واشنطن - رولا عيسى
درس الباحثون من مدرسة الطب في جامعة واشنطن في سان لويس ومعهد كريسغ للعيون في جامعة واين ستيت في ديتريوت، بالتعاون مع معهد إل في براساد للعيون في الهند حالات لمرضى يعانون من مرحلة متطورة من نزيف في العين مرتبط بإصابات الدماغ بسبب حوادث السيارات، وأكدوا أنه يمكن للمرضى الذين فقدوا بصرهم بعد تعرضهم إلى إصابات خطيرة في الدماغ أن يستعيدوا بصرهم مرة أخرى بشكل كامل.
طفرة جديدة في عالم جراحات العيون حيث يدعي العلماء أنه
وأوضح العلماء أن ذلك سيكون من خلال إجراء عملية جراحية شائعة حتى إن لم يتم إجراء العملية بعد وقوع الحادث بعدة أشهر، وستمكن من استعادة البصر بنسبة 20/20 لمعظم الناس، وأطلق على هذه العملية "استئصال الزجاجية"، حيث تعمل من خلال إزالة الجل الزجاجي الموجود بين عدسة العين والشبكية واستبدالها بمحلول ملحي.
وبالكاد قد يرى بعض المرضى أيديهم أمام وجوههم قبل إجراء الجراحة، ولكنهم في غضون أشهر قليلة يتمكنون من استعادة بصرهم بشكل مثالي، وقسم الباحثون المرضى إلى مجموعتين، وتتكون الأولى من المرضى الذين أجروا جراحة خلال 3 أشهر بسبب النزيف أما الثانية فتتكون من المرضى الذين خضعوا إلى العملية بعد فترة زمنية محددة، وخلال شهر واحد من الخضوع للعملية الجراحية كان متوسط الرؤية 40/20 أما بعد أشهر قليلة كانت نسبة رؤية جميع المرضى هي 20/20.
وقال الدكتور راغندرا أبتى من جامعة واشنطن: "غالبًا ما يكون لدى هؤلاء المرضى بعض المشاكل المتعلقة بإصابات الدماغ، ولا يمكننا أن نجري جراحة في العين إلى أن يستقر المريض، لهذا كان من الضروري أن نتعلم المدة التي يجب أن ننتظرها بدون وجود أي تأثير سلبي على الرؤية، وفي معظم الحالات يمكن استعادة البصر مرة أخرى حتى إذا تم إجراء العملية الجراحية بعد عدة أشهر من التعرض إلى إصابة في الدماغ".
ويمكن أن يعاني ضحايا الحادث والمرضى من تمدد الأوعية الدموية التي يمكن أن تتطور في مراحل أخرى إلى نزيف في الجزء الخلفي من العين، وهذا الأمر خطير جدًا لأنه قد يؤدي إلى فقدان البصر وربما يشير هذا إلى تعرض حياة المريض إلى الخطر.
ويعتقد الخبراء أنه عندما يعاني المرضى من نزيف في الدماغ يكون معدل خطر الوفيات 10 في المائة، ومع ذلك إذا كان هناك نزيف في الدماغ والعين قد يرتفع معدل الوفاة إلى 40 وحتى 45 في المائة، كذلك حلل الباحثون النتائج الخاصة بـ 20 مريضًا كانوا قد خضعوا إلى جراحة لمتلازمة ترسون وهي النزيف الذي يحدث في الجزء الخلفي من العين بسبب وجود نزيف في مكان آخر داخل الجسم، ولكن بسبب إصابة الكثيرين بنزيف في العينين تمكن العلماء من فحص التأثيرات الناتجة عن العملية لـ 28 عينًا أو 14 شخصًا.
وأوضح الدكتور أبتى: "في معظم الحالات التي تتسبب فيها الصدمة بحدوث نزيف في الدماغ، والتي يمكن أن تؤدي إلى نزيف ثانوي في العين يبدو أن المرضى يتعافون ويستعيدوا بصرهم بشكل جيد بعد إجراء العملية حتى لو تعرضوا إلى الصدمة قبل أشهر قليلة من إجرائها".