لندن ـ كاتيا حداد
يُعرف عن مرضى الصداع النصفي، أنهم قد يتعرّضوا له دون سابق إنذار، ووضع العلماء نموذجًا جديدًا يمكن أن يساعد في التنبؤ قبل وقوع آلام الصداع، ويتضمن الاختبار مراقبة مستويات الإجهاد التي واجهت الشخص في اليوم السابق، ويمكن أن تسمح إلى الأطباء لعلاج المرضى الذين يعانون من العلاجات الوقائية، وإبلاغ المرضى عن تعرّضهم إلى أكبر قدر من التوتر قبل حوالي 24 ساعة.
وأوضح الأستاذ المشارك في التخدير في مستشفى ماساتشوستس العام وكلية الطب في جامعة هارفارد، الدكتور تيم هول، أنّه "نحن نعلم أن بعض الناس أكثر عرضة إلى خطر الهجوم على أشخاص آخرين، ولكن داخل الشخص، لم نكن قادرين على التنبؤ بزيادة خطر الهجوم بأي مستوى من الدقة، فهذه الدراسة تدل على أنه من الممكن جدا التنبؤ بالصداع."
ويذكر الباحثون، الذين يكتبون في مجلة "الصداع"، أنه بسبب عدم القدرة على التنبؤ بالصداع النصفي، فإن المرضى غالبًا ما يكونون غير مستعدين لتناول الأدوية في الوقت المناسب أو أنهم يختارون الانتظار لتناول الأدوية حتى يتصاعد الألم، ويؤثر الصداع النصفي على مليار شخص في جميع أنحاء العالم، وفقا لمؤسسة أبحاث الصداع النصفي.
والصداع النصفي هو أكثر من مجرد صداع – وكذلك يؤدي الألم إلى أعراض أخرى يمكن أن تشمل الرؤية المضطربة، والحساسية للضوء والصوت والروائح، والشعور بالمرض والقيء، وتقول الدراسة إن الطبيعة القلبية للصداع النصفي لا تقدر على تقديرها، والصداع النصفي هو سادس الأمراض الأكثر إعاقة في العالم، في حين أن معظم المصابين يعانون من الهجمات مرة أو مرتين في الشهر، وأكثر من 4 ملايين شخص يعانون من الصداع النصفي المزمن يوميًا، مع ما لا يقل عن 15 يومًا من الصداع النصفي في الشهر، وأكثر من 90% من المصابين غير قادرين على العمل أو العمل بشكل طبيعي خلال الصداع النصفي.
وقال الفريق إن نموذج التنبؤ بسيط باستخدام إما تواتر الأحداث المجهدة أو الكثافة المتصورة لهذه الأحداث كان "قيمة تنبؤية واعدة"، في حين أن المشاركين ذكرت مستويات منخفضة خلال الأيام المعتدلة من الإجهاد بشكل عام، وكان الإجهاد الأكبر في الأيام التي سبقت الصداع، وأفاد الدكتور هول أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات والعمل لجعل نموذج التنبؤ أكثر دقة قبل استخدامه على نطاق أوسع.