الرئيسية » آخر أخبار عالم الأزياء
كورونا

الرباط _ المغرب اليوم

منذ أن اجتاح "كوفيد19" العالم وصنّاع الموضة يتخبطون باحثين عن حلول تضمن لهم الاستمرارية. فرغم أن "التغيير هو الأكسجين الذي تتنفسه الموضة عادة" حسبما كتبه المصور الفوتوغرافي المعروف بيل كانينهوم في كتابه "فاشن كلايبينغ"، فإنه لا أحد كان يتصور أن يأتي هذا التغيير على شكل تسونامي يستدعي بناء أساسات جديدة.حتى شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كان كل همّ المصممين أن يُجددوا قديمهم وتقديم اتجاهات تختلف عما قدموه في المواسم التي سبقت. في أحسن الحالات كان عليهم تبني مفهوم الاستدامة

وأمور أخرى تهتم بالبيئة والعدالة الاجتماعية. لكنهم الآن أمام تحديات تستدعي استراتيجيات تُزاوج المستقبل بالماضي. فقد اكتشفوا في الأشهر الأخيرة أن بعض الأجوبة لحيرتهم توجد في دفاتر الماضي. فرغم أن الموضة تقوم على التغيير، فإن لها تقاليد أساسية لا يمكن التلاعب بها، وعلى رأسها عروض الأزياء الحية والمباشرة. وهذا ما أكدته العروض الرقمية الافتراضية الأخيرة التي لم تحقق المطلوب، وانتبهت له "فيدرالية الهوت كوتور والموضة الفرنسية" وغيرها من منظمات الموضة، بمحاولاتها تدارك الأمر.

منذ أسابيع قليلة، أعلنت الفيدرالية الفرنسية أن عروض الأزياء لا غنى عنها، وأنها ستعود في سبتمبر (أيلول) المقبل رغم أنف "كوفيد19"، وحسب قول باسكال موراند، رئيسها التنفيذي، فإن "الظروف الأخيرة فرضت أشكالًا رقمية جديدة ربما تكون في غاية الابتكار، إلا إنها لم تنجح في أن تأخذ مكان الفعاليات المباشرة أو تُعوض عنها". السؤال المطروح حاليًا هو: كيف وبأي شكل ستعود هذه العروض، خصوصًا أن العلماء لم يتوصلوا إلى لقاح يقف في وجه "كوفيد19" حتى الآن؟ قراءة سريعة للأحداث الماضية تشير إلى أن صناع الموضة أمام خيارين؛ أحلاهما مر.

فعروض الأزياء التي كانت مقررة لشهر يونيو (حزيران)، إما تأجلت وإما نُظمت بشكل افتراضي على منصات رقمية. كان الهدف منها تسجيل حضورها لا أقل ولا أكثر، وهو ما انعكس على النتائج وردود الفعل الباردة. فهي لم تستحوذ على الاهتمام الكافي، كما لم تنجح في إثارة أي مشاعر تُذكر سوى التحسر على عروض أيام زمان.الآن؛ وبعد رفع الحجر الصحي، وبعد أن بدأت الحياة تدب في الشوارع والمحال، فإن الأمل بدأ يعود إلى النفوس، وبدأت كبريات بيوت الأزياء التفكير في تنظيم فعاليات تعيد لها بريقها وروحها. "ديور" مثلًا

أعلنت أنها ستقيم عرضها الخاص بخط "الكروز" في 22 يوليو (تموز) بمدينة بوليا الإيطالية، وقالت إنه سيكون عرضًا ضخمًا بكل بهاراته وإبهاراته، لكن من دون حضور، على العكس من عرضها من خط الأزياء الجاهزة الذي تنوي إقامته في شهر سبتمبر في باريس بشكله التقليدي مع احترام التباعد الاجتماعي ومحاذير السلامة. كذلك دار "فندي" التي ستقدم عرضها في شهر سبتمبر بمقرها الرئيسي في روما. بدورها، أعلنت دار "بيربري" أنها ستُنظم عرضًا حيًا في الهواء الطلق في 17 سبتمبر المقبل لن يحضره سوى العاملين فيها، الذين ستكون مهمتهم التأكد من سير العمل.

في مؤتمر صحافي نظمته "ديور" لكل من مصممتها الإبداعية، ماريا غراتزيا تشيوري، ومديرها التنفيذي في مجموعة "إل في آم آش" بيتر بيكاري، اعترف هذا الأخير بأن الخوف لا يزال موجودًا من إقامة عرض مباشر، مضيفًا أنه مثل كل صناع الموضة، يُدرك أن هذه العروض مهمة وضرورية لما تُحركه من العواطف وتخلقه من رغبة في الشراء.في المقابل، هناك بيوت أزياء أخرى انسحبت من البرنامج الرسمي للموضة مثل "سان لوران" التي أكدت أنها لن تعرض في شهر سبتمبر، فيما أعلن أليساندرو ميكيلي، مصمم دار "غوتشي" في

صفحته على "إنستغرام" أن دورة الموضة لا يمكن أن تعود إلى سابق عهدها. فحتى قبل الجائحة كانت تحتاج إلى وقفة لضبط إيقاعها السريع. أليساندرو لم يكن الوحيد الذي اعترف بأن جهاز الموضة لم يعد إنسانيًا في السنوات الأخيرة، فقد سبقه إلى ذلك كل من المصممين ألبير إلباز وراف سيمونز، اللذين صرحا في مناسبات كثيرة بأن دورة الموضة لم تعد ترحم، ومتطلباتها لتحقيق الربح على حساب الفنية واختبار الأفكار كانت مُنهكة ومُحبطة في الوقت ذاته. وقوع الجائحة خلق فرصة لإعادة ترتيب الأوراق من دون أن يُلغي المنظومة

التقليدية. فبيوت أزياء ضخمة مثل "ديور" و"شانيل" و"هيرميس" مثلًا يمكن أن تستفيد من التغيرات الجديدة من الناحية الرقمية من دون أن تُلغي استراتيجيات تسويق قديمة أكدت تأثيرها وتلعب على سيكولوجية المستهلك، سواء برفع أسعارها، أو تنظيم عروض حية. فبرفع أسعارها تمنحها غطاء التميز والتفرد وبالتالي تؤجج الرغبة فيها، وبعروض الأزياء تزيد من نسبة الفضول والحماس لمتابعتها حتى وإن كانت بعدد أقل من الضيوف. فمن الناحية النفسية، لا أحد يريد أن يشعر بأنه أقل أهمية ممن تلقوا الدعوة لحضورها.

ويبدو أن التخفيض من عدد الحضور سيكون من تدابير السلامة مستقبلًا، إضافة إلى أماكن العرض التي يجب أن تكون إما واسعة لتفي بشروط التباعد الاجتماعي، وإما في الهواء الطلق. تقول كارمن هايد، وهي مستشارة لعدد من المصممين بلندن ونيويورك، إنه حتى وإن تغلب المصممون على هذه التدابير، يبقى التحدي الأكبر أمامهم مدى قدرتهم على تقديم جديد يعكس حجم التغيرات الاجتماعية والسياسية والثقافية التي عاشها العالم في الأشهر الأخيرة. "فالمعامل ظلت مغلقة لفترة طويلة، الأمر الذي يجعل الهامش المتاح أمامهم لتنفيذ

أفكارهم وتقديمها في شهر سبتمبر بشكل جيد، قصيرًا جدًا" حسب قولها، مضيفة أنه حتى بعد أن فتحت المعامل والمخازن أبوابها، لا يمكن تجاهل معاناة بعض المصممين المستقلين من الناحية المالية. فعدا أنهم لم يحصلوا على أي دخل بسبب عدم بيعهم تشكيلاتهم الأخيرة، فإن عرضًا حيًا في مكان واسع وبتدابير وقائية صارمة له ثمنه ويتطلب ميزانية لا يستهان بها. شح الخيارات يضعهم في موقف لا يحسدون عليه. فهم بين المطرقة والسندان، لأن العروض الرقمية والافتراضية لم تُعط النتائج التي كانوا يطمحون إليها. صحيح أن هذه المنصات

والوسائل الرقمية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الحياة عمومًا والموضة تحديدًا، إلا إنها أكدت أنها تفتقد إلى زاوية مهمة لا تُوفرها سوى العروض الحية بإثارتها العواطف والخيال. ليس هذا فحسب؛ بل هي أيضًا أداة فعالة للتسويق والترويج واستقطاب زبائن جدد من كل أنحاء العالم. "فاستضافة 500 ضيف أو أكثر، من شأنها أن تضمن خلق محتوى غني من قلب الحدث، بالنظر إلى أن نسبة عالية من هذا الحضور مهمتهم نشر صور وفيديوهات على حساباتهم الخاصة" حسب قول أليسون برينجي، رئيسة قسم التسويق في مؤسسة "لونشميتريكس" للاستشارات.

رأي توافق عليه كارمن هايد، مشيرة إلى أنه "ما دام خطر (كورونا) المستجد حاضرًا في غياب لقاح أو دواء ناجع، فإن المرونة هي الحل". هذه المرونة ستتجلى في عروض هجين بين الرقمي الافتراضي والواقعي المباشر؛ أي بعارضات تتهادين على منصات فعلية وعلى إيقاعات موسيقية وإضاءة مناسبة، لكن من دون حضور أو بأقل عدد منهم.واقع جديد لن يحرك الاقتصاد المحلي لأي عاصمة من عواصم الموضة كانت تعتمد على توافد أعداد كبيرة من عشاق الموضة يساهمون في إنعاش حركة الفنادق والمطاعم ووسائل المواصلات، إلا إنه حتى الآن يبقى الحل الأسلم.

قد يهمك ايضا

مركز "فيكتور" الروسي يعثر على أكثر من 100 سلالة من فيروس "كورونا"

مُنظّمة الصحة العالمية تُعلن عن 5 أولويات للتصدّي لفيروس "كوفيد-19"

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

اختتام فعاليات أسبوع الموضة في موسكو الذي جمع بين…
أجمل إطلالات النجمات في ختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي…
نصائح لتنسيق اللون البني خلال فصل الشتاء بطرق عصرية
إطلاق تذاكر معرض كريستيان ديور مصمم الأحلام
موديلات فساتين زواج فخمة واستثنائية لعروس 2025

اخر الاخبار

منظمة التحرير الفلسطينية تهنئ الشعب اللبناني بإنتخاب رئيس جديد…
وزير دفاع سوريا يؤكد أن الأسد استخدم الجيش لحماية…
مجلس المستشارين المغربي يؤجل تقديم السكوري لمشروع قانون الإضراب…
وفد مغريي يُمثل الملك محمد السادس في مراسم تنصيب…

فن وموسيقى

المغربية سميرة سعيد تسّتعيد ذكريات طفولتها وشغف البدايات بفيديو…
المغربية جنات تكشف عن موقفها من إجراء عمليات التجميل…
لطيفة أحرار تؤكد أن الجمهور الذي يعرفها فقط كفنانة…
وفاة الأب الروحي للأغنية الشعبية في مصر أحمد عدوية…

أخبار النجوم

يبدأ تصوير "عقبال عندكم" لحسن الرداد وإيمي سمير غانم…
هيفاء وهبى تطرح أحدث أغانيها "سوبر وومان"
مدين ينشر كواليس أغنية "باركوا" لمى فاروق بعد تصدرها…
أحمد سعد يمازح ويل سميث قائلا "بسم الله ما…

رياضة

محمد صلاح على موعد مع إنجاز تاريخى مع ليفربول…
المغربي عبد الرزاق حمد الله يُعرب عن سعادته بقيادة…
أشرف حكيمي يُتوج مع باريس سان جيرمان بلقب النسخة…
المغربي حكيم زياش يشترط على غلطة سراي الحصول على…

صحة وتغذية

المغرب يشهد ارتفاعاً مقلقاً في عدد الوفيات بسبب الإصابة…
الولايات المتحدة تسجل أول وفاة بشرية بسبب إنفلونزا الطيور
تناول الفواكه والخضراوات في نظامك الغذائي يُقلل من خطر…
المغرب يُعزز مكانته كمُصدٍر رئيسي للخضراوات الطازجة إلى بريطانيا

الأخبار الأكثر قراءة

اختتام فعاليات أسبوع الموضة في موسكو الذي جمع بين…
أجمل إطلالات النجمات في ختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي…
نصائح لتنسيق اللون البني خلال فصل الشتاء بطرق عصرية
إطلاق تذاكر معرض كريستيان ديور مصمم الأحلام
موديلات فساتين زواج فخمة واستثنائية لعروس 2025