الرئيسية » آخر الأخبار الطبية
إمكانية انتقال الخلايا من الأجنة إلى جسم الأم

لندن ـ كاتيا حداد

كشفت أدلة جديدة عن إمكانية انتقال الخلايا من الأجنة إلى جسم الأم ما يعرضها إلى خطر الإصابة بسرطان "الغدة الدرقية" والتهاب المفاصل على مدى عقود بعد الولادة، وربما تلعب هذه الخلايا دورًا في اكتئاب ما بعد الولادة، وانقطاع الطمث المبكر وسرطان الثدي؛ إلا أنّ هناك فوائد محتملة لهذه الخلايا ممثلة في المساعدة على التئام الأنسجة التالفة للأم ومن ضمن ذلك ندوب الولادة القيصرية.

وتأتي النتائج الجديدة، عقب مراجعة شاملة لمختلف الآثار الناتجة من انتقال خلايا الجنين على صحة الأم، ويعتقد الباحثون بأن ما توصلوا إليه، يشير إلى إمكانية استخدام الخلايا الجنينية في تشخيص الحالة الصحية للأم أو تلك التي تواجهها في المستقبل خلال الأعوام المقبلة، ويعرف وجود خلايا الجنين في أنسجة الأمهات باسم "foetal microchimerism".

وعرف العلماء في شأن انتقال خلايا الجنين إلى جسم الأم، منذ فترة؛ ولكن معرفة مدى ضرر أو استفادة جسم الأم من هذا لا يزال مجالًا للنقاش، وكشف الباحثون الذين راجعوا البيانات الموجودة في هذا الموضوع، عن أنّ الخلايا الجنينية تدخل في علاقة تعاونية مع بعض الأنسجة في جسم الأم، وتتنافس على الموارد في أنسجة ثانية، وفي بعض الأحيان تتواجد هذه الخلايا ككيانات محايدة لا تضر الأم، وفي أحيان ثانية تسهم الخلايا الجنينية في الاستجابات الالتهابية والمناعة الذاتية، وذلك إذا ما تم التعرف عليها ككيانات غريبة.

وأضافوا، أنّ هذا يفسر سبب ارتفاع معدل المناعة الذاتية لدى النساء، وكون النساء أكثر عرضة لتطور التهاب المفاصل "الروماتويدي" فيما مقداره ثلاث مرات أكثر من الرجال، مبرزين أنّ الخلايا الجنينية يمكنها أن تهاجر إلى الأنسجة التالفة في جسم الأم وتعمل على إصلاحها، ويعد هذا سببًا لتواجد الكثير منها في الجروح بما في ذلك المساعدة في شفاء الجروح القيصرية.

ووجدوا، أنّ الخلايا الجنينية تظهر على نحو متكرر في كل من أنسجة الدم والغدة الدرقية لدى النساء الذين يعانون من أمراض الغدة الدرقية، ومن بين ذلك مرض التهاب الغدة الدرقية "Hashimoto"، وأمراض "Graves"، وسرطان الغدة الدرقية.

ويعد سرطان "الغدة الدرقية"؛ الوحيد غير المصنف بحسب الجنس الذي يؤثر على النساء أكثر من الرجال، ويرى مؤلفو الدراسة أنّ هذا يرتبط مع نظام الأمهات فيما يشمله من مستويات خطيرة من أمراض المناعة الذاتية والالتهاب في محاولة للسيطرة على الخلايا الجينية، ويُعتقد بأن الخلايا أيضًا تلعب دورًا في تطور نمو ثدي الأم وإنتاج الحليب، حيث يتطلب إنتاج الحليب مستويات عالية من الطاقة والتنظيم الدقيق.

وأفادوا أنّ "الرضاعة الضعيفة" مشكلة تعاني منها عدد من الأمهات الجدد وترتبط مع انخفاض عدد الخلايا الجنينية فى أنسجة الثدي، وفي الوقت نفسه، يرتبط مرض سرطان الثدى أيضًا مع انخفاض عدد تلك الخلايا لدى النساء، وعلى الرغم من ذلك تشير بيانات ثانية، إلى أنّ النساء أكثر عرضة لخطر الإصابة بالمرض في الأعوام التالية للولادة، حيث يفترض تواجد الخلايا الجنينية في أعداد كبيرة.

وبيّنت نتائج ثانية للدراسة، أنّ الخلايا الجنينية تلعب دورًا في ضمان الترابط بين الأم والطفل من خلال التحكم في آليات إنتاج مزيد من "الأوكسيتوسين"، وفي ظل قدرة الخلايا على السيطرة الجزئية على المسارات العصبية المسؤولة عن العاطفة والسلوك؛ فيمكن لها أن تلعب دورًا في غثيان الصباح أو اكتئاب ما بعد الولادة.

وتقترح لأن انقطاع الطمث مبكرًا يرجع إلى محاولة خلايا الجنين في منع إنجاب أطفال آخرين لتأمين الموارد القصوى لنفسه، وذكر مؤلف الدراسة آمي بودي من جامعة "ولاية أريزونا"، أنّ خلايا الجنين يمكنها أن تكون في مثابة الخلايا الجذعية وربما تتطور إلى خلايا ظهارية وخلايا خاصة في القلب وللكبد وهكذا دواليك، ويدل هذا على ديناميكية تلك الخلايا وأنها تلعب دورًا كبيرًا في جسم الأمهات، ويمكن لهذه الخلايا أن تهاجر إلى الدماغ وهناك تتفرق إلى خلايا عصبية.

وبيّنت البروفيسور ميليسا ويلسون، المشاركة في الدراسة، إنها ليست فقط عملية شد وجذب بين حاجات الأم والجنين، ولكن هناك رغبة مشتركة لكل من نظام الأمهات للبقاء على قيد الحياة مع توفير المواد الغذائية ولنظام الجنين أيضًا للبقاء على قيد الحياة والمرور على الحمض النووي "DNA".

وأشار معدو الدراسة إلى أنّ استخدام أساليب متطورة للكشف عن الخلايا سيساعدهم على الاستماع إلى الحوار المعقد بين خلايا الجديد والأمن ما يساعد في تعميق الفهم لصحة الأم وطبيعة المرض، ونشرت الدراسة في النسخة الإلكترونية المتقدمة من دورية "journal Bioessays".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

تسمم غذائي يرسل 19 تلميذاً إلى المستشفى الإقليمي بمدينة…
دراسة تؤكد أن مرض السكري أصاب 14% من البالغين…
الصحة العالمية تتوقع وصول مرضي السكري إلى 643 مليون…
القطاع الصحّي اللبناني يلتقط أنفاسه عقب مرور شهرين على…
دراسة حديثة تكشف أنّ ممارسة الرياضة تُعزِّز طاقتك مما…

اخر الاخبار

نزار بركة يُؤكد أن حزب الاستقلال يُواصل جهوده لتعزيز…
المغرب يُعزز دوره القيادي عالمياً في مكافحة الإرهاب بفضل…
ناصر بوريطة ولقجع يُؤكدان أن وزارتيهما ملتزمتان بالتنزيل التدريجي…
حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

فن وموسيقى

تتويج المغربي محمد خيي بجائزة أحسن ممثل في مهرجان…
رافائيل نادال يختتم مشواره ويلعب مباراته الأخيرة في كأس…
الذكرى التسعين لميلاد فيروز الصوت الذي تخطى حدود الزمان…
سلاف فواخرجي تؤكد أنها شاركت في إنتاج فيلم "سلمى"…

أخبار النجوم

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
سلاف فواخرجي تتألق في فيلم ”سلمى” وتسلط الضوء على…
أول تعليق من حسين فهمي بعد حصوله على جائزة…
مها أحمد تسخر من قلة العمل وكثرة النجوم على…

رياضة

بيب غوارديولا يكشف سبب تمديد تعاقده مع مانشستر سيتي
كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
أبرز المحطات في مسيرة لاعب التنس الاستثنائي نادال التي…
المغربي أشرف حكيمي ضمن المرشحين الخمسة للفوز بلقب أفضل…

صحة وتغذية

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على…
فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

الأخبار الأكثر قراءة

بدأ الجولة الثانية من حملة التلقيح ضد شلل الأطفال…
وزير الصحة المغربي يُعلن قائمة من 169 دواء سيتم…
بعثة مشتركة من منظمة الصحة العالمية والهلال الأحمر الفلسطيني…
ممارسة الرياضة عامل مهم في القضاء على الخلايا السرطانية
العلامات التي تظهر على كبار السن وتؤكد اضطراب الهرمونات…