لندن - ماريا طبراني
دحض أطباء بريطانيون أشهر الخرافات الشائعة والمرتبطة بممارسة الجنس، ومنها أن أفضل فترة للحمل هي أثناء الدورة الشهرية، وهو ما أثبت العلماء عدم صحته تمامًا، إذ أن الفترة المثلى للحمل هي حول الدورة بـ18 أو 19 يومًا، ولكن البويضات الجيدة لديها مهلة 4 أو 5 أيام لتخصيبها قبل أن تفسد، وخلال فترة الحمل تكون جميع مستويات الهرمون الخاص مرتفعة عمومًا، ما عدا تلك التي تحفز المبايض لجعل نسبة البويضات منخفضة، لذا هناك فرصة كبيرة للحصول على حمل آخر.
وهناك أيضًا افتراضية صحيحة هي أن الجنس يساعد على التخلص من الصداع عند النساء، حيث أن النشوة قد تساعد في الواقع على التخلص من آلام الصداع، وأكد الباحثون أن ممارسة الجنس تفرز مادة الإندورفين من خلال الجهاز العصبي المركزي، وهي مسكن طبيعي للألم في الجسم، ويمكن أن تقلل أو تقضي على الصداع نهائيًّا.
ولا يمكن تجاهل أن الجنس والنشوة قد يحفزان الولادة المبكرة، فالسائل المنوي يحتوي على هرمونات تسمى البروستاجلاندين، والتي تأتي من غدة البروستاتا عند الرجل، ويمكن أن تخفف من عنق الرحم وتحفز الانقباضات فقط إذا اقترب موعد الولادة.
وهناك شائعة أخرى بأن التبول قبل ممارسة الجنس يقلل من خطر عدوى المسالك البولية، فعدوى المسالك البولية تتطور عندما تصبح المثانة مصابة، عادة عن طريق البكتيريا التي تدخل عن طريق مجرى البول، فالجنس سبب شائع لعدوى المسالك البولية في النساء في العشرينات من أعمارهن، كما يؤثر أيضًا على المسنات، ووجدت دراسة أجريت العام 2008 أن الجماع يرتبط بخطر التهاب المسالك البولية في النساء بعد سن اليأس أيضًا.
ولكن التبول بعد ممارسة الجنس يجنب عدوى المسالك البولية، لذا التبول قبل الجنس يفرغ المثانة فلا يكون لديها ما يكفي لخلق تيار قوي بعد الجنس، مما يسمح بمسح البكتيريا، التي عادة ما تعيش بشكل طبيعي في منطقة العجان، أي بين فتحة الشرج والمهبل ومجرى البول، ويمكن أن ينقل الجنس البكتيريا من هذه المناطق إلى المثانة عن طريق الأنابيب من مجرى البول، والتبول بعد ممارسة الجنس يعني أنك تطرد البكتيريا التي تنتج أثناء الجماع في مجرى البول، مما يساعد على تقليل فرصها فيما بعد الجنس.
ومن الخرافات الأخرى أن ممارسة الجنس تزيد من فرص الإصابة بأزمة قلبية، فمرضى النوبات القلبية غالبًا ما يتخوفون من الحصول على أزمة أخرى، ولكن ورقة بحثية نشرت الأسبوع الماضي في مجلة الكلية الأميركية لأمراض القلب توحي بأنه لا داعي للقلق، ونظر الباحثون في التاريخ الصحي لمرضى القلب الذين تتراوح أعمارهم بين 30-70 عامًا، ووجدوا أن النشاط الجنسي لم يكن أحد عوامل الخطر في أيّة نوبات قلبية لاحقة.
وأكدوا أن أقل من 1% من المرضى الذين يمارسون الجنس في غضون ساعة قبل نوبة قلبية، بينما قال 78% إنهم مارسوا الجنس قبل أكثر من 24 ساعة من النوبات القلبية، واستنادًا إلى البيانات المتوافرة، يبدو أنه من غير المحتمل أن النشاط الجنسي هو الزناد الذي يطلق الأزمة القلبية، وأوصت الدراسة المرضى بعدم القلق، وينصح الأطباء بالانتظار من 4-6 أسابيع بعد الإصابة بالنوبة القلبية قبل استئناف النشاط الجنسي.
لكن ما هو أكثر مدعاة للقلق هو عندما يتعرض المرضى لضعف الانتصاب، وهذا غالبًا ما يكون علامة على وجود مشكلة كامنة في القلب، ووجدت دراسة نشرت العام 2012 في مجلة الطب الجنسي أن الرجال أكثر احتمالًا للتعرض لموت الجماع المفاجئ، أي أزمة قلبية حادة أثناء ممارسة الجنس، لاسيما مع شخص آخر غير زوجاتهم، لأن الجنس يسبب الإثارة، والإثارة هي تحفيز الغدد الكظرية، وهذه الآثار قد تتزايد مع شريك جديد.
أما النصيحة التالية فهي الاستلقاء ورفع القدم في الهواء لزيادة فرص الحمل،
إذ أثبتت دراسة أن المرأة التي تستلقي لمدة 15 دقيقة بعد عملية التلقيح الاصطناعي، تزيد فرصها في الحمل بنسبة 50% عن تلك التي تسير بعدها مباشرة، لأن رحم المرأة يميل قليلاً إلى الأمام حتى إذا أمالت الحوض إلى أعلى قليلاً عن طريق وضع وسادة تحت أسفل الظهر أثناء الاستلقاء، سيكون لدى الحيوانات المنوية مسافة أقل للسفر، ولكن لماذا 15 دقيقة؟ الإجابة تكمن في أن تلك هي المدة التي تستغرقها الحيوانات المنوية بعد ممارسة الجنس لتدخل الرحم، والسفر عبرها وعبر قناة فالوب.
كما ينصح الأطباء بتجنب الجنس العنيف عند الأشخاص الذين يعانون من آلام الظهر، فـ4 من كل 5 أشخاص يعانون من حلقة واحدة على الأقل منهكة في ظهورهم، وتصل إلى 84% من الرجال و73% من النساء، مما يخفف من وتيرة الجنس، ولكن الأبحاث التي نشرت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي في مجلة العمود الفقري، وجدت أن بعض الأوضاع يمكن أن تجعل الجنس أقل إيلامًا للمرضى، اعتمادًا على نوع آلام الظهر لدى الفرد.