لندن ـ كاتيا حداد
كشفت البحوث الجديدة، أنّ وجود سبب ما، تستيقظ من أجله في الصباح يمكن أن يبقك قويًا في سن الشيخوخة. وقال العلماء إن البالغين الذين يرون أنّ هناك هدفًا ومعنى لحياتهم هم أقل عرضة لفقدان قوة قبضتهم أو سرعة مشيهم. وأوضح الباحثون أن أولئك الذين يعتقدون أن حياتهم لها معنى أكبر ربما كانوا على الأرجح لديهم قبضة أقوى أو يمشون بشكل أسرع.
وكلا هذين العاملين البدنين يحدثان بشكل طبيعي مع الشيخوخة، وأظهرت مجموعة من الأدلة أنهما يلعبان دورًا في تقصير الحياة. ويقول المؤلف الرئيسي الدكتور إريك كيم، عالم السلوكية في جامعة هارفارد: "يمكن تغيير الغرض في الحياة. إذا ما ساعدنا الناس على الحفاظ على سبب يستيقظون من أجله في الصباح على نطاق واسع، فإننا قد نكون قادرين على مساعدة المزيد من كبار السن من منع التدهور في الأداء البدني."
وتدعم هذه النتائج، البحوث الأخيرة التي تظهر أن المشي ببطء هو مؤشر على الخرف ويجعل الوفيات بسبب أمراض القلب أكثر احتمالًا. وفي هذه الدراسة، فحص الباحثون بيانات عدد 5.947 من كبار السن حول ما كانوا يعتقدون عن الغرض من حياتهم. ثم تم تقسيم المتطوعين إلى مجموعتين، بهدف رصد آثار الغرض من الحياة على العوامل البدنية الفردية. ثم تم إتباعها على مدى أربع سنوات لمعرفة ما إذا كانت قوة القبضة وسرعة المشي، وهما من علامات اللياقة البدنية، قد تأثرا أم لا.
خضع كل منهم لاستبيان نفسي لإعطاء العلماء نظرة ثاقبة لما يفكرون به في حياتهم. ثم تم حساب مستوى متوسط الغرض من الحياة، ثم نظروا في ما حدث لكل زيادة تدريجية فوق المتوسط. وارتبطت كل زيادة واحدة بوجود معنى وغرض في الحياة مع انخفاض خطر الإصابة بضعف قوة القبضة بنسبة 13 في المائة. كما ارتبطت احتمالات الإصابة بسرعة المشي البطيئة بانخفاض بنسبة 14 في المائة، وفقا لما ذكره الباحثون في جريدة الطب النفسي JAMA Psychiatry. ومع ذلك، قال الفريق، إن تحسينات سرعة المشي يمكن أن تكون بسبب الصدفة، على عكس نتائج قوة قبضة. فمن بين 4486 حالة بقوة قبضة كافية في البداية، كان هناك 426، أو حوالي واحد من كل 10، يعاني من قوة قبضة ضعيفة بنهاية الدراسة. ومن أصل 1.461 حالة مشي بشكل كافي في البداية، كان هناك 687، أقل قليلًا من نصف، يعاني من سرعة المشي البطيئة بعد المتابعة.
وقال باحثون من جامعة هارفارد سابقًا أنه بالنسبة لمعظم الرجال، فإن قوة القبضة تبدأ في الانخفاض حول سن 55، قد يترافق هذا التغيير مع الإصابة بـ "ساركوبينيا sarcopenia - أي التدهور الطبيعي المرتبط بالعمر في كتلة العضلات. كما أنه يؤثر على التوازن والمشية.