لندن ـ ماريا طبراني
مع قضاء أول ليلة في أحد الفنادق، فإنه من السهل إلقاء اللوم علي الفراش أو الوسادة غير المريحة، إلا أن العلماء يرجعون السبب الحقيقي إلي بقاء نصف الدماغ متيقظاً، حيث أظهروا بأن أول ليلة ينام فيها أحد الأشخاص في مكان غير معتاد، يبقي فيها أحد جانبي الدماغ والذي عادةً ما يكون الجانب الأيسر في حالة تأهب لما يجري حوله.
وأطلق العلماء في الولايات المتحدة علي ذلك التأثير اسم " ظاهرة الليلة الأولى "، قائلين بأنه قد يكون تكتيك قديم للنجاة. وأضافوا بأنه وبينما تذهب الحيوانات مثل الحيتان والدلافين إلي النوم من خلال نصف الدماغ في إحدي الأوقات، فإن شئ ما يعرف بإسم unihemispheric sleep قد شوهد لأول مرة لدي البشر.
وتوصل الفريق من جامعة براون Brown إلي ذلك الاكتشاف في أعقاب خضوع 35 من الرجال والنساء الأصحاء إلي سلسلة من المسح للدماغ شديد الحساسية وهم نيام. وقد أجريت عمليات الفحص مرتين كانت أولها مع خلودهم إلي النوم في مكانٍ غريب بينما المرة الأخري كانت في أسبوعٍ لاحق.
وأظهرت النتائج بأنه وخلال الليلة الأولى، فقد فشل الجانب الأيسر من الدماغ في التوقف عن العمل بشكلٍ صحيح وقت أن كان ينبغي التعمق في النوم. وتحكم الجانب الأيسر من الدماغ في الجانب الأيمن من الجسم، وكان من المرجح بأن يستيقظ المتطوعون إذا لعبت الأصوات عند الأذن اليمني عن الأذن اليسري. ومع ذلك، فإنه وعند خضوع نفس الشخص للإختبار في اسبوعٍ لاحق، فإن كلا الجانبين من الدماغ يتوقف عن العمل بشكلٍ صحيح.
وذكر الباحثون في مجلة علم الأحياء الحالي بأن الاضطراب في النوم ناجم عن البيئة غير المألوفة، والتي من المحتمل بأن تكون خطرة. وهو ما يسفر عن بقاء أحد جانبي الدماغ متيقظاً، مع استيقاظ النائم عند الكشف عن إشارات غير مألوفة. وأضاف الباحثون بأنه لم يبدو واضحاً السبب وراء كون الجانب الأيسر دائماً هو ما يبقي في حالة تأهب.
وأشار الباحث يوكو ساساكي إلي أنه في اليابان يقال " إذا قمت بتغيير وسادتك، فلن تستطيع النوم "، مشيراً إلي أن الجميع يعلم جيداً بأن النوم في مكان جديد لا يكون جيداً، وأن دماغ البشر ربما يكون لديه نظام مصغر كالذي يوجد لدي الحيتان والدلافين. فيما اقترح الباحثون اصطحاب هؤلاء االأشخاص الذين يعانون من تأثير الليلة الأولى لوسائدهم معهم، في محاولة لخداع الدماغ بالتفكير في أنها لا تزال في السرير الخاص.