الرباط / واشنطن - رولا عيسىالمغرب اليوم
أظهرت دراسة جديدة أن الرجال الذين يحافظون على نشاطهم يمكن أن يساهموا عن غير قصد بالإسراع بتساقط شعرهم، ووفقا للخبراء فان رفع الأثقال في صالة الالعاب الرياضية قد تلعب دورًا رئيسيًا في إنحسار شعر الرجل، وخاصة إذا إقترن ذلك بإستهلاك كوكتيلات البروتين الشعبية, وتستند هذه النظرية بأن هذان العاملان يزيدان هرمون التيستوسيترون في الجسم ومستويات ديهدروتستوسترون والتي تعتبر الأسباب الرئيسية للصلع، وعلى الرغم من أنها تنتج بشكل طبيعي إلا زيادة هذه الهرمونات تؤثر على الخلايا المستقبلة في بوصلة الشعر لدى الرجل وتمنع امتصاص المواد الغذائية الأساسية, ويسبب هذا الأمر تقلص بصيلات الشعر مع مرور الوقت حتى تذبل وتموت في نهاية المطاف، وبالتالي فان الاشخاص المتعصبين للياقة البدنية يتعرضون الى زيادة هذه الهرمونات فيصبحوا معرضين لخسارة شعرهم والصلع.
وأوضح الدكتور ثومي كورمادا, " تحتوي الكوكتيلات الغنية بالبروتين على مواد النمو مثل الكرياتين وDHEA والتي تزيد من كتلة العضلات ولكن يؤدي الى زيادة مستويات هرمون تستوستيرون في مجرى الدم", وتابع, " ينتج التيستوستيرون مادة كيميائية تعرف باسم DHT تساعد في الواقع على حدوث الصلع مسببة ضعف معظم بصيلات الشعر عندما تتعرض لها كثيرا، وتسبب في تساقط الشعر في النهاية، ولا يعي معظم الرجال غير واعيين لذلك حتى ينتبهوا أن شعرهم يتساقط عندما يصبح واضحًا كثيرًا."
ويمكن تفادي هذا الامر اذا ما لجأ الرياضيون الى استبدال رفع الأثقال بالتمارين الرياضية الاخرى، ويبتعدوا عن كوكتيلات البروتين، ويقتصر هذا الأمر على الرجال، وتابع الدكتور ثومي " من المهم أن نميز بين السبب والنتيجة، كوكتيلات البروتين لا تسبب تساقط الشعر، ولكنها تسرع في فقدان الشعر للرجال الذين يعانون من فقدان الشعر بسبب الهرمونات الذكورية، أو الأشخاص الذين لديهم استعداد للصلع، فالعديد من الرجال معرضون لذلك."
وأثبتت التجارب السريرية مرارًا أن الخيارات العلاجية الحقيقية الوحيدة هي المينوكسيديل وفيناستريد في حين ان العلاجات المتاحة محدودة نسبيا، وفي الوقت الراهن تحتوي اكثر من 90% من علاجات تساقط الشعر على مركب المينوكسيديل التي نشأت أصلا كعامل مرقق للدم ولكنها تعمل في بعض الأحيان للحد من تساقط الشعر عند الرجال.
ويمكن أن تكون هذه المادة فعالة اذا استخدمت في وقت مبكر لمنع تساقط الشعر، ولكنه لا يساهم في نمو شعر جديد ويوجد في بريطانيا على شكل منتجات مثل ريغين، ويقلل فيناستريد الذي يؤخذ عن طريق الفم من DHT من خلال منع اختزال ألفا 5, ولم تصمم أي من هذه الادوية لمكافحة الصلع، وبدأت تظهر في الصيدليات لمعالجة أمراض البروستاتا عند الرجال والذي يعتقد أنها ناتجة عن زيادة مستويات DHT، ولاحظ العلماء بعدها أن الدواء يساهم في انحسار تساقط الشعر، وأنه بدأ ينمو أكثر سمكا وأقوى من ذي قبل, واشتكى بعض المستخدمين أن الدواء يسبب أثار جانبية دائمة وغير مرحب بها بما في ذلك العجز الجنسي، ولكن شركة فارما المنتجة له تقول أن هذا الامر يحدث فقط من 2% من المستخدمين، وأصبحت زراعة الشعر متاحة أكثر.
ويعتمد مبدأ الزراعة على نقل الشعر من منطقة الشعر الكثيف الى منطقة الشعر الرقيق أو منطقة الصلع، ويشير الرئيس التنفيذي لشركة دي أتش إيه العالمية الرائدة في تقنية زرع الشعر " أول مرة نفذنا هذا الإجراء كان منذ 46 عامًا وأصبح مكررًا باستمرار، ومنذ ذلك الحين أصبحت العملية سريعة وزادت كفاءتها وأصبحت هذه الصناعة متزايدة بين الرجال وتوفر لديهم خيارات أكثر واقعية، ونحن نقدم أيضا اجراء الصفائح الدموية الغنية بالبلازما الذي يؤخذ من الدم، ويعاد حقنها في فورة الرأس لتعزيز صحة الشعر نظرًا لأن الصفائح الدموية غنية بالمغذيات."