كانبيرا ـ ريتا مهنا
كشف باحث أسترالي، أنَّ التوتر والضغوط العصبية ليست السبب وراء ظهور علامات الشيب أو الشعر الأبيض، كما يوضح أسباب ظهور لحى الرجال بمسحة حمراء، أو بلون الزنجبيل، ولماذا يختفي الشعر الأشقر عند الأطفال قبل بلوغهم سن العاشرة.
وأوضح الخبير البارز أستاذ الأمراض الجلدية في مستشفى "إبوورث" في جامعة ملبورن، رودني سنكلير، العلم الخاص بلون الشعر، مبرزا العوامل المؤدي إلى ظهور الشعر الرمادي بكثرة لدى البعض أكثر من البعض الآخر.
وبيَّن سنكلير، أنَّ عملية تحديد لون الشعر تبدأ من نمو الجنين في بطن الأم، حيث ينتج لون الشعر عن طريق خلايا تعرف باسم الخلايا الصباغية أو الطلائية، التي تهاجر في بصلة الشعر مع تطور بصيلات الشعر في الرحم.
وأضاف " تنتج الخلايا الصباغية المادة الملونة التي تندمج مع ألياف الشعر النامي لإنتاج الشعر في مجموعة مذهلة من الألوان والظلال الطبيعية".
وتابع "يعتمد لون الشعر على وجود نسب معينة من نوعين أساسيين من الميلانين، وهي المادة الصبغية البروتينية التي تفرزها الخلايا الطلائية، وهما ايوميلانين المسؤولة عن إنتاج الصبغة البنية والسوداء، وفيوميلانين التي تنتج الصبغة الحمراء والصفراء.
وأبرز سنكلير، أنَّ الاختلافات في نسبة هذه الصبغات، تنتج عددًا كبيرًا من ألوان وظلال الشعر، موضحًا أنَّ الأشقاء غالبًا ما يمتلكون لون شعر متشابه بدرجة كبيرة.
واستدرك "يختلف لون الشعر وفقا لمكانه في الجسم، فعلى سبيل المثال، الرموش تحمل لونًا غامقًا؛ لأنها تحتوي على مستويات عالية من ايوملانين، أما شعر فروة الرأس غالبًا ما يكون أفتح من شعر العانة، الذي غالبًا ما يأخذ مسحة حمراء، بسبب وجود المزيد من أصباغ فيوميلانين".
واستطرد "من الممكن أن نلاحظ الشعر ذو المسحة الحمراء تحت الإبط وفي اللحية، حتى لدى الأشخاص، الذين يتمتعون بشعر بني عند فروة الرأس، وتساعد الهرمونات مثل الهرمون المنشط للخلايا الصباغية على تغميق لون الشعر، وكذلك الحال مع إفراز نسب عالية من هرمون الاستروجين والبروجستيرون، في فترة الحمل".
وأشار إلى أنَّه "يمكن أن تساهم بعض الأدوية، مثل التي تساعد على الوقاية من الملاريا على تفتيح لون الشعر، في حين أن بعض أدوية الصرع يمكن أن تجعل لون الشعر داكنًا".
وأضاف سنكلير "قد يتغير لون الشعر الأشقر الذي يتمتع به الأطفال إلى الألوان الداكنة، في سن السابعة أو الثامنة من عمرهم، ولكن أسباب هذه التغير معروفة، وليس لها أي علاقة بالهرمونات، فقد يتحول لون الشعر إلى اللون الغامق قبل سن البلوغ بأعوام عدة".
وأردف "غالبًا ما يكتشف الآباء والأمهات الجدد، أنَّ اللون الأول الذي يظهر لشعر الأطفال المولودين، هو أغمق مما هو متوقع، ولا يتحدد لون شعر الأطفال، قبل حوالي ثمانية أشهر إلى 12 شهرًا من عمر الأطفال".
وبيَّن أنَّ "الشعر البشري ينمو بشكل دوري، وتمر مرحلة النمو بثلاثة مراحل أولها مرحلة طور التنامي، حيث الشعر ينمو بشكل مستمر بمعدل 1CM شهريًا، ويستمر طور التنامي من ثلاثة إلى خمسة أعوام على فروة الرأس، وتنتج الشعر الذي ينمو إلى ما بين 36 إلى سم في الطول".
وأشار إلى أنَّ " بصيلات الشعر تتوقف في نهاية مرحلة طور التنامي، عن إنماء الشعر لمدة ثلاثة أشهر، وفي مرحلة "الراحة" أو التراجع يتساقط الشعر، وتصبح بصيلات الشعر فارغة، حتى تبدأ دورة نمو الشعر من جديد".
وأوضح سنكلير "أنَّ إنتاج صبغة الشعر، يتغير على نحو متقطع وفقًا لدورة نمو الشعر، وفي نهاية دورة الشعر، أو في طور الانتهاء، تتوقف الخلايا الصبغية عن إنتاج المادة الملونة، وتفشل في إعادة إنتاج الصبغات من جديد، مع استعادة نمو الشعر لدورته، ويتحول الشعر إلى اللون الرمادي".