لندن ـ ماريا طبراني
ربما لم تكن مفاجأة أن يعيش الشعب الياباني حياة أطول، بينما تبقى احتمالات الإصابة بالخرف بين اليابانيين هي الأقل، حسب ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، إذ إن الأمر ربما يرجع في الأساس إلى المستويات العالية من الكربوهيدرات المنقحة التي يحصلون عليها في أنظمتهم الغذائية.
وهنا يمكنك التعرّف على ما ينبغي أن تأكله للحفاظ على صحة عقلك بقدر الإمكان.
فقبل الذهاب إلى السوبر ماركت لتملأ العربة التي تتسوق بها بمنتجات الخبز الأبيض والكعك المثلج، هناك بعض الأشياء التي ينبغي أن تتذكرها للحصول على أفضل أنواع الكربوهيدرات.
نسبة السكر
عامل واحد أساسي ينبغي أن تتذكره دائما عند الفصل بين الكربوهيدرات الجيدة والأخرى السيئة، وهو طول الفترة الزمنية التي تفصل بين تناول الطعام ووصولها إلى مجرى الدم، حيث إنه كلما كانت تلك الفترة قصيرة كانت التأثيرات ضارة للغاية لأنها تكون كربوهيدرات ذات مستويات عالية من السكر، وبالتالي فهي تؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم.
حتى إذا ما تناولنا كميات صغيرة من الأطعمة ذات مستويات السكر العالية، فهذا يعني ارتفاعا سريعا للسكر في الدم، وبالتالي إفراز الجسم لكميات كبيرة من الأنسولين تفتح الباب أمام الخلايا لامتصاص الجولوكوز، وهو الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الإحساس بالتعب والجوع والإحساس بالرغبة في تناول مزيد من السكريات، وبمرور الوقت تكون عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
الكربوهيدرات الغنية بالحديد
في الولايات المتحدة يتم الحصول على ما يقرب من نصف الحديد الغذائي من خلال منتجات الحبوب المدعمة بالحديد، حيث بدأ الاعتماد عليها بشكل مكثف في الأربعينيات من القرن الماضي، حيث عقدت العديد من الدراسات حول فوائد الأطعمة النباتية في ذلك الحين.
ولكن رغم ذلك طغت أهمية الحبوب الغنية بالحديد، حيث ثبت أن الذين يتناولون كميات نموذجية من الكربوهيدرات المكررة، تصبح مخاطر إصابتهم بالأمراض أو احتمالات الوفاة في سن مبكر محدودة للغاية إذا ما قورنت بالنباتيين.
الأرز الأمريكي ليس نفسه هو الأرز الياباني، وكذلك المعكرونة الأمريكية ليست نفسها الموجودة في مناطق الريفيرا، حيث تتم معالجة الحبوب المستخدمة هناك بالحديد.
وهناك الكثير من الناس يعتقدون الكربوهيدرات تسبب مرض السكري، ولكن الحديد هو عامل خطر أكبر لتطوير مرض السكري ويؤدي إطلاق أكبر للأنسولين من الكربوهيدرات.
استجابة الأنسولين بالنسبة إلى اللحوم الحمراء هي تقريبا ضعف ما كان عليه بالنسبة إلى السمك وأكثر من ضعف ما للمعكرونة.
الكربوهيدرات مع الجلوتين
الأطعمة الخالية من الجلوتين هو اتجاه النظام الغذائي الحالي لتجنب الانتفاخ وآلام المفاصل، وزيادة الوزن، وحتى بعض الناس ترى أيضا أنه وسيلة لتجنب مرض ألزهايمر، ولكن الحديد هو أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى التهاب الأمعاء، والعدوى، وحتى السرطان.
فإذا كنت تعيش في بلد تثري المزيد من القمح بالحديد، فإنه ليس من المستغرب أن يكون استبعاد هذه المنتجات من النظام الغذائي الخاص بك يجعل أمعاءك تشعر بالراحة بصورة كبيرة.
الكربوهيدرات المكررة تغلب على الكربوهيدرات من الحبوب الكاملة
والفرق الرئيسي بين معظم الأطعمة المصنوعة من الحبوب الكاملة والأطعمة المصنوعة من الحبوب المكررة، هو أن الأطعمة المصنوعة من الحبوب الكاملة تحتفظ أكثر بالنخالة الليفية والجرثومية، ولكن يعيبها أنها مصنوعة من دقيق الأرض صغيرة جدا بحيث تفقد معظم الفوائد الصحية المحتملة.
في المقابل، الحبوب مثل الأرز الأبيض ليس المصنوع من الحبوب الكاملة، تتم إزالة النخالة الخاصة بها، بحيث تبقى نسبة النشويات السليمة الموجودة به كثيفة، وهو ما يعني أن تناوله يؤدي إلى زيادة السكر في الدم وبالتالي زيادة في نسبة إفراز الأنسولين، وهو الأمر الذي يؤدي إلى الكثير من الأضرار في المستقبل.