الدار البيضاء ـ جميلة عمر
دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر بشأن التفشي الخطير لظاهرة الانتحار في المغرب، وأماطت اللثام عن معلومات صادمة تؤكد أن حالات الانتحار في المغرب تضاعفت بصورة خطيرة خلال السنوات الأخيرة، بخاصة في الفترة الممتدة مابين سنتي 2000 و 2012، حيث بلغت 9 في المائة، بعدما انتقل معدل حوادث الانتحار خلال هذه الفترة من 2.7 إلى 5.3 لكل مائة ألف.
وبهذا أصبحت ظاهرة الانتحار في المغرب تعرف تفاقمًا مستمرًا ، بعد التزايد المخيف في معدلات الانتحار، إذ كشفت أرقام وإحصاءات جديدة صادرة عن منظمة الصحة العالمية، أن المغاربة أضحوا من بين أكثر شعوب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إقبالا على الانتحار، وهو ماجعلهم يحتلون المركز الثالث بين البلدان العربية، وتشير إحصاءات التقرير الأممي الصادر بعنوان الوقاية من الانتحار ضرورة عالمية، إلى أن عدد المنتحرين المغاربة بلغ 1628 خلال سنة 2012، يمثل الرجال 1431 حالة انتحار، فيما تمثل النساء 198 حالة ، وتوصلت المنظمة إلى أن ظاهرة الانتحار بالمغرب لم تستثن أي مرحلة عمرية بما في ذلك الأطفال، منبهة إلى أن هذه الظاهرة باتت تعد ثاني أهم سبب للوفاة بين الشباب في الفئة العمرية بين 15 و 29 عاما، مسجلة في الإطار ذاته أن معدل انتحار الشباب في هذه الفئة العمرية في المغرب بلغ 5.9 في المائة خلال الفترة الممتدة بين سنتي 2000 و 2012.
وحذرت المنظمة من ارتفاع نسبة الإقدام على الانتحار في فئة المسنين المغاربة الذين يتمنون الموت بفعل انتشار نسب البطالة والفقر والاكتئاب ، علاوة على محاولات الانتحار الفاشلة، التي تفوق أعداد المنتحرين السالف ذكرها.