الرئيسية » آخر الأخبار الطبية
البوتوكس لإخفاء التجاعيد

لندن - سليم كرم

يعتبر البعض أن ما سبق هو حديث صالونات بامتياز، لكن لا يسعنا تجاهله، فموضة البوتوكس وشد الوجه والجفون، باتت رائجة، حتى أن المصارف أدركت أهمية هذه الظاهرة، وسعت سابقاً إلى توفير قروض خاصة، لأولئك الذين يفتقرون إلى الإمكانات المادية، ويريدون محاربة التجاعيد، والوقوف في وجه التقدم في العمر، فتيات في العشرين من عمرهم، رجال خمسينيون، نساء يبدون في العقد الأخير. كثيرون هم من يبحثون عن جرعة الشباب التي تبدو أزلية، ولو للحظة.

ومع التطور الذي شهده عالم التجميل، تحوّل البوتوكس والفيلير، والعديد من التقنيات التجميلية الحديثة، إلى عصا سحرية قادرة على إخفاء التجاعيد، والعودة بالزمن الى الوراء، من خلال الحصول على وجه مفعم بالحيوية والشباب، واكتسبت هذه التقنيات غير الجراحية شعبيةً واسعةً لدى الجيل الجديد، نظراً لاعتبارها البلسم الشافي لتجاعيد البشرة وترهلاتها، من دون الدخول في دوامة الجراحة وتبعاتها.

لم لا نجري تحسينات في شكلنا الخارجي لنستعيد الثقة بأنفسنا؟ وعندها نتساءل: أي تقنية هي الأنسب لنا؟ وما هي الآثار الجانبية التي قد نواجهها؟ وهل النتيجة مضمونة أو ستكون كارثية بعد زوال مدة المفعول؟ وهدف الإجابة عن كل هذه الأسئلة وغيرها، كان لا بدّ من استشارة رئيس قسم الأمراض الجلدية في مستشفى جبل لبنان البروفيسور المساعد د. روي مطران، للتعرف إلى أحدث تقنيات شد الوجه وأكثرها فعالية.

في البداية يشدّد مطران على وجوب توفر 3 شروط أساسية في موضوع التجميل والحقن: الذهاب إلى طبيب مختص، سواء كان مختصاً في الأمراض الجلدية أو طبيب تجميل، والتأكد من جودة المستحضرات المستخدمة وضرورة أن تكون حاصلة على موافقة وزارة الصحة الأميركية "أف دي آي"، والشرط الأخير هو رغبة المريض في الحصول على "لوك طبيعي" بعيداً عن الابتذال والتّصنع.

في ظل وجود العديد من التقنيات التجميلية، التي تعد بالقضاء على التجاعيد ومحاربة الترهلات وشد الوجه، بات المرء في حيرة من أمره لجهة اختيار التقنية التي تناسبه. فما الفرق بين البوتوكس والفيلر والليفتينغ؟ وما هي مدة مفعول كل تقنية يشكل "البوتوكس" الكلمة السحرية في عالم التجميل، فهو عبارة عن بروتين مستخرج من أحد أنواع البكتيريا "كلوستريديم بوتولينيوم"، وقد استخدم للمرة الأولى في أواخر السبعينات لمعالجة حالات الحول وارتجاف الجفون. بعدها بدأ استخدامه بكثافة في عالم التجميل خصوصاً لناحية القضاء على تجاعيد البشرة.

يوضح مطران أن البوتوكس يعمل بشكل رئيسي على إرخاء العضلات المسؤولة عن تكوّن التجاعيد في البشرة، أو ما يعرف بالتجاعيد التعبيرية، التي تظهر مع التقدم في السن، ويقول:"البوتوكس هو عمل طبي يهدف إلى شلّ العضلة التي تحدث التجاعيد، مثلاً عندما يبتسم المرء، يحرك العضلة الموجودة حول الفم أو العين، وبالتالي نخضعه لحقن البوتوكس لإخفاء التجاعيد، وهذا يعطي الوجه الإطلالة الطبيعية التي يتطلع إليها كل شخص بدون تجاعيد"يؤكد أن البوتوكس إجراء بسيط، يتم حقن المنطقة المطلوبة خلال دقائق، ويمكن بعدها أن يعود الشخص إلى المنزل أو العمل، أما بالنسبة إلى مفعوله، فيشير إلى أنه يستمر من 4 إلى 6 أشهر.

وبالتالي، لا نبالغ إن قلنا إن البوتوكس أحدث ثورة في معالجة التجاعيد، خصوصاً في الجزء الأعلى من الوجه، فأصبح من أهم وسائل استعادة شباب البشرة، علماً أنه يمكن استخدام هذه التقنية أيضاً لمعالجة تجاعيد العنق والذقن والتعرّق المفرط، ويشرح مطران أن الفيلر يرتكز على تعبئة حمض "الهيالورونيك"، وهي مادة مصنعة، تعمل على تعبئة الفراغات، وبالتالي إخفاء التجاعيد وجعل البشرة أكثر شباباً.

وتطور استخدام الفيلر مع مرور الوقت، فكان يستعمل في البداية لتعبئة الفراغات في الوجه، أما الآن فبات يستخدم لشد الوجه والقضاء على الترهلات بطريقة طبيعية كما لو خضع المرء لعملية "ليفتينغ"، التي هي، بحسب مطران، عملية جراحية بامتياز تعتمد على القص والتخدير، ولم تعد رائجة كثيراً، في ظل تقنيات التجميل غير الجراحية، والتي تحقق النتيجة نفسها من دون أي مجهود.

ويشير مطران إلى أن مفعول "الفيلر" يستمر من 9 أشهر إلى السنة. مؤكداً أنه حين تنتهي هذه الفترة، لا يعود المرء إلى نقطة الصفر، وعن الآثار الجانبية، خصوصاً بالنسبة إلى كل الأقاويل التي تعتبر أن هذه التقنيات تعمل على إخفاء تعابير الوجه، يؤكد مطران أن هذه التقنيات مضمونة، ولا آثار جانبية لديها في حال استخدم المرء مستحضرات ذات نوعية جيدة، موضحاً أن الفيلر لا يؤثر مطلقاً على تعابير الوجه، كونه يعمل على تعبئة الفراغات، في حين أن البوتوكس، في حال استخدم بشكل خاطىء، قد يؤثر سلبياً ويسبب "فريزينغ" للجزء العلوي من 
الوجه، وبالتالي إمكانية القضاء على تعابير الوجه.

نلاحظ إذاً أن هناك عدة تقنيات غير جراحية تعمل على تجميل الوجه وتحسينه، ولكل تقنية استخداماتها ومجالاتها، وبالتالي إذا أردنا تقسيم الوجه والحديث عن كل منطقة على حدة والتقنيات التي يمكن استخدامها بهدف التحسين والتجميل، يشرح مطران:-
- بالنسبة إلى الحاجبين والجبين ومحيط العينين: نحارب التجاعيد في هذه الأمكنة بواسطة البوتوكس.

- منطقة تحت العين: في حال كان هناك هالات سوداء أو تجويف، يتم استخدام مستحضر خاص (كون هذه المنطقة حساسة جداً)، وفق تقنية "كانولا "، لتجنب حدوث إزرقاق تحت العين.


- "تامبل" أو المنطقة الموجودة بين الجبين والخدود: تتم تعبئتها لتعطي شكلاً متناسقاً للوجه.

- عظام الخد  أو "شيك بونز": من خلال الفيلر تتم تعبئة هذهد المنطقة، فنحصل على وجه مشدود وجذاب كما أظهرت الدراسات.
 "جوي لاين"، أي المنطقة الموجودة بين الرقبة والوجه: يتم التركيز على تحديد هذه المنطقة بشكل واضح لكي نعطي للوجه معالم واضحة.

الذقن: تتم تعبئة الذقن في حال كان مائلاً إلى الوراء.

-الشفتان: تتم تعبئتهما بهدف إعطائهما شكلاً جذاباً شرط أن يكون ذلك بطريقة طبيعية وغير مبتذلة.
لا شك أن للمرأة العصرية، بشكل خاص، هواجس قوية تتعلق بجمالها ونضارة بشرتها التي تعتبرها ثروة لا تقدر بثمن، وتعد التجاعيد كابوساً يلاحق السيدات، خصوصاً مع التقدم في العمر، غير أن المشكلة الأكبر تكمن، حين تبدأ أولى التجاعيد تشق طريقها في وجه الشابات اليافعات، فبمجرد أن تلاحظ بعض الصبايا تجعيدة واحدة في وجههن، حتى يقصدن طبيب التجميل ويطلبن منه إيجاد حل لمشكلتهن. وقد تلجأ الفتاة أحياناً إلى بعض الأشخاص الذين يدعون أنهم "خبراء تجميل" فيستغلون طيبتها ويعدنها بإيجاد حل للمشكلة، وبكلفة أقل، غير أن النتيجة تكون كارثية.

يمكن الحديث عن "فورة" من قبل المراهقين والمراهقات على التقنيات التجميلية الحديثة. فقد أشارت جمعية أطباء التجميل إلى أنه في الولايات المتحدة الأميركية وحدها، تزايدت حقن البوتوكس بنسبة 800% بين عامي 2008 و2010 لدى المراهقين، الذين لم يتجاوزوا الـ25 من عمرهم.

وشهد عام 2013، 23 مليون عملية تجميلية وغير جراحية، وفقاً للجمعية الدولية للجراحة التجميلية، إيران تظهرالعاشرة في العالم، مع 118,079 إجراءات تجميلية في عامِ واحد، أمام هذه الظاهرة التي باتت رائجة بين جيل الشباب، يلقي الخبراء اللوم على وسائل الإعلام، كونها تسلط الضوء على بعض المشاهير، الذين اعترفوا بخضوعهم لشد الوجه في عمر مبكر .

وبالتالي يتّضح أن المراهقين باتوا ينجذبون شيئاً فشيئاً إلى التقنيات التجميلية، ولكن في أي عمر بإمكان المرء أن يبدأ بالتفكير بهذه التقنيات؟
بالنسبة لمطران، فمن الممكن أن يبدأ الشخص بعلاج تجاعيده بالبوتوكس حالمًا تظهر في وجهه، ولن يحصل ذلك في عمرٍ صغيرٍ جداً، بينما الفيلر الذي لا يهدف فقط إلى علاج التجاعيد، قد يكون خياراً لشباب بعمر الـ16 عاماً، إذا أرادوا أن يعطوا تفاصيل وجههم جمالاً أكثر، كتكبير الشفاه الرقيقة أو تغيير تفاصيل صغيرة في الوجه، شرط أن يكون الأهل طبعاً موافقين على تلك الإجراءات التجميلية.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

القصف الإسرائيلي على شمال غزة يؤجل حملة التطعيم ضد…
اختبار جديد بالليزر يكشف عن الخرف بمختلف أنواعه في…
قلة ساعات النوم لدي كبار السن تزيد من خطر…
تسجيل أول إصابة بالكوليرا في لبنان والصحة العالمية تحذّر…
العلامات الأولى التي تشير إلى الإصابة بمرض "الزهايمر"

اخر الاخبار

انتخاب المغرب بالأغلبية لتولي منصب نائب رئيس منظمة الأنتربول…
إنشاء ثاني أكبر محطة لتحلية المياه البحر في مدينة…
ملك المغرب يؤكد أن هناك من يستغل قضية الصحراء…
الملك محمد السادس يقرر إعادة هيكلة المؤسسات المعنية بشؤون…

فن وموسيقى

كندة علوش تعود لموسم دراما رمضان 2025 عقب غياب…
سعد لمجرد يُعرب عن سعادته بتحقيق أغنيته «سقفة» أول…
أحمد السقا يكشف أسراراً من كواليس فيلم "السرب" ويتحدث…
يسرا تُعرب عن سعادتها بتواجدها في مهرجان الجونة وتُؤكد…

أخبار النجوم

حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل
حنان مطاوع تشوّق جمهورها لمسلسلها الجديد
أحمد السعدني يحلّ أزمة أمينة خليل في رمضان
أحمد عز يعلّق على تصنيف الفنانين ومنح لقب "نمبر…

رياضة

وليد الركراكي يخطط لثورة في تشكيلة المنتخب المغربي قبيل…
محمد صلاح يحتفل بصدارة الدوري الإنجليزي ورقمه القياسي ويوجه…
وليد الركراكي يكشف مصير حكيم زياش مع المنتخب المغربي
الفرنسي هيرفيه رونار يعود لتدريب منتخب السعودية

صحة وتغذية

أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات…
حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها
عقار شائع للإجهاض قد يساهم في إطالة العمر ويشعل…
تناول الماغنيسيوم مع فيتامين D يُعزّز صحة العظام ووظيفة…

الأخبار الأكثر قراءة

دراسة تكشف أن قلة النوم للنساء الحوامل أكثر عرضة…
خالد آيت طالب يترأس ندوة تنظيمية حول تحسين إجراءات…
تقنية فريدة تتلاعب بموجات الدماغ أثناء النوم لعلاج مرضى…
أطباء لبنان تحت وقع الصدمة ويواصلون عملياتهم في محاولة…
إفريقيا تعلن خروج جدري القردة عن السيطرة على المستوى…