدة من الجراثيم.جاءت هذه الدراسة لتسير على خطى بعض الدراسات السابقة التي أكدت أن النظافة والعناية الصحية المبالغ فيها، هي السبب في تطور حالات الحساسية بأنواعها المختلفة، بالإضافة إلى بعض اضطرابات جهاز المناعة.تضمنت الدراسة تقسيم الفصل الدراسي الذي يدرس له هذا الأستاذ الأكاديمي الكندي إلى مجموعتين، وتم وضع مادة في أنوف جميع أفراد العينة يمكن من خلالها رصد أثر تناول إفرازات الأنف، وطُلب من نصف المجموعة تناول إفرازات الأنف المخاطية بينما لم يُطلب ذلك من المجموعة الثانية، وذلك لرصد الأثر الطبي المتوقع من جانب نابار، حيث يرجح أن هناك فوائد صحية تعود على جهاز المناعة من أكل الإفرازات الأنفية.ويدافع الأستاذ المساعد في الكيمياء الحيوية في جامعة ساسكاتشيوان الكندية نابار بقوة عما يعتقده من فاعلية محتملة للإفرازات الأنفية رغم عدم ثبوت أي أدلة علمية على نظرية الفائدة الصحية من تناول إفرازات الأنف. ويبدو أن نابار يستند في اعتقاده هذا إلى أن الطبيعة توجه الإنسان إلى بعض أنماط السلوك التي لا يعرف لها تفسيرًا، إلا أن هذه السلوكيات غالبًا ما تحقق فوائد صحية للجسم وجهازه المناعي.