لندن - المغرب اليوم
كشف كتاب جديد لعلمتي نفس عن أن الأسلوب الذي ينتهجه غالبيتنا في التربية خاطئ، وذلك ردًا على استفسارات الآباء عن مدى الصرامة التي يجب أن يعاملون بها صغارهم، ودرجة الاستقلالية التي يجب أن يتيحونها لهم. وأوضحت مؤلفتا كتاب "التحول إلى عبقري - ماذا يقول العلم لنا لتربية أطفال ناجحين؟"، أن الآباء والأمهات يدربون أبناءهم على أن يكونوا مثل أجهزة الحاسوب، فبدلاً من التركيز على النجاح في الدارسة، يجب أن نعلمهم كيف يكونون أفضل في السلوك الاجتماعي وتكوين العلاقات، وأن يكونوا جيدين في مجتمعهم.
ووفق تقرير نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة "Dailymail"، قالت كاثي هيرش باسيك، الأستاذة في جامعة تيمبل، في مدينة فيلادلفيا: "إننا ندرب الأطفال ليفعلوا ما تفعله أجهزة الحاسوب، وهو تسميع الحقائق، ودائمًا ما تكون أجهزة الحاسوب أفضل من البشر في ذلك". وأضافت هيرش، وشريكتها في تأليف الكتاب، روبيرتا غولينكوف، من جامعة ديلاوير: "يجب أن نركز بدلاً من ذلك على مفاهيم الأبوة، مرتبة وفق الأهمية، وهي التعاون الذي يعلم الأطفال الاندماج مع آخرين داخل وخارج المدرسة، ثم التواصل الذي يشمل التحدث والقراءة والكتابة والاستماع، ويأتي المحتوى بعد ذلك، والذي يُبني على معرفة كيفية التواصل، بمعرفة اللغويات والقراءة، ثم التفكير النقدي الذي يعتمد بدوره على المحتوى، ثم الإبداع الابتكاري الذي يعتبر الخطوة التالية".
وأكدت هيرش أن التعاون هو أهم شيء، بدءًا من الاندماج مع آخرين ووصولاً إلى التحكم في دوافعك، موضحة أن تصرفات الأطفال في الفصل أو المدرسة يجب أن يقوم على هذا الأساس. وتعطي الكاتبتان مثالاً على ذلك بالتشجيع على التفكير الابتكاري، حيث يجب أن يتأكد الآباء من عدم إحباط الأطفال عندما يسألون سؤالاً، بل تشجيعهم على طرح مزيد من الأسئلة، لأننا نريدهم أن يعلموا كيف يفكر الآخرون.