واشنطن - المغرب اليوم
وجد باحثون أن النوم قد ينقذ حياتنا من مرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا المُستجد. نعلم جميعًا أن عدم حصولنا على قسط كاف من النوم له الكثير من الأضرار، فهو يُصيبنا بالإرهاق والتعب، وفي بعض الأحيان يدفعنا إلى الإفراط في الطعام، علاوة على ذلك فمن المحتمل أن يتركنا عرضة للإصابة بعدوى فيروس كورونا.
رغم أنه من السابق لأوانه إجراء أي دراسة حول تأثير النوم على الفيروس التاجي، إلا أن دراسة أجراها الباحثون في عام 2015 بالولايات المتحدة شارك فيها 164 شخصًا مُصابا بفيروس الإنفلونزا (نزلات البرد)، وجدت أن الأشخاص الذين ينامون أقل من ست ساعات في الليلة يكونون أكثر عرضة للإصابة بأعراض البرد بأربع مرات مقارنة بالأشخاص الذين ينامون لمدة سبع ساعات أو أكثر.
النوم وجهاز المناعة
يستريح الجسم أثناء النوم، ويقوم بإعادة شحن نفسه ويستمد الطاقة التي فقدها على مدار اليوم، علاوة على ذلك فإن النوم يساعد على تعزيز جهاز المناعة خاصة في الثلث الأول من الليل الذي ننام فيه بعمق.
قال خبير النوم جايسون إليس، مدير مركز نورثمبريا لأبحاث النوم، إن جهاز المناعة ينتج ويوزع السيتوكينات (نوع من البروتين) خلال النوم، وخاصة نوع من خلايا الدم البيضاء التي يكون لها أهمية بالغة في تقوية جهاز المناعة.
حسب إليس فإن هذه الخلايا تلتصق بأي خلايا مُصابة أو ضعيفة في الجسم وتدمرها، ولها فعالية كبيرة في مواجهة العدوى.
في المقابل، فإن قلة النوم خاصة عندما تكون بسبب القلق والتوتر تؤثر سلبًا على جهاز المناعة، يقول البروفيسور إليس إن عدم الحصول على قسط كاف ومريح من النوم يلحق بأجسامنا ضررًا كبيرًا يسهل حدوث التهابات.
الاستجابة المناعية للعدوى
حرمان نفسك من النوم والاستغراق في العمل وقضاء كل وقتك منشغلاً في تنفيذ المهام يفعل الشيء نفسه في جسدك، لذلك يصبح الأطباء والممرضات والذين يعملون في نوبات مزدوجة أو ثلاثية أكثر عرضة للخطر، ليس فقط لأنهم مُعرضون للفيروس التاجي ومخالطون لمرضاه، ولكن أيضًا لأنهم لا يحصلون على قسط كاف من الراحة.
حسب البروفيسور إليس فإنه عندما تُصاب بالفيروس فإن الاستجابة المناعية في جسمك ستدفعك إلى الشعور بالنعاس والتعب وذلك لأن جهازك المناعي يكون في أعلى مراحل نشاطه أثناء النوم، وإذا رفضت الاستسلام للرغبة في الراحة والنوم والاسترخاء فإن فترة المرض ستطول.
الحمى والنوم
يقول البروفيسور مايك وايت، المسؤول عن دراسة مُشتركة بين جامعة وارويك وجامعة مانشستر، أثبتت أن ارتفاع درجة حرارة الجسم تدفع الجهاز المناعي لمكافحة العدوى، إلا أن الباحثين لم يتوصلوا إلى كيفية قدرتها على فعل ذلك.
يوضح البروفيسور وايت أن الحمى ليست مجرد نتاج ثانوي للمرض أو علامة على أن الجهاز المناعي يقوم بوظيفته، ولكن ما هو مؤكد حتى الآن أن النوم من العناصر الضرورية التي تساعد الجهاز المناعي على التعامل مع الحُمى وارتفاع درجة حرارة الجسم، لأنك عندما تسترخي فإن حرارة جسمك تنخفض.
يوضح البروفيسور إليس أن الجسم ينتج الكثير من الهرمونات التي تساعدنا على السير والتحدث والتفاعل مع الآخرين، بما في ذلك الكورتيزول والأدرينالين، بينما ينتج في الليل الهرمونات الأخرى التي تساعدنا على الاسترخاء والراحة فيقل إنتاج الكورتيزول والأدرينالين، ما يساعد على القضاء على الحمى.
لذا إذا كنت تستلقي على السرير فقط ولا تنام، ينصح البروفيسور إليس بالنهوض من على الفراش إن استطعت ومحاولة الانخراط في بعض الأنشطة قدر الإمكان، وذلك كي يفرز جسمك الهرمونات التي تحتاجها وكي تمر بالدورة الطبيعية التي من المفترض أن تحدث بصورة يومية، والتي تساهم في تعزيز جهازك المناعي.
قد يهمك ايضا :