برلين ــ جورج كرم
درس مجموعة من الباحثين الألمان، أهمية اللعب والهرج في الحياة اليومية للبالغين، في حين ركزت الأبحاث السابقة بشكل كبير على هذه الصفة في الأطفال.فعند التعامل مع العديد من المواقف الصعبة، فإن الحياة سترمي في طريقك بعض المتعة، لذا فمن الأفضل أن تمتاز ببعض الهرج.
ووفقا لعلماء النفس، فإن وجود الميل نحو الهرج، يمكن أن يعطي هؤلاء الناس ميزة إيجابية وليست شيء سلبي، على الرغم من أنه يسبب في بعض الأحيان اعتقاد الأخرى بالنظر إلى هؤلاء الأشخاص، بعدم القدرة على تحمل المسؤولية أو أخذهم على محمل الجد. وتم ربط هذه الصفة بمهارات الرصد الجيدة، والقدرة على رؤية المواقف المختلفة من منظور جديد، أو تحويل المهام الرتيبة إلى شيء مثير للاهتمام.
وأوضح فريق جامعة لوثر هال-يتنبرغ في ألمانيا، أنه ينبغي عدم الخلط بين الهرج والفكاهة.
وقال الدكتور رينيه بروير من معهد علم النفس في ألمانيا، "غالبًا ما يتم نقل نماذج هرج الطفولة إلى الكبار". وأضاف "أن فقدان هذه السمة قد يؤدي إلى فقدان العديد من الجوانب بما في ذلك تلك المتعلقة بالعلاقات عاطفية أو الأداء الفكري". ولفهم المزيد عن هذه الصفة، أنشأ الباحثون نموذجًا جديدًا، وذلك باستخدام استبيان مكون من 28 بندًا لتقييم أربعة أنواع مختلفة من البالغين الذين يمتعون بالهرج، وهم الموجه، الأرعن، والفكري، وغريب الأطوار.
ويقول الباحثون إن هذه السمة تختلف بشكل واضح عن السمات "الخمسة الكبار" الشخصية، والتي تشمل الانفتاح، والضمير، الاجتماع والتوافق والاستقرار العاطفي، في حين يتداخل الهرج مع بعض السمات الشخصية الأخرى.
وقال بروير، إن الهرج هو سمة شخصية مستقلة تشترك في بعض الجوانب مع هذه الأبعاد الخمس العالمية ولكن لا يمكن أن تكون متبادلة، فهناك أشخاص يحبون المزاح مع الأصدقاء والمعارف.
وهذا ما نصفه بأنه الهرج الموجه. على النقيض من ذلك، الأرعن الذين يعتبرون حياتهم كلها كنوع من لعبة. وأما الهرج الفكري، من ناحية أخرى، يشمل الناس الذين يحبون اللعب مع الأفكار والآراء. ويمكن لهؤلاء الأشخاص أن تتحول المهام الرتيبة لهم إلى شيء مثير للاهتمام.
ووصف الباحثون أولئك الذين يعرفون بـ "غريبي الأطوار"، فهؤلاء الناس يميلون إلى الاهتمام بأشياء غريبة وغير عادية ومسلية". وفي حين قد ينظر أحيانا إلى الهرج من ناحية اجتماعية كشيء سلبي للبالغين، مما يتسبب في جعل الآخرين لا يمكنهم التعويل عليهم أو أخذهم على محمل الجد، ويقول الباحثون إنه ينبغي اعتبار الهرج سمة إيجابية، وأضاف "عندما تبحث عن حلول لمشاكل معقدة، فإنها يمكن بسهولة تغيير وجهات النظر بالنسبة لهؤلاء الذين يتمتعون بالهرج. وهذا يتيح لهم لإيجاد حلول غير عادية ومبتكرة".