لندن -المغرب اليوم
حذّر أستاذ في جامعة أوكسفورد من أن الاحترار العالمي يمكن أن يُعيد إيقاظ الأمراض القديمة وحتى الموت الأسود.
وقال البروفيسور بيتر فرانكوبان إنه من شأن ارتفاع درجات الحرارة في العالم أن يذيب الأغطية الجليدية التي تخزّن البكتيريا المدفونة لفترة طويلة، والتي يمكن أن تنشر الامراضوقد تسبب أوبئة عالمية جديدة.
وعرض فرانكوبان تنبؤاته ضمن فعاليات "مهرجان شلتنهام الأدبي"، يوم الجمعة الماضي، بحسب صحيفة التايمز.
وأعرب أستاذ التاريخ العالمي عن رأيه قائلًا "ليس هناك أي فرصة على الإطلاق" للنجاة، لأن المجتمع الدولي سيتخلف عن أهداف اتفاقية باريس في إبقاء ارتفاع درجات الحراره العالمية تحت 1.5 درجة مئوية.
وأشار إلى أنه "إذا تجاوزنا هذه الدرجة، فالأمر لن يتعلق فقط باختفاء جزر المالديف أو زيادة الهجرة، بل بشأن ما قد يحدث عندما يتم إزالة الجليد الدائم وإطلاق العوامل البيولوجية التي دفنت لآلاف السنين".
وأضاف "لأن البكتيريا ستطلق مرة أخرى في النظم البيئية للأرض، سيكون هناك خطر كبير من إصابة سكان العالم بأمراض لا يمكن معالجتها.
وأوضح أنه من أهم هذه الأمراض، الطاعون، المعروف أيضًا بالموت الأسود والموت العظيم، والذي انتشر في العصور الوسطى، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية.
واشار البروفيسور فرانكوبان أن مثل هذا الاحتمال يجب أن يؤخذ على محمل الجد أكثر من ارتفاع مستويات البحار أو الجفاف، لأسباب ليس أقلها أن الموت الأسود قد أودى بحياة ما بين 75 و200 مليون شخص في أوروبا في القرن الرابع عشر.
وتأتي توقعات فرانكوبان وسط عدد متزايد من الدراسات التي تبحث بعض الآثار غير المباشرة للاحترار العالمي، تحدثت آخرها خلال هذا الأسبوع عن أن التغير المناخي الشديد من شأنه أن يسبب نقصا عالميا في مشروبات البيرة.
ويبدو أنه في حين أن تحذيرات فرانكوبان ترسم سيناريو أسوأ الاحتمالات لظاهرة الاحتباس الحراري في المستقبل، إلا أن هناك أمثلة حديثة على ذوبان الجليد الدائم الذي يمثل خطرا كبيرا على الناس.
و توفي طفل يبلغ من العمر 12 عامًا ونقل أكثر من 40 شخصا إلى المستشفى في سيبيريا، بعد أن أصيبوا بمرض الجمرة الخبيثة.
وقد أفرج عن الجمرة الخبيثة عندما أذابت درجات الحرارة المرتفعة في فصل الصيف الجليد الدائم الذي أبقى عدة غزلان مدفونة لعقود بعد انتشار سابق للبكتيريا الخطيرة.
ويعد تعرية هذه الغزلان من الجليد تسببت في إطلاق البكتيريا المجمدة سابقًا في المياه والتربة في المنطقة، حيث دخلت بعد الذوبان في السلسلة الغذائية.