ستوكهولم _ المغرب اليوم
حُوصر القسم الأكبر من سكان الأرض وعزلوا في منازلهم بسبب تفشي الوباء، وبات الكثيرون يشعرون بالضيق والكآبة بسبب الإقفال والعزلة والافتقار إلى الأصدقاء، وفيما لا يختلف اثنان على أن الخروج إلى الطبيعة أمر مفيد للصحة النفسية، فإن لدول الشمال الأوروبي مفهوماً خاصاً لتلك الممارسة اليومية، يطلقون عليه «فريلوفتسليف»، وهو مفهوم أثبت أهميته وفوائده الجسدية والنفسية والاجتماعية. وتعني كلمة «فريلوفتسليف» في اللغة العربية «العيش في الهواء الطلق»، أي التواجد في الطبيعة. ونظراً لتأثير ذلك في تعزيز السيروتنين نتيجة التعرض لأشعة الشمس وتحسين المزاج،
يساعد الخروج إلى الشواطئ أو المنتزهات، في مواجهة الضغوط النفسية وتأمين مجموعة واسعة من الفوائد للصحة. تعد تلك الممارسة شائعة في جميع أنحاء بلدان الشمال الأوروبي، برغم درجات الحرارة المتجمدة والساعات القليلة لإشراقة الشمس خلال أشهر الشتاء، بل إنها تعد جزءاً من الحياة في تلك البلدان طيلة العام. وغالباً ما تتم التوصية بها كحل لـ «اكتئاب الشتاء»، لكن المفهوم لا يعني قضاء المزيد من الوقت محاطاً بالطبيعة فحسب، بل أيضاً قضاء المزيد من الوقت في النشاط والتمتع بصحة جيدة. ويوضح عالم النفس السويدي، نيلز ايك، المؤسس المشارك لتطبيق
«رمينتي» للتنمية الشخصية والرفاهية النفسية: «مفهوم فبرولوفتسليف مغروس فينا نحن السويديين منذ عمر مبكر. لذلك، حتى في منتصف الشتاء غالباً ما يتم العثور على مجموعة من الأصدقاء في الهواء الطلق يتنزهون معاً»، مؤكداً أن العيش وفقاً للمفهوم يعني البقاء في الخارج قدر الإمكان، حيث يُظهر أنه يعزز الرفاهية النفسية والروحية والجسدية، بل يساهم في تخفيف مستويات القلق والتوتر والاكتئاب، مشيراً لدراسة حديثة، بينت أن قضاء 120 دقيقة في الأسبوع على الأقل في الطبيعة يؤدي لتعزيز الرفاهية. والآن فيما يبحث كثيرون عن طرق لإعادة التواصل مع جانبهم الاجتماعي بعد فترة من بقائهم في منازلهم، يبقى المفهوم عوناً لهم في الشعور بمزيد من التواصل مع المجتمع المحلي، فمن الشائع في بلدان الشمال الأوروبي أن يلقي الناس التحية على من يصادفونه على الطريق.
قد يهمك ايضا