برلين ـ جورج كرم
عالَم الأثاث على موعد مع رؤية جديدة تتعلق بالمقاعد والمنضدات الخشبية الخاصة بالمستشفيات، بحيث سيُضاف إليها ألوانٌ زاهية، وتوضع داخل مستشفى مخصص لمرضى السرطان ، وذلك بهدف تحقيق قدر من التقريب بين الناس، حسب ما ذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، والتي أوضحت أن الرؤية الجديدة التي تتبناها المصممة الألمانية جيتا شاونتينر تهدف في الأساس إلى تحويل حياة مرضى السرطان وأحبائهم إلى الأفضل خلال المرحلة المقبلة.
التصميمات الملفتة للانتباه تمَّ وضعها خصيصًا لمستشفى "جاي" لعلاج مرضى السرطان في العاصمة البريطانية لندن، والذي تم افتتاحه في وقت سابق من هذا العام، حيث أن ألوان المقاعد النابضة بالحياة تعكس المعاملة الخاصة التي يتلقاها المرضى وذووهم داخل المستشفى.
وتقول المصممة الألمانية في تصريح للصحيفة البريطانية، إن الهدف من رؤيتها هو تحقيق الطموح لخلق بيئة راقية من شأنها تحسين الحالة النفسية والصورة الذهنية للتجربة القاسية التي يعيشونها داخل المركز العلاجي خلال الفترة التي يتلقون فيها العلاج من مرض السرطان. وأضافت أن هناك أدلة كثيرة أثبتت أن الفن يمكنه المساهمة بصورة كبيرة في تحسين الصحة والرفاهية، حيث أنه يلعب دورًا كبيرًا في تقليل حالة التوتر، وبالتالي تقليل فترة الإقامة داخل المستشفى.
ولكن تبقى فكرة تصميم أثاث مخصص لمستشفى لعلاج السرطان تحديًا في ذاته، بحسب المصممة الألمانية، حيث ينبغي أن نأخذ في اعتبارنا العديد من العوامل أهمها الحالة النفسية السيئة للمريض، بالإضافة إلى حالته الجسدية التي سوف تكون هزيلة بكل تأكيد، فضلا عن حالة الإرهاق الذهني الذي يعانيه من جراء التفكير المتواتر في حالته الصحية وتداعياتها.
وتقول المصممة: "لذا فقد تم تأسيس المقاعد بصورة تضمن إلى حد كبير راحة المرضى، بحيث تحقق سهولة الدخول والخروج منها، وكذلك مراعاة كافة الأجسام والأوزان." فالمقعد الجديد يقدِّم خاصية مهمة تضمن تحقيق قدر من التقارب بين المريض وأقربائه من الزوار، حيث أن المصممة كانت حريصة على وضع مساحة كافية تضمن جلوس المريض بجوار محبيه دون أن يكون بينهما أية فواصل، متمنية في الوقت نفسه أن يكون التصميم الذي قدمته استجابة لاحتياجات المرضى.