غزة – علياء بدر
بدأت وزارة الصحة بإجراء العمليات المعقدة التي كانت تحول في الماضي إما إلى مستشفيات الضفة وإما إلى مستشفيات الداخل المحتل؛ بعد تثبيت جراحة القلب في غزة، نظرًا لما تنطوي عليه هذه العمليات من مخاطر جمّة تصل نسبة الوفاة فيها إلى 50%، وأوضح استشاري ورئيس أقسام جراحة القلب في غزة الدكتور محمد نصار أنه أصبح باستطاعة أطباء غزة إجراء أي نوع من عمليات القلب مهما بلغت صعوبتها، مؤكدًا على قدرة الطواقم الطبية على زراعة قلب في حال تهيأت الظروف الملائمة.
وقال: " قمنا خلال العامين الماضيين بإجراء عدد من العمليات المعقدة كان أبرزها انسلاخ الشريان الأورطي المغذي لكل أعضاء الجسم، وهو عبارة عن كسر داخل الشريان مما قد يؤدي إلى حدوث مجريين داخل الشريان بدلا من مجرى واحد، وإن حدوث مجريين قد يؤدي إلى تمزق الطبقة الحامية وهي التي تتحمل ضغط الدم داخل الشريان الأورطي، إضافة إلى احتمال حدوث انفجار كامل للشريان؛ الأمر الذي يؤدي إلى وفاة المريض خلال عشرين ثانية؛ مشيرًا إلى أن نصف هذه الحلات لا تصل إلى المستشفى بسبب الموت الفجائي".
وبيّن أنه كيف يتم توقيف الدورة الدموية بشكل كامل أثناء العملية من خلال خفض درجة حرارة المريض إلى 15 درجة مئوية، موضحًا أن الدماغ لا يحتمل أكثر من ثلاث دقائق بدون دورة دموية، غير أنه ومع التبريد يمكن أن يتحمل من 30- 45 دقيقة، وهو الوقت المطلوب لإجراء مثل هذه العمليات، وأكد نصار على نجاح العمليات سابقة الذكر، وأن حلات المرضى جيدة، مشيرًا إلى أنه تم تقييم تلك الحالات حتى بعد مرور شهر من عودتهم إلي منازلهم، مشددًا على أن مثل هذه العمليات لا تُجرى إلا في المراكز التخصصية الكبرى.
وفي سياق متصل أعلنت وزارة الصحة بأنه تم استحداث قسم "الطب الجنيني" في مستشفى الولادة في مجمع الشفاء الطبي، حيث جاءت فكرة القسم لتخفيف العبء عن السيدات الحوامل اللواتي يتم تحويلهن إلى الخارج لإجراء صورة ألتراساوند معينة، ومن جهته، أكد استشاري قلب الأطفال وقسطرة عيوب القلب الخلقية د. محمد حلس بأن تصوير قلب الأجنة هو استحداث وتطوير خدمة تصوير الأجنة المعتادة للجنين بتصوير قلب الأجنّة والتعرف على المشاكل والعيوب الخلقية لديهم، وهي عبارة عن الكشف المبكر جدًا لتشوهات الأجنة، وقد كانت الحالات تحوّل للتصوير في مستشفى "المقاصد وهداسا"، والآن يتم التعامل مع 5 حالات أسبوعيًا .
ويهدف القسم لتشخيص الأمراض المبكرة للأجنّة وعيوب القلب مما يساعد في إيجاد حلول وعلاج مبكرة تهدف إلى تحسين الخدمة العلاجية لديهم، والتقليل من نسبة المضاعفات لذلك عن طريق إعطاء علاج دوائي، وأضاف د. حلس "إن تشوه الأجنّة والعيوب الخلقية من أكثر الأشياء المعقدة وصعبة الاكتشاف ، ونحن بصدد إعطاء دورات تعليمية طويلة ومكثفة تمتد لمدة أربعة شهور تهدف إلى تأهيل كادر طبي من أطباء النساء والتوليد في مجمع الشفاء وباقي مستشفيات القطاع، والذي يعتبر خطوة استباقية وتطور غير موجود على مستوى الدول المجاورة، بحيث يصبحوا قادرين بنسبة 100% لمعرفة وتحديد المشكلة ، وسيتم تعميم
مجموعة قواعد وبروتوكولات على المستشفيات والمراكز الصحية لتحويل الحالات التي تحتاج قلب أجنة وتعريف تلك المراكز بتوفير واستحداث هذه الخدمة الغير متوفرة في مناطق القطاع".
بدوره، نوه مدير مستشفى الولادة د. منذر غزال بأن القسم يحتوي على جهاز ألترا ساوند حديث لتصوير وقياس التشوهات الخلقية لدى الأجنة، وقياس ضخ الدم للجنين ، وتصوير حالات نسائية كتصوير المبيض بطريقة معينة، وقال" تم توفير قسم خاص لهذه المهة ، وتم تزويد القسم بأفضل الأجهزة ، كما يتم تجميع الحالات ودراستها وتقييمها بشكل أسبوعي".
وأضاف د. غزال بأن المستشفى تقوم بتدريب الأطباء في المستشفى بالتعاون مع أطباء الضفة الغربية وذلك بهدف إنجاح القسم، والحد من تحويل تلك الحالات للخارج بما يصب في مصلحة السيدات الحوامل والتخفيف عن كاهلهن.