لندن - ماريا طبراني
أوضح جيمس براون، محاضر في علم الأحياء من جامعة أستون، برمنغهام، العوامل الحياتية المنفصلة التي قد تفسر لماذا يبدوا النباتيين يعيشون حياة أطول، قائلًا "إن قدرتنا على العيش حياة طويلة تتأثر بمجموعة عوامل ترتبط بالجينات والبيئة، فقد قدر العلماء في الدراسات التي أجريت على التوائم المتماثلة، أن ما لا يزيد عن 30 في المائة من هذا التأثير يأتي من جيناتنا، وهذا يعني أن أكبر مجموعة من العوامل تتحكم في طول فترة حياة الفرد هي البيئة التي يعيش فيها، وكان من بين العديد من العوامل البيئية المحتملة، عدد قليل تم دراسته على أكمل وجه أو مناقشة يرجع تأثيرها إلى النظام الغذائي".
وأكد براون أن قلة السعرات الحرارية، على سبيل المثال، كانت إحدى مجالات الدراسة، وأظهرت الدراسات أن قلة السعرات الحرارية يمكن أن تزيد من العمر، على الأقل بالنسبة للكائنات الصغيرة. ولكن ما يصلح للفئران ليس بالضرورة يصلح للبشر. إضافة إلى التركيز أيضا على نوعية الطعام الذي نأكله مقابل الكم، كما أن استهلاك اللحم أيضًا تم دراسته، ووجدت أن أكلة الأطعمة الخالية من اللحوم "أقل عرضة للوفاة المبكر".
ووجدت الدراسة التي أجريت على ما يقرب من 100,000 شخص أميركيين لمدة خمسة أعوام أن أكلة الأطعمة الخالية من اللحوم كانوا أقل عرضة للوفاة – تحت أي سبب -خلال فترة الدراسة عن غيرهم من أكلة اللحوم. وقد تم ملاحظة ذلك التأثير خاصة في الذكور. كما أظهرت بعض دراسات التحليل التجميعي، التي تجري من خلال جمع وإعادة تحليل بيانات العديد من الدراسات أن اتباع نظام غذائي يحوي كمية منخفضة من اللحوم، يرتبط بزيادة طول العمر وأنه كلما كان الشخص يعتمد على نظام غذائي خال من اللحوم، كلما كان ذلك أعلى في الفائدة.
ولكن لا تتفق جميع الدراسات مع هذه النتائج، حيث أظهر القليل منها أن هناك فروق قليلة جدا لدرجة أنها قد تكون معدومة في طول العمر بين أكلة اللحوم وغيرهم. ولكن الواضح أن هناك دليل على أن الوجبات الغذائية الخالية من اللحوم يمكن أن تقلل خطر المشاكل الصحية المتزايدة مثل داء السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم أو حتى السرطان. كما أن هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن النظام الغذائي النباتي "الذي لا يحتوي على أي منتجات الحيوانات" ربما يوفر حماية إضافية أعلى من التي يوفرها النظام الغذائي النباتي العادي، "الذي قد يحتوى المنتجات الحيوانية كالألبان والبيض".
والشيء الأول المحقق في هذه الدراسة، مقارنة مع معظم المخلوقات الأخرى، أن البشر يعيشون لفترة طويلة جدا. وهذا ما يجعل من الصعب جدا الأخذ بالدراسات التي تقيس تأثير أي شيء على طول العمر.
فبدلًا من ذلك قد ينظر العلماء في السجلات الصحية القديمة أو يقومون باستخدام متطوعين للدراسات التي تستخدم فترات زمنية أقصر، وقياس معدلات الوفيات والنظر في أي مجموعة، كانوا عرضة للوفاة المبكرة. واستنادًا إلى هذه البيانات، تم تقديم افتراضات تأثير بعض الأنشطة على طول العمر، بما في ذلك تجنب اللحوم. ويبدو أن تناول الطعام النباتي وطول العمر مرتبطين كما أن المتغيرات المختلفة توضح هذا الارتباط.
والتي كان من بينها أن النباتيين يمارسون رياضة أكثر، ويدخنون ويشربون كحول أقل من نظرائهم اكلي اللحوم، على سبيل المثال.
وكانت دراسات التغذية تعتمد أيضا على المتطوعين، وتقوم بتسجيل تناولهم للطعام بدقة وبصدق. ولكن هذا لا يؤكد مدى دقة ما توصلت إليه الدراسة. ولذا هل يجب تجنب اللحوم من أجل حياة طويلة وصحية؟ فالمفتاح لشيخوخة صحية ربما يكمن في التحكم في البيئة التي نعيش بها، بما في ذلك ما نأكله.
ولكن هناك أدلة متاحة تشير إلى أنه من الممكن أن اتباع نظام غذائي خال من اللحوم يسهم في ذلك، وأن تجنب اللحوم في النظام الغذائي يزيد فرص تجنب الأمراض التي تتزامن مع التقدم في السن. ولكن هناك بالتأكيد أدلة أيضا تشير إلى أن هذا يجدي نفعًا جنبًا إلى جنب مع تجنب المخاطر الأكثر تأثيًرا على طول العمر، بما في ذلك التدخين.