لندن ـ كاتيا حداد
كشفت دراسة جديدة أن العلاج المناعي المتمثل في إعطاء مرضى حساسية الربيع، أو حمى القش، حبوب اللقاح أو حقنهم بها، يساعد على تخفيف أعراض الحساسية لديهم، مثل سيلان الأنف والعطس والشعور بحكة في العيون.
ويتضمن العلاج المناعي تعريض مريض الحساسية لكميات كبيرة من حبوب لقاح الأزهار بشكل مضطرد، لمساعدتهم على التعود على محفزات الحساسية، في حين إذا استمرت مدة العلاج لثلاثة أعوام، سُيمكّن العلاج مرضى الحساسية من التمتع بالربيع.
ويأتي المرض نتيجة الطقس الحار، الذي يساعد على انتشار حبوب اللقاح التي تساعد بدورها على تفشي الحساسية في هذا الوقت من العام. وتعتبر حبوب اللقاح المسببة للمرض، جزئيات قادرة على التنقل في الهواء الطلق على مدى مسافات مختلفة حسب أنواعها، وغالبًا ما يبدأ موسمها مع فصل الربيع، وتتمثل أعراضها الأكثر شيوعًا في حساسية الأنف، عبر سيلانه واختناقه والعطس المتكرر والحكة فيه.
وأوضح الباحثون القائمون على الدراسة، التي نشرتها مجلة "جاما"، وهم باحثون في كلية امبريال كوليدج في لندن، أن العلاج يضع حدًا للإفراط في مكافحة الأدوية مثل البخاخات الأنفية ومضادات الهستامين. وتضمنت الدراسة متطوعين من مرضى حساسية الأنف من مستشفى رويال برومبتون في لندن، وقيّم الباحثون فعالية اثتنين من الأدوية المناعية التي تدخل في تركيباتها حبوب لقاح الأزهار، تم إعطائها لنحو 106 مريضًا بالحساسية على شكل حقن أو حبوب تضع تحت اللسان أو أقراص وهمية.
واستمرت فترة العلاج حوالي عامين، أظهرت بعدها نتائج الدراسة فعالية كلا العلاجين في معالجة مرض حساسية الأنف، ولكن بعد عام واحد من توقف المريض عن تناول الدواء، عادت الأعراض للظهور مرة أخرى. وقال صاحب الدراسة، البروفسير ستيفن دورهام "أظهرت الدراسة أن العلاج المناعي فعال للغاية، ولم تكن فترة العامين كافية لفوائد طويلة الأمد. ويجب أن يعكف الأطباء والمرضى على اتباع الإرشادات الدولية التي توصى بعلاج مدته ثلاثة أعوام كحد أقصى".
وأضاف أن تعريض مريض الحساسية لحبوب اللقاح هي طريقة فعالة للغاية، لعلاج الأشخاص الذين شعروا بالإنهاك من أعراض الحساسية.