لندن ـ ماريا طبراني
دحض الخبراء شائعات ارتباط مضادات الاكتئاب الشائعة التي يستخدمها ملايين من الناس في جميع أنحاء العالم، بزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، ومن المعروف أن الاكتئاب في حد ذاته يزيد خطر التعرض لمشاكل القلب والأوعية الدموية، ولكنهم وجدوا أن هذه الأدوية ولاسيما مثبطات السيروتونين لا تزيد ولا تقلل من هذه المخاطر.
وأتى هذا البحث نظرًا إلى أن مضادات الاكتئاب واحدة من أكثر الأدوية التي توصف عادة، وأمراض القلب والأوعية الدموية هي السبب الرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم، فقام فريق من جامعة نوتنغهام في بحث الرابط بين العقاقير المضادة للاكتئاب ومعدلات نتائج القلب والأوعية الدموية للأشخاص الذين يأخذون هذه الأدوية.
وحلل الخبراء السجلات الطبية للمرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 64 عامًا شخصت معاناتهم من الاكتئاب بين العامين 2000 و2011، ورصدوا تعرضهم للنوبات القلبية والسكتة الدماغية أو السكتات الدماغية القصيرة أو عدم انتظام في ضربات القلب وتابعوها حتى العام 2014، ونظر الباحثون أيضًا في نوع العلاج الذي كان يستخدمه كل مريض بما في ذلك "أس أس أر" وأنواع أخرى فضلاً عن الجرعة ومدة الاستخدام.
وأخذوا بعين الاعتبار عوامل مثل السن والجنس والحالة الاجتماعية والتدخين واستهلاك الكحول وأيّة حالات مرضية أخرى، وأشار أستاذ الإحصاء الطبي في الرعاية الصحية الأولية كارول كوبلاند "لم تجد دراستنا أي دليل على أن مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين كانت مرتبطة بزيادة خطر عدم انتظام ضربات القلب أو النوبات القلبية أو السكتة الدماغية بين الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب لأكثر من خمسة أعوام، ولكن كانت هناك مضاعفات كبيرة في الخطر لعدم انتظام ضربات القلب في الأسابيع الأولى لتعاطي العقاقير لاسيما دواء التولية ثلاثي الحلقات أو مضادات الاكتئاب الأخرى".
وأضاف كوبلاند: لكن أظهر استخدام عقار فلوكستين الذي يعتبر من مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين ارتباطًا بانخفاض مخاطر الإصابة بالأزمات القلبية، وكان الخطر المطلق بين العينة التي درسناها هو 6 لكل 10 آلاف شخص خلال العام لمثبطات امتصاص السيروتونين، وكان 4 بين 10 آلاف في العام لمستخدمي عقار فلوكستين مقارنة مع 10 بين 10 آلاف ممن لم يستخدموا العلاج.
ويعتبر عقار سيتالوبرام الأكثر شيوعًا بين الأدوية التي وصفت للمرضى الذين شملتهم الدراسة، ولم يترافق تعاطيه مع زيادة خطر عدم انتظام دقات القلب حتى مع الجرعات العالية، وفي العام 2011 أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية والرابطة الأوروبية للأدوية تحذيرات بشأن تناول جرعات عالية من الداوء بعد مخاوف تتعلق بالسلامة.
ويشير واضعو الدراسة إلى أنه من المستبعد إمكانية ربط زيادة خطر عدم انتظام ضربات القلب لدى المرضى الذين يتناولون عقار سيتالوبرام بجرعات عالية، ففي غالبية الحالات وصف بجرعات منخفضة، واستنتجت الدراسة أن 18% فقط من حالات تعاطي دواء سيتالوبرام كانت بجرعات عالية، وأوصوا أن الجرعات العالية ليست مناسبة خاصة للمرضى المعرضين لأي عوامل خطر أخرى، وتعتبر هذه الدراسة وصفية لذلك فلا استنتاجات قاطعة بين السبب والنتيجة، وأشار الباحثون إلى أن هذه النتائج تبعث على الاطمئنان في ضوء مخاوف تتعلق بالسلامة حول مثبطات السيروتونين.