لندن ـ كاتيا حداد
تحدثت روزا سيلفرمان، محررة صحيفة "غارديان" البريطانية عن طقوسها أثناء قياس نبضات القلب.
وقالت سيلفرمان "أجلس على أريكتي في حالة استرخائية، ممسكة هاتفي الذكي في يدي اليسرى، وأضغط بالسبابة على الكاميرا، يبدأ الجهاز في إصدار صوت صفير، بينما تظهر أرقام على الشاشة، لا أعرف ما الذي تعنيه، ولا سبب تغيرها، ولكنني على وشك اكتشاف معدل نبضات قلبي - بفضل تطبيق قمت بتنزيله للتو والذي يكلف فقط جنيهان إسترلينيان، او الذي يبدو وكأنه سعر عادل لعدد لا حصر له من المرات التي يسمح فيها التطبيق لي للتحقق من معدل نبضات قلبي".
وأضافت "بعد بضع ثوان، يتم الكشف عن النتيجة 71 نبضة في الدقيقة ويتم تصنيف هذا من خلال المقياس المتحرك للتطبيق على أنه (عادي)، بدلًا من (بطيء) أو (سريع). يتم تلوين الجزء (السريع) من المقياس بلون أحمر مزعج، ويفترض أنه مؤشر على الخطر".
وتابعت سيلفرمان "لكن ماذا إذا وجدت نفسك ضمن مؤشرات اللون الأحمر، ماذا يعني ذلك في الواقع؟ تحذير من نوبة قلبية وشيكة، أو ببساطة انك في حاجة إلى ممارسة المشي في كثير من الأحيان؟".
عدم انتظام نبضات القلب هو مصطلح يستخدم للإشارة إلى ارتفاع معدل ضربات القلب - عادة أكثر من 100 نبضة في الدقيقة وإذا تُرك دون علاج، يمكن أن يعطل وظائف القلب الطبيعية ويؤدي إلى قصور في القلب، والسكتة الدماغية أو السكتة القلبية المفاجئة أو الموت، ولكن إذا كنت ترغب في تنزيل تطبيق ما على هاتفك الذكي، أو كنت تستخدم واحدًا بالفعل، فمن المهم معرفة البيانات التي تحصل عليها وفهمها.
وحذّر كريستوفر ألين، طبيب القلبي في مؤسسة القلب البريطانية، من أنه "قبل أن تبدأ بتحليل شيء ما عليك أن تفهمه. كدليل عام، فإن معدل ضربات القلب الطبيعية تكون بين 60 و 100 وهي مقبولة، وكلما اقتربت من الوصول إلى 100، كلما يكون ذلك مرتفعا عن المعدل الطبيعي والذي يمكن التغلب عليه بممارسة المزيد من التمارين، والحد من الإجهاد، وتجنب التبغ، وإذا لزم الأمر، فقدان الوزن - كل الخطوات الأساسية التي نعرف بالفعل أننا يجب أن نقوم بها من أجل صحتنا.
ولكن هل نحتاج حقًا إلى مراقبة معدلات نبضات القلب أيضًا؟ يقول ألن "يعتمد الأمر على سبب نظرتك إليه، إن ما تحصل عليه من معدل ضربات القلب بدون معرفة فائدته ليس دائمًا يجدي نفعا، كما يحذر من أن "الفضول أمر خطير إذا لم تكن تعرف ما تبحث عنه حقًا".
وربما من المفارقات، أن الجيل الأصغر سنا هم الأكثر احتمالا لاستخدام التكنولوجيا الرقمية للتحقق من صحتهم، ولكن أكثر من 40 عاما هم الأكثر حاجة إلى ذلك، ويقول ألين "سنبدأ بأكثر من 40 شخصًا حتى نبدأ في فحص ضغط الدم والكولسترول لأن ذلك يحدث عندما تبدأ المخاطر في الارتفاع."
أما الأشخاص المُعرّضون لخطر الإصابة بنوبات قلبية بسبب مشاكل مثل ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري، فمن المحتمل أن يكونوا من الإناث مثل الذكور تماما، في المستقبل أيضًا. على الرغم من أن الرجال في بريطانيا يواجهون في الوقت الحالي ثلاثة أضعاف خطر الإصابة بنوبة قلبية من النساء لأن أساليب حياتهم غير صحية بشكل عام، فقد كشف باحثون من جامعة أكسفورد الأسبوع الماضي أن التدخين وضغط الدم المرتفع، ومرض السكري يزيدوا من فرصة أكبر للنوبة القلبية لدى النساء، لكن ارتفاع ضغط الدم وارتفاع معدل ضربات القلب لا يتشابهان، بينما يشير الأخير إلى السرعة التي يدق بها القلب، فإن ضغط الدم هو مقياس للقوة التي يستخدمها قلبك لضخ الدم حول الجسم. إذا تُرك بدون علاج، فإن أولئك الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، يكونون في خطر متزايد لمشاكل خطيرة مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية. الجدير بالذكر انه يمكن استخدام التطبيقات لتتبع ضغط الدم وكذلك معدل ضربات القلب.
إذا كنت ستقوم بقياس معدل ضربات القلب في المنزل، فما الذي تحتاج إلى معرفته؟ ينصح ألين بقياسها عدة مرات للحصول على القراءة الحقيقية، والاعتبار المهم الآخر هو دقة التطبيقات نفسها. وجدت دراسة أجريت في العام الماضي تباينًا كبيرًا بين تطبيقات مراقبة معدل ضربات القلب المتوفرة تجاريا - حتى تلك التي تستخدم نفس التكنولوجيا.
يقول الدكتور كريستوف ويز، اختصاصي القلب في عيادة القلب في زيورخ في سويسرا "يتم تثبيت تطبيقات معدل نبضات القلب على العديد من الهواتف الذكية، وما أن يراها الناس، فمن الطبيعي أن يستخدمها، وأن يقارن نتائجها مع الآخرين لكن المشكلة هي أنه لا يوجد أي قانون يتطلب التحقق من صحة هذه التطبيقات، وبالتالي لا توجد وسيلة للمستهلكين لمعرفة ما إذا كانت النتائج دقيقة أم لا".
ومع تركيزنا المستمر والمتزايد على الصحة، يمكننا أن نجد أنفسنا نتغاضى عن مثل هذه التحذيرات، وبمساعدة من التكنولوجيا، فإننا نعرف، أكثر من أي وقت مضى، كل ما نحتاج لنأكله او نشربه، ومقدار ما نتحرك، وننام، ونرتاح، ونتنفس بعمق، وننظر إلى الشاشات.