لندن ـ كاتيا حداد
كشفت نتائج دراسة حديثة أنَّ البوتكس قد يكون علاج آمن وفعالٍ لعلاج الصداع النصفي في كلٍ من الأطفال والمراهقين، ووجد باحثون من جامعة كاليفورنيا، إرفاين أنَّ حقن البوتكس تُساعد في تقليل عدد وكثافة نوبات الصداع عند الأطفال خلال دراسة صغيرة دامت لأكثر من 5 سنوات.
وكانت حقن البوتكس قد تم قبولها كعلاجٍ وقائي من الصداع النصفي لدى البالغين عام 2010 ولكن خلال تلك المدة لم يكن هناك دراساتٌ تُثبت أنّها آمنة وفعالة بالنسبة للأطفال حتى الآن، ومنحت نتائج هذه الدراسة العلماء دافعًا للقيام بدراسة موسعة، إذ يأملون في تدفع إدارة الغذاء والدواء الأميركية للموافقة على استخدام البوتكس في علاج الأطفال.
ولطالما كان البوتكس متوفرًا في الأسواق للاستخدام في العمليات التجميلية، ولكن خلال السنوات الأخيرة تزايدت شعبيته كعلاجٍ وقائي للصداع النصفي لهؤلاء الذين يتعرضون لنوبات صداع تصل لـ15 مرة أو أكثر كل شهر، حيث يعتبر نوع من المخدرات التي تجمد العضلات مؤقتًا، ويُساعد في منع الصداع النصفي من خلال منع تشنجات العضلات، وقد أثبت فعاليته في علاج البالغين عندما فشلت العلاجات الأخرى في السيطرة على الصداع النصفي، وتقول الدراسة إنَّ معظم البالغين قالوا إن نوبات الصداع النصفي بدأت عندما كانوا أطفالًا أو في سن المراهقة، لذلك فبحلول الوقت الذي يتلقون فيه العلاج بالبوتكس، سيكونون قد عانوا لعدة سنوات.
ويُعاني نحو 37 مليون أميركي من الصداع النصفي، وفقًا لبيانات موقع " migraine،com"، ويتراوح العمر الذي أبلغ فيه المصابون بالصداع بإصابتهم لأول مرة في سن الـ20 ما يعنى أنَّ ملايين الأميركيين بدءوا بالإصابة بالصداع النصفي قبل بلوغ الـ18، فيما كشفت الدراسة أنَّ حوالي 60% زيارات العيادات المتخصصة في علاج صداع الأطفال كانت بسبب الصداع النصفي، وتقول دكتور شاليني شاه، واحدة من مؤلفي الدراسة إنَّ علاج الصداع النصفي للأطفال يتعرض في الغالب للخطأ والصواب، فالأطباء في الغالب يجربون جرعات من تايلينول أو أدفيل، إذا لم تكن هذه الجرعات فعالة يصفون بعض أنواع علاجات التشنج، والتي حسبما تقول الدكتور شاليني إن الأطفال لا يستطيعون تحمله.
وتستخدم الدكتور شاليني البوتكس دون تصريح لعلاج الصداع النصفي لمرضها من الأطفال منذ عدة سنوات، وتقول إن: "أغلب الأطفال الذين أُعالجهم يدرسون في منازلهم، وتكون نوبات الصداع النصفي بالنسبة لهم شديدة للغاية، وفي الكثير من الحالات تستمر لعدة أيام متواصلة، ما يجعلهم غير قادرين على الحضور باستمرار إلى المدرسة والمداومة على القيام بواجباتهم المدرسية"، وتضيف أنَّ الأمر السيئ أن العلاجات الأخرى مثل الأدفيل أو التايلينول أو علاجات التشنجات، هي مسكنات يمكنها أن تصيب الأطفال بالنعاس والغثيان، وتضيف أنَّ علاجات الصداع النصفي ذاتها تصيب الأطفال "بنصف نُعاس وليس هناك طريقة للتغلب على ذلك".