الرئيسية » آخر الأخبار الطبية
التسمم

الرباط - المغرب اليوم

أعادت حادثة التسمم التي ذهب ضحيتها، يوم الثلاثاء الماضي، طفل مع إصابة في حالة حرجة لثلاثة من أقرانه استقبلتهُم مصالح الإنعاش بالمركز الاستشفائي الإقليمي ابن باجة بمدينة تازة إلى الأذهان ضرورة التحسيس بخطر “النباتات السامة” التي تنتشر على جنبات الوديان والأنهار؛ ما يعرض حياة سكان المجالات القروية لـ”مضاعفات صحية خطيرة تصل حد الوفاة”، وفق توضيحات أطباء مختصين.

وكان الأطفال “ضحايا التسمم”، الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و10 سنوات، قد نُقلوا، منذ أربعة أيام، في حالة حرجة، من إحدى المناطق القروية لإقليم تازة إلى المستشفى المذكور جراء تعرضهم لتسمم حاد ناجم عن تناولهم عَلَك النبتة المذكورة؛ فيما لم يتأخر أحدهم في لفظ أنفاسه الأخيرة خلال اليوم ذاته.

مصدر محلي أوضح لهسبريس أن السبب هو “أعراض تسمم خطيرة ما زالوا يرقدون على إثرها داخل قسم الإنعاش بالمستشفى ذاته، جراء تناولهم علك نبتة سامة تعرف بـ”الداد”، مفيدا بأن “حالة الأطفال مستقرة حاليا”.
معطيات رسمية

الدكتورة نعيمة غالم، طبيبة اختصاصية في التسمم، مسؤولة عن اليقظة السمومية بالمركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، أفادت بأن هذا الأخير “يستقبل حوالي 160 بلاغا وإخبارا عن حالات التسمم بالنباتات سنويا، وفق إحصائيات همت العشر سنوات الأخيرة (ما بين 2011 و2021)، من مجموع حالات التسمم؛ وهو ما يشكل 3,5 في المائة إلى 4 في المائة من الحالات الإجمالية التي تَرِد على المركز الوطني المذكور”.

“يحتل نبات “الخِرْوَع” (Le Ricin) المرتبة الأولى من بين كل النباتات ضمن حالات التسمم المسجلة، متبوعا بنبات “شوك العلك” المعروف أيضا باسم “الداد” (chardon à glu)”، سجلت غالم في إفادة خاصة لجريدة هسبريس الإلكترونية، مشيرة إلى حدوث “التسممات من قبل هذين النباتيْن، بشكل عام، في ظروف عرَضية circonstances accidentelles.

ويُصيب التسمم بهذه النبتة الأخيرة بشكل رئيسي الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و15 عاما؛ ما يمثل نسبة 33,5 في المائة. بينما يتراوح معدل الوفيات بالنباتات بصفة عامة ما بين 3 و4 في المائة؛ منها 93 في المائة تحدث بصفة عرضية، وفق المعطيات التي حصلت عليها هسبريس.

وشرحت الدكتورة المختصة أن “فئة الأطفال تظل الأكثر عرضة بقوة لهذيْن النباتين المنتشريْن بقوة في مناطق نائية أو خلاء بنواحي مدن وسط وغرب، فضلا عن جنوب المغرب”، لافتة إلى “اختلاف النسَب المشار إليها من سنة إلى أخرى”.

المسؤولة عن اليقظة السمومية بالمركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية لفتت الانتباه إلى أن “الداد أكثر النباتات فتكا بالمغرب؛ لأنه كان مسؤولا عن وفاة 9,4 في المائة من الحالات التي تسممت به خلال السنوات الـ10 الماضية”، أيْ أنه يخلف وراءه تسع حالات وفاة من بين كل 100 حالة مصابة.

وبالنظر إلى “خطورة وشدة الحمولة السمية لبعض النباتات بصفة عامة، والداد بشكل خاص، وبحُكم خاصية حدوثه العَرضي للأطفال الذين ينجذبون إلى المذاق الحلو لعَلكه، يوصي المركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية بدمج توعية الأطفال وإعلامهم وتعليمهم في المناطق التي تستوْطِنها هذه النباتات على مستوى المناهج الدراسية خاصة ضمن مادة “علوم الحياة والأرض”؛ “مما يقلل من مخاطر حدوث هذا النوع من التسممات”.
تعميم “التحذير”

من جهتها، عممَت الطبيبة خولة بوكيزي، عن وحدة مراقبة الأمراض والسلامة الصحية والأوبئة التابعة لمندوبية وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بتازة، توضيحا، تتوفر هسبريس على نسخته، يتضمن أن “تناول الأطفال هذه النبتة السامة، حلوة المذاق، يؤثر بشكل كبير على أعضائهم الحساسة؛ مثل الكبد والكلى والجهاز التنفسي”، مشيرة إلى أن ذلك “قد يصيب وظيفة هذه الأعضاء بالقصور والشلل، ومن ثم الوفاة”.

ونبهت بوكيزي قائلة: “تعتبر نبتة “الداد” أو “العلك الشوكي “Chardon a Glu من أخطر النباتات وأكثرها سُمية، حيث إنها مسؤولة عن أكثر من نصف الوفيات بسبب النباتات (52 في المائة)، وهي نبتة شوكية برية تخرج منها أوراق شائكة، بها زهور وردية اللون أو مائلة إلى البنفسجي، ويخرج من جذورها حليب أبيض سرعان ما يتجمد وهو المعروف بالعلك وهو حلو المذاق”.
التحسيس

تنمو هذه النبتة السامة بالقرب من الوديان والجبال، غالبا ما يتم الخلط بينها وبين نبات القُوق البري Artichaut sauvage/Chardon Marie. وترجع الدرجة الكبيرة لسمية هذه النبتة لتوفرها على مادتين سامتين : (Atractyloside – Carboxyatractyloside)، تتسببان في كبح التنفس الخلوي؛ كما أن الخلايا الأكثر تضررا هي خلايا الكبد، الكلى، البنكرياس وعضلة القلب، بعد “الأعراض الظاهرة بعد ست ساعات إلى 36 ساعة”.

وتؤكد المصادر الطبية المختصة على “ضرورة الامتناع الكلي عن استهلاك هذه النبتة”، داعية “كافة المتدخلين من مسؤولين وممثلين للمجتمع المدني إلى ضرورة التحسيس والتوعية المستمرة حول خطورة هذه النبتة خصوصا لدى الأطفال”.


قد يهمك أيضاً :

المبالغة في شرب الماء قد تسب الوفاة بما يُعرف "التسمم المائي"

أخطاء قاتلة تُسبب التسمم الغذائي

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

منظمة الصحة العالمية تُعلن عن أول لقاح معتمد ضد…
مجلس الحكومة المغربية يُصادق على إخراج مدونة الأدوية والصيدلة
مستشفى الملك فيصل يجري أول عملية زراعة قلب كاملة…
دراسة جديدة تكشف أن ممارسة اليوغا والرياضة تُساعدان النساء…
دراسة تؤكد أن الخلايا السرطانية تستخدم الدهون للاختباء من…

اخر الاخبار

الخارجية الأميركية تدعو مواطنيها لمغادرة لبنان عبر الرحلات التجارية…
ترامب يرفض عرضاً من هاريس لمناظرة ثانية ويقول فات…
فاطمة الزهراء المنصوري تُؤكد أن الذين حاولوا الهجرة الجماعية…
البحرية الملكية تُحبط محاولة العشرات من المرشحين للهجرة السرية…

فن وموسيقى

حميد الشاعري يتنازل عن بصمة صوته لتقديم أغانٍ جديدة…
احتفاء بفيلم "رحلة 404" لمنى زكي عقب ترشحه للأوسكار
منى زكي تُعبر عن سعادتها الكبيرة بترشيح فيلمها "رحلة…
سميرة سعيد تؤكد أن ألبوم قويني بيك من أحلى…

أخبار النجوم

فيلم نادر يكشف سراً عن منى زكي
أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما
حميد الشاعري يتنازل عن بصمة صوته لتقديم أغانٍ جديدة…
الفنان عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة

رياضة

حكيم زياش يحذف تدوينته المنتقدة للحكومة المغربية
حكيم زياش ينتقد المغرب والدول التي تدعم الإبادة الجماعية…
هاري كين وجريزمان يتنافسان على جائزة لاعب الجولة في…
ميسي يعود للملاعب بعد غياب شهرين للإصابة

صحة وتغذية

دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ
التعرض إلى الضوء في الليل يُزيد من خطر زيادة…
عقار تجريبي يساعد مرضى السرطان على استعادة الوزن
جدري القردة يُؤجل النسخة الرابعة من المؤتمر الدولي للصحة…

الأخبار الأكثر قراءة

خطر "الاكتئاب" يُهدّد المشاركين في أولمبياد باريس
وصفات مُجربة وطرق طبية لعلاج تصّبغات البشرة الدهنية
وزارة الصحة المغربية تكشف عن تسجيل 10 إصابات جديدة…
لجنة الطوارئ التابعة لمنظمة الصحة العالمية تعقد اجتماعًا هامًا…
دراسة جديدة تشكف أن مشاهدة الأحداث الرياضية على شاشة…