لندن ـ كاتيا حداد
تستعد القارة العجوز للاحتفال بأعياد الميلاد وسط أجواء من القلق بسبب انتشار "أوميكرون" المتحور الجديد من فيروس كورونا.
فرفضت بريطانيا، الإثنين، استبعاد فرض قيود على التجمعات بعد فرض هولندا رابع إغلاق مدفوعة بانتشار "أوميكرون"، فيما تدرس دول أخرى في أوروبا فرض قيود قبل عيد الميلاد.
وأصبح هذا المتحور حديث العالم بعد شهر فقط على رصده للمرة الأولى في جنوب أفريقيا، إذ بات موجودا في حوالي 80 بلدا وينتشر بسرعة هائلة في أوروبا حيث يُتوقع أن تصير النسخة المهيمنة بحلول منتصف كانون الثاني/يناير بحسب المفوضية الأوروبية.
وتتضاعف الإصابات بأوميكرون بسرعة كبيرة في أوروبا وأميركا فتزيد إلى مثليها كل يومين أو ثلاثة أيام في لندن ومناطق أخرى، ما كان له أثر شديد على أسواق المال التي تخشى من أثر الانتشار على انتعاش الاقتصاد العالمي.
ورُصد المتحور الجديد للمرة الأولى في الشهر الماضي في جنوب أفريقيا وهونغ كونغ وانتشر حتى الآن فيما لا يقل عن 89 دولة ولم تتضح بعد شدة المرض الذي يسببه.
وسجل أحدث تطور في هولندا. فقد قال رئيس الوزراء مارك روتي في مؤتمر صحافي متلفز "أقف هنا الليلة بحزن. ولاختصار الأمر بجملة واحدة، سيفرض إغلاق في هولندا اعتبارا من الغد".
وتابع "إنه أمر لا يمكن تجنّبه مع الموجة الخامسة (من التفشي) ومع تفشي أوميكرون بأسرع مما كنا نخشى. علينا ان نتدخل الآن احترازيا".
وستُغلق كل المحال غير الأساسية والمطاعم والحانات ودور السينما والمتاحف والمسارح اعتبارا من يوم الأحد حتى 14 كانون الثاني/يناير، فيما ستُغلق المدارس حتى التاسع من كانون الثاني/يناير على أقرب تقدير.
كذلك سيخفض عدد الزوار المسموح باستقبالهم في منزل واحد من أربعة إلى اثنين، باستثناء ليلة عيد الميلاد في 24 كانون الأول/ديسمبر ويوم العيد واليوم التالي للعيد في 25 و26 منه ورأس السنة.
ففي لندن، بات المتحور أوميكرون هو المهيمن، وأعرب رئيس بلديتها صادق خان السبت عن "قلقه الكبير" معلنا حالة "حدث كبير" في العاصمة البريطانية تستلزم ردا منسقا من الأجهزة العامة.
وسبق أن أعلن خان حالة "حدث كبير" في لندن في 8 كانون الثاني/يناير الفائت عقب تفشي موجة إصابات بفيروس كورونا أيضا، لكنه عاد وألغاها بعد شهر مع انخفاض عدد الإصابات.
وبحسب وسائل إعلام بريطانية عدة، تنوي الحكومة حظر التجمعات في الداخل بعد عيد الميلاد لمدة أسبوعين في محاولة لكبح هذا التفشي.
وأعلنت السلطات الألمانية مساء السبت إدراج المملكة المتحدة على لائحة الدول العالية المخاطر لناحية تفشي كوفيد-19، وهو ما سيستدعي فرض قيود كثيرة على السفر.
ويهدف هذا القرار إلى الاستجابة للانتشار السريع للمتحور أوميكرون.
وقالت هيئة مراقبة الصحة في ألمانيا إن هذا القرار سيدخل حيز التنفيذ اعتبارا من "الأحد عند منتصف الليل (23,00 ت غ)".
وأوضحت أن الوافدين من بريطانيا يجب أن يخضعوا لحجر إلزامي لمدة أسبوعين في ألمانيا، بما في ذلك الأشخاص الذين تلقوا التطعيم أو تعافوا من الإصابة بكوفيد.
وبالإضافة إلى الحجر الصحي، يُسمح فقط للمواطنين الألمان أو الأجانب المقيمين في ألمانيا بالدخول إلى البلاد من بريطانيا.
وستفرض ألمانيا التي صنفت الجمعة فرنسا والدانمارك بلدين "عاليي المخاطر"، على المسافرين غير الملقحين الآتين من هذين البلدين فترة حجر.
كذلك، دعت المقاطعات الألمانية الحكومة المركزية السبت إلى تشديد قواعد الدخول للحد من انتشار أوميكرون.
وأعلنت لاوس أنها تخطط لإعادة فتح البلاد جزئيًا أمام المسافرين الأجانب في العام الجديد، ما ينعش القطاع السياحي بعد إغلاق الحدود لأكثر من 18 شهرًا لمنع انتشار فيروس كورونا.
وتترافق هذه الإجراءات أينما كان مع ضغوط متزايدة على غير الملقحين تصل أحيانا إلى حد إلزام تلقي اللقاح.
في باريس، أعلنت البلدية السبت إلغاء الألعاب النارية والحفلات الموسيقية المقررة في جادة الشانزليزيه ليلة رأس السنة. وطلب رئيس الوزراء جان كاستكس من المجالس البلدية الجمعة إلغاء الحفلات الموسيقية وعروض الألعاب النارية مساء 31 كانون الأول/ديسمبر، مع حظر استهلاك الكحول في الأماكن العامة.
وتعتمد فرنسا اعتبارا من السبت لزوم وجود "سبب قاهر" للمسافرين الوافدين من بريطانيا والمتوجهين إليها..
وفرض اللقاح سيدخل حيز التنفيذ أيضا في فرنسا مطلع السنة بحيث ستصبح الشهادة الصحية "شهادة لقاحية" على ما أعلن الجمعة رئيس الوزراء جان كاستكس.
وتبدأ فرنسا بدورها الأربعاء المقبل تلقيح الأطفال بين الخامسة والحادية عشرة على ما قال وزير الصحة أوليفييه فيران.
ففي إيرلندا، ستقفل الحانات والمطاعم عند الساعة الثامنة مساء اعتبارا من الأحد حتى نهاية كانون الثاني/يناير.
أما الدانمارك، فستغلق اعتبارا من الأحد ولمدة شهر المسارح ودور السينما وقاعات الحفلات الموسيقية فضلا عن المتنزهات الترفيهية والمتاحف.
في سويسرا، سيسمح فقط للملقحين أو المتعافين من كوفيد-19 اعتبارا من الاثنين بدخول المطاعم والمؤسسات الثقافية والمنشآت الرياضية والترفيهية فضلا عن الفعاليات التي تقام داخل قاعات.
وداخل الاتحاد الأوروبي باتت بعض الدول مثل إيرلندا والبرتغال وإيطاليا واليونان تفرض على المسافرين الأوروبيين حتى الملقحين منهم، إبراز فحص تشخيص سلبي النتيجة لدى وصولهم.
ومنذ الشهر الماضي ارتفعت حالات الإصابة بكوفيد-19 في الولايات المتحدة بنسبة 50 بالمئة .
وسجل العالم حتى الآن 274.24 مليون إصابة بفيروس كورونا منذ الإعلان عن ظهور أول إصابة في الصين في ديسمبر/كانون الأول 2019. وتوفي بالمرض أكثر من 5.65 مليون على مستوى العالم.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
اكتشاف علاقة بين متحور "أوميكرون" وفيروس مختبري