لندن ـ كاتيا حداد
كشفت دراسة جديدة أنّ السمنة أثناء فترة الحمل لا تؤثر على صحة الأجنة فحسب، بل تزيد أيضًا من مخاطر ولادة أطفال مُصابين بالشلل الدماغي. ويرتبط الوزن الزائد عند منطقة الخصر، بمجموعة من الأعراض التي قد تؤثر على دماغ الجنين، بينما يعزز ذلك من احتمالية ولادة أطفال بعيوب خلقية، حسبما أفادت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وعلى الرغم من التطور الشديد الذي شهده مجال رعاية الأطفال حديثي الولادة في السنين الأخيرة، إلا أنه أصبح هناك ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الشلل الدماغي عند الأطفال الذين يولدون بعد فترة حمل كاملة.
وأجرى باحثون في جامعة ميشيغان الأميركية، الدراسة، وذلك على الأطفال الذين وُلدوا في السويد في الفترة ما بين 1997 و2011، ووجدوا أن ثمة عوامل قليلة للغاية تزيد من خطورة إصابة الأطفال حديثي الولادة بالشلل الدماغي، حيث تبين أنه من بين أكثر من مليون و400 ألف طفل حديثي الولادة، أصيب نحو 3.029 طفلاً بشلل دماغي.
وعند إجراء مزيد من التحاليل، وجد الباحثون أنّ هناك علاقة جليّة بين السمنة المُفرطة والشلل الدماغي، والذي أُصيب به واحدًا من كل 400 طفل مولود حديثًا في بريطانيا والولايات المتحدة، إلا أن هذه الرابطة لا يمكن تحديدها عند الولادة المُبكرة.
وأكّدت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "غاما"، أنّ ما يقرب من نصف أسباب الإصابة بالشلل الدماغي، يمكن إدراجها ضمن مضاعفات ولادة الأجنة المختنقة، مشيرة إلى أن تأثير سمنة الحوامل على الشلل الدماغي قد يبدو صغيرًا مقارنة بعوامل الخطر الأخرى..وأعرب الباحثون عن قلقهم إزاء ارتفاع نسب السمنة المُفطرة عند النساء الحوامل.
وذكر صاحب الدراسة، البروفيسور إدواردو فيلامور، أنّ النتائج ذات دلالة "إحصائية" لأولئك الذين وُلدوا بوزن صحي، لافتًا إلى أن أعداد النساء اللواتي يفوق مؤشر كتلة الجسم لديهن 35، قد تضاعفت عالميًا من حوالي 50 إلى مليون سيدة، وذلك منذ عام 2000 حتى 2010.
وأضاف: "في الولايات المتحدة، ما يُقرب من نصف السيدات عانت من زيادة الوزن أو السمنة المُفرطة، قبل الولادة الأولى، ونظرًا للارتفاع المستمر لمؤشر انتشار السمنة المفرطة وزيادة الوزن في أكثر أشكاله الحادة، فإن فرضية إصابة حديثي الولادة بالشلل الدماغي نتيجة السمنة، قد تكون لها آثارًا خطيرة على الصحة العامة".
وأعلن العلماء، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أنّ الأطفال الرُضع معرضون لخطر تلف الدماغ والسكتات الدماغية والنوبات القلبية والربو، إذا عانت أمهاتهم من السمنة المفرطة. فيما اقترحت سلسة من الدراسات أن المشكلة تبدأ في الرحم.