لندن ـ كاتيا حداد
كشف خبير بارز أن البرقع أو النقاب يمنع جسم النساء من امتصاص فيتامين "د" ، لعدم تعرضهن لأشعة الشمس ، ولكن يمكن التغلب على ذلك بتناول المكملات الغذائية واتباع نظام غذائي صحي ، فقد أثير الجدل حول النقاب بعد أن قال بول نوتال، زعيم حزب استقلال المملكة المتحدة الشهر الماضي إن حظر النقاب سيساعد النساء على زيادة مستويات فيتامين "د".
وأكد نوتال في حديثه إلى قناة آي تي في الإخبارية البريطانية الأحد "كشفت أعداد هائلة من البحوث الطبية إن عدم تعرض الوجه أو باقي الجسم لأشعة الشمس يسبب نقص فيتامين د فى الجسم ". ويعد فيتامين "د" ضروري لأجل الحفاظ على صحة العظام والأسنان والعضلات، فقد يسبب نقص الفيتامين فى الجسم حدوث تشوهات العظام مثل الكساح للأطفال وآلام العظام للبالغين.
وأضاف البروفيسور بيتر مكافيري ، أستاذ الكيمياء الحيوية، في جامعة أبردين في بريطانيا ، في جزء من الحديث معه أن اللاتي يرتدين البرقع أو النقاب معرضين لخطر نفقص فيتامين "د" ، كما يريد حزب الاستقلال البريطاني حظر البرقع أو النقاب في الأماكن العامة ، لكونه عائق أمام الاندماج في المجتمع.
ومع ذلك، فإن حزب الاستقلال البريطاني ينتابه القلق إزاء صحة النساء اللاتي يرتدين النقاب، وفقًا لبيان أصدره الحزب، فهو يمنع امتصاص فيتامين "د" من الشمس ، وكجزء من سلسلة التحقيق المتعلقة بالأمر طلبنا من اثنين من الباحثين التأكد علميًا من هذا الادّعاء، فهذا النقاب مصنوع من قماش مُعتم يُقلل إلى حد كبير وصول أشعة الشمس إلى الجلد ومن ثم فيتامين "د" التي يمكن أن يفرزها أو ينتجها الجسم، ومع ذلك فهذه ليست مشكلة إذ يُمكن تعويض هذا الفيتامين عن طريق نظام غذائي وتناول المكملات الغذائية، وهناك عدد من الجوانب الغريبة لفيتامين "د" ضرورية لفهم تفادي نقصه.
ولأسباب عدة، قد لا يحصل الناس على ما يكفي من أشعة الشمس ، وهذا قد يكون بسبب الملابس التي يرتديها الشخص، لأنها أكثر قتامة عن لون الجلد، أو لأنهم يعيشون في خطوط العرض حيث تبقى الشمس فترات قليلة في السماء، أو لأنهم يبتعدون عن قصد عن الشمس بسبب مخاطر التعرض المفرط لأشعة الشمس، وهي سرطان الجلد.
وتقلل السمنة من قدرة الجسم على استخدام فيتامين "د" ، ومن الواضح أن هناك العديد من الأسباب التي قد تسبب نقص فيتامين "د" ، ولكن تقييد أشعة الشمس لا يسبب مشكلة إذا كان الشخص يحصل على ما يكفي من فيتامين "د" من نظامه الغذائي أو مكملاته حبوب فيتامين د ، وهناك مستويات عالية من فيتامين "د" في الأطعمة مثل الأسماك الزيتية، وكميات أصغر في الكبد والبيض.
وفي بعض البلدان، يتم تحصين الأطعمة، مثل حبوب الإفطار والحليب، بفيتامين "د" ، وإذا لم يحصل الشخص على أشعة الشمس الكثيرة، فسيحتاج إلى استهلاك ما يكفي من الأطعمة الغنية بفيتامين "د" أو تناول مكملات فيتامين "د".
وبدون فيتامين "د" ، لا بد من وجود مشاكل صحية خطيرة ، حيث أن فيتامين "د" ضروري للسيطرة على المستويات الصحيحة من الكالسيوم في الجسم، اللازمة لصحة العظام ، ونقص هذا الفيتامين هو سبب ضعف وتشوهات العظام، مثل الكساح في الأطفال والتهاب العظام في البالغين.
ويُعد الكساح مشكلة في أجزاء كثيرة من العالم، بما في ذلك الأماكن التي تتميز بوفرة التعرض للشمس ولكن حيث لا يتعرض الناس لأشعة شمس كافية ، ويحدث نقص فيتامين "د" في البلدان التي ينتشر فيها النقاب والبرقع، مثل المملكة العربية السعودية، ولكن أيضًا في بلدان مثل أستراليا حيث يتم تقليل التعرض لأشعة الشمس لأسبابٍ أخرى، مثل حملات الصحة العامة الفعالة حول سرطان الجلد.
ويمنع النقاب والبرقع الحصول على فيتامين "د" من أشعة الشمس ، ولكن المشاكل تحدث فقط عندما يكون الشخص غير مدرك للضرر المحتمل بسبب عدم وجود ضوء الشمس ولا يعالج ذلك عن طريق زيادة تناول فيتامين "D" من خلال النظام الغذائي أو المكملات الغذائية.