الرباط ـ المغرب اليوم
يحظى التحسيس بخطورة سرطان الثدي وعنق الرحم باهتمام كبير من لدن الجمعيات والمؤسسات المهتمة بالشأن الصحي عموما، والنسائي بشكل خاص؛ إذ ما فتئ المشتغلون في المجال الطبي والجمعوي يستغلون كل الفرص المتاحة لدعوة النساء إلى الكشف المبكر عن هذيْن النوعين من السرطان، وذلك في إطار المقاربة الاستباقية المساعدة على التشخيص والعلاج في الوقت المناسب.
وإذا كانت الوصلات التحسيسية المتكررة، والأنشطة التوعوية الدورية، والمبادرات الجمعوية المناسباتية، قد ساهمت بشكل تدريجي، على مر السنوات الماضية، في تجاوز الإحراج الذي كان يمنع النساء من الانخراط في مسلسل محاربة السرطان، خاصة الذي يصيب الثدي والرحم، فإن نقاشا يثار بين الفينة والأخرى حول ضعف الاهتمام بأنواع السرطان التي تهم فئة الذكور رغم خطورتها.
ومن بين أنواع السرطان التي تصيب الذكور، ويزداد انتشارها في صفوف المسنين منهم على الخصوص، “سرطان البروستات” و”سرطان الخصية”، اللذان بدأ الحديث عنهما في الآونة الأخيرة من أجل التحسيس بخطورتهما ودعوة الشبان والكهول والمسنين إلى الانخراط في عملية الكشف عنهما بنفس درجة الاهتمام الذي تبديه النساء في تعاملهن مع سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم.
خطورة سرطان البروستات
عبد الجليل ادريوش، الكاتب العام للجمعية المغربية لمرضى السرطان بآسفي، قال إن “الإصابة بالسرطان على مستوى البروستات تمثل أغلب حالات الإصابة بالسرطان لدى الرجال، والدراسات التي أجريت في هذا الموضوع تشير إلى أن ثاني سبب للوفاة بسبب السرطان في صفوف الرجال، بعد سرطان الرئة، هو سرطان البروستات”.
وأضاف أن “الجميع يعلم بأن أكتوبر هو الشهر الوردي للكشف المبكر عن سرطان الثدي لدى النساء، لكن العديد من الأشخاص لا يعلمون أن نونبر هو الشهر الأزرق المخصص للكشف المبكر عن سرطان البروستات عند الرجال”، مشيرا إلى أن “سرطان الثدي يصيب الرجال أيضا، لكن بنسبة قليلة جدا مقارنة مع النساء”.
وأوضح ادريوش، في تصريح، أن “الدراسات تؤكد أن 50 في المئة من المصابين بسرطان البروستات تتجاوز أعمارهم 50 سنة، مما يحتم على كل من بلغ هذا السن أن يزور الطبيب المختص في المسالك البولية على الأقل مرة في السنة من أجل تتبع وضعه الصحي والكشف المبكر عن سرطان البروستات”.
وأكد الكاتب العام للجمعية المغربية لمرضى السرطان بآسفي أن “بين 10 و20 في المئة من الرجال المصابين بالسرطان يكتشفون المرض في مراحله المتأخرة، بعد إجراء تحاليل يصفها الأطباء المختصون”، مضيفا أنه “كلما تأخر الكشف عن السرطان انتشر الداء في باقي أعضاء الجسم، وصار المريض بعيدا شيئا ما عن الشفاء وأقرب من الموت إلى حد كبير”.
الكشف المبكر عن سرطان الخصية
ونبه عبد الجليل ادريوش إلى أن “أي شخص، مهما كان عمره، أحس بأعراض ما، سواء كانت ألما أو دما أو صعوبة عند التبول، أن يزور الطبيب المختص لإجراء الكشوفات الطبية اللازمة وتشخيص حالته الصحية”، موضحا أن “الكشف المبكر عن السرطان يسهل عملية العلاج بشكل كبير”.
وتابع الفاعل الجمعوي عينه بأنه “إلى جانب سرطان البروستات، يصاب عدد من الرجال بنوع ثان من السرطان لا يقل خطورة عن سابقه، وهو سرطان يصيب إحدى الخصيتيْن أو كليهما، نتيجة نمو خلاياهما بشكل غير طبيعي، في غياب الكشف المبكر الذي يمكن من تدارك الأمر قبل فوات الأوان”.
وشدد على أن “التعجيل بزيارة الطبيب المختص في المسالك البولية أمر ضروري كلما أحس الشخص بأمر غير عادي بإحدى خصيتيه أو بهما معا، سواء أصبحت الخصية كبيرة أو ثقيلة أو مؤلمة…، أو ظهر عليها أي تغير غير طبيعي، حتى يتمكن من مباشرة العلاج في الوقت المناسب”.
وأبرز الكاتب العام للجمعية المغربية لمرضى السرطان بآسفي، في ختام تصريحه لهسبريس، أن “الأطباء يشيرون إلى أن هذه الأنواع من السرطان تكون وراثية بنسبة كبيرة جدا، ويؤكدون على أن تجاوز الإحراج واللجوء إلى الكشف المبكر، هو السبيل والحل الفعال لتحديد مدى إصابة الشخص بالسرطان قبل أن يصل إلى درجة يصعب معها العلاج”.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
حملة طبية في فاس للكشف المبكر عن سرطان الثدي وعنق الرحم