كوبنهاغن - لينا عاصي
كشفت دراسة دنماركية حديثة، أن أغلب النساء تفضّل الإنجاب أثناء سن المراهقة، إلا أن الإنجاب في سن متأخرة قد يصبّ في مصلحة صحة الأطفال على المدى الطويل، وكشفت الدراسة التي أجريت من طرف علماء جامعة آرهوس، أن النساء اللواتي أنجبن في سن متأخرة، فرصتهن كانت أعلى لتربية أطفال ذو سلوك جيّد، فضلاً عن عدم الشعور بالإجهاد والإحباط التي تسببها عملية تربية الأطفال
وأجرى الباحثون القائمون على الدراسة، اختبارًا على نحو 4741 أمًا، كن قد اشتركن في دراسة استقصائية دنماركية طولية للأطفال، حيث تم تقييم أطفالهن عدة مرات في أعمارٍ متفاوتة بدءًا من 7 سنوات حتى 15 عامًا، وبمجرد فحص البيانات، تبيّن أن الأمهات عجزن على تربية أطفالهن، الذين تبيّن أنهم لا يعانون من أي مشاكل سلوكية وعاطفية واجتماعية.
ويمكن تفسير الدارسة التي نُشرت في المجلة الأوروبية لعلم النفس التنموي، من خلال فرضية أن النساء الأكبر سنًا يتمتعن بقدرة أكبر على حل المشاكل، وعلى قدرٍ عالٍ من الثقة، وقال البروفسور في جامعة آرهوس، ديون سومر، وهو أحد أعضاء فريق البحث أنّه "نُدرك أن الناس يصبحون أكثر مرونة عقليًا وتسامحًا مع الآخرين مع التقدّم في السن، ولهذا السبب قد يعطي النضج النفسي والعاطفي إجابة مثالية على اللغز وراء افتقار النساء الأكبر سنًا إلى القدرة على تربية أطفالهن، وبالتالي، قد يسهم هذا النمط من الأبوة في خلق بيئة نفسية واجتماعية تؤثّر بشكل إيجابي على نشأة الطفال".
وتأتي هذه الدراسة بعد شهور من التقرير الذي نشرته جمعية طب الشيخوخة الأميركية، والذي قالت فيه إن الإنجاب في سن متأخرة يعزّز من القدرة العقلية للأمهات، فقد تبيّن وجود علاقة بين الإنجاب في سن متأخرة وبين القدرة الإدراكية والمعرفية، وذلك بسبب زيادة الهرمونات التي تنتشر بشكل مكثّف في الجسم أثناء الحمل، والتي تؤثّر على كيمياء الدماغ ووظائفه.