واشنطن - المغرب اليوم
يمكن العثور على علامات تشير لأحداث الحياة المجهدة التي مرت على الرجال والنساء في حياتهم، على غرار الإنجاب وانقطاع الطمث، بل وحتى الانتقال لمكان إقامة أكثر صعوبة وتعرض الشخص لعقوبة سالبة للحرية، وذلك عبر فحص الأسنان.وخلال دراسة أجراها باحثون من جامعة نيويورك الأميركية، ونشرت أول من أمس في دورية «ساينتفيك ريبورتز»، وجد الباحثون أن تلك الأحداث تترك بصماتها على أنسجة الملاط، وهو طبقة متكلسة تغطي جذر السن.
وتشبه هذه الظاهرة الطريقة التي يمكن أن يخبرنا بها سمك حلقات الشجرة السنوية عن المناخ والبيئة التي نمت فيها الشجرة، ولكن في الأسنان، فإن التغيرات في طريقة تفاعل أنسجة الملاط مع الضوء يوفر القرائن التي تشير لبعض الأحداث.
وفحص الباحثون خلال الدراسة ما يقرب من 50 من الأسنان البشرية، لأشخاص توفوا حديثا في أعمار تتراوح بين 25 و69 عاما، وكان لهؤلاء الأفراد تاريخ طبي معروف وبيانات لنمط الحياة، مثل العمر والأمراض والحركة، على سبيل المثال، وانتقالهم من البيئات الحضرية إلى الريفية، وتم الحصول على الكثير من هذه المعلومات من أقرب أقرباء هؤلاء الأشخاص، ثم استخدموا تقنيات التصوير التي تضيء طبقات الملاط، وربطوا كل التغيرات التي تحدث بها بمراحل الحياة المختلفة والأحداث التي وقعت بها.
وعلى عكس «المينا» الذي يشكل طبقات تتوقف بمجرد الانتهاء من تشكيل الأسنان، فإن أنسجة «الملاط» تنمو طوال حياة الفرد، وبالنظر إلى الأسنان باستخدام المجهر الضوئي المستقطب، وجد الفريق أن تفاعل تلك الأنسجة مع الضوء ليس هو نفسه في جميع أنحاء الأنسجة.
ووجد الفريق أن هذه التغيرات المميزة بدت تتوافق مع توقيت الأحداث المعروفة في حياة الفرد المعني، بما في ذلك الولادة وانقطاع الطمث، أو حتى تعرضه لعقوبة السجن.
وتقول باولا سيريتو، المؤلفة المشاركة في البحث من جامعة نيويورك في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: «في عدد من الأشخاص الذين سُجنوا قبل الوفاة، وجدنا دليلاً على هذا الحدث، مستمدا من تفاعل الضوء مع الأنسجة، ليخبرنا ذلك كم كان الأمر مرهقا من الناحية الفسيولوجية بالنسبة لهم».
قد يهمك ايضا
دراسة طبية تثبت أن أمراض الأسنان مسبب رئيسي للآلام المبرحة في الظهر
بعض العادات السيئة البسيطة التي تدمر الأسنان على المدى الطويل