القاهرة ـ المغرب اليوم
أثارت طفرة الإيرادات التي حققتها الأفلام المعروضة خلال موسم عيد الفطر السينمائي، الأمل في نفوس السينمائيين بإعادة انتعاش الصناعة من جديد، من حيث الكم والكيف معا، بعد أن تراجعت معدلات الإنتاج إلى أدنى مستوياتها خلال الأعوام الماضية، إلى جانب تراجع المستوى الفني لتلك الأعمال لتركز فقط على البلطجة والراقصات.وتجاوزت قيمة إيرادات الأفلام حتى، السبت، 35 مليون جنيه، حيث احتل فيلم "الحرب العالمية الثالثة" قمة الإيرادات بقيمة تجاوزت 11 ملايين ونصف المليون جنيه، ويعد الفيلم بطولة الثلاثي هشام ماجد وشيكو وأحمد فهمي والإخراج لأحمد الجندي، ويشاركهم علاء مرسى والمطربة الشعبية بوسي وإنعام سالوسة وأحمد فتحي، وتدور أحداث الفيلم في إطار كوميدي بظهور شخصيات تاريخية مصرية وعربية وعالمية قديمة أمثال هتلر وأبولهب ومارلين مونرو.
كما احتل فيلم "الفيل الأزرق"، وهو الفيلم الذي يعود به كريم عبد العزيز في الموسم السينمائي، فقد احتل المركز الثاني بإيرادات تجاوزت 8 ملايين جنيه، والفيلم مأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم لأحمد مراد، وشارك في بطولته خالد الصاوي ونيللي كريم من إخراج مروان حامد، ويدور بشأن مفهوم الأمراض النفسية والعقلية في مصر من خلال شخصية يحيى الطبيب النفسي "كريم عبدالعزيز" الذي يمر بمشاكل في حياته المهنية والشخصية فيعتزل العمل لمدة 5 أعوام يقرر بعدها العودة من جديد للعمل في مستشفى العباسية للأمراض العقلية والنفسية.
ويتولى إعداد تقرير طبي عن مريضٍ نفسي، متهم بجريمة كبيرة، وتطلب المحكمة تشخيص حالته الصحية للوقوف على مدى صحة قواه العقلية، ومسؤوليته عن أفعاله، ويكتشف يحيى أن المتهم صديقه القديم دكتور شريف الكردي الفنان (خالد الصاوي) وتتوالى الأحداث لكشف غموض النفس البشرية وما تحمله من تعقيدات وتشابك بين الخير والشر.
بينما جاء في المركز الثالث فيلم "صنع في مصر" والذي يعتبر التعاون السينمائي الأول الذي يجمع أحمد حلمي بالمخرج عمرو سلامة، وحصد أقل من 8 ملايين بمائة ألف.
أما ياسمين عبد العزيز فقد جاءت علي المركز الرابع بفيلمها الجديد "جوازة ميري" وحققت إيرادات وصلت إلي 5 ملايين و650 ألف جنيه، والفيلم يشارك في بطولته كريم محمود عبد العزيز وحسن الرداد من إنتاج أحمد السبكي، وتدور أحداثه حول تنافس كل من حسن الرداد وكريم محمود عبدالعزيز في الزواج منها.
بينما جاء الفيلم الشعبي "عنتر وبيسة" لمحمد لطفي والمطربة الشعبية أمينة في المرتبة الأخيرة بإيرادات تصل إلي 3 ملايين و800 ألف جنيه ، تدور أحداثه في إطار كوميدي، بشأن بيسة وهي فتاة طيبة ولكن حظها سيئ، تمر بالعديد من الصعاب حتى ينصرها الله في النهاية، تربطها علاقة صداقة بالثلاثي (عنتر، أمير وهندي) والثلاثة خرجوا من السجن مؤخرا، وعندما اصطدموا بواقع الحياة، وما أصبحت عليه يقررون العودة مرة أخرى للسجن في الطرق المختلفة.
ويرى مخرج فيلم "الفيل الأزرق" مروان حامد، أن فيلمه سيحدث طفرة في صناعة السينما في الأعوام المقبلة، مؤكدًا أن الفيلم سيفتح أبوابًا للأعمال ذات الإنتاج الضخم.
وأعرب الفنان أحمد حلمي، بطل فيلم "صنع في مصر"، عن سعادته بإيرادات فيلمه، مبينًا أنه يتمنى لو يرى أضعاف أضعاف هذه الأفلام في المواسم القادمة، وأيضا طوال شهور السنة حتى تنشط الصناعة أكثر وأكثر، وعرض فيلم "صنع في مصر" في 100 دار عرض وهو إنتاج شركة "نيوسنشري وشادوز".
من جانبه توقع الناقد الفني طارق الشناوي انتعاش صناعة السينما خلال الفترة المقبلة، موضحًا، أن إيرادات أفلام العيد لم تشهد طفرة في مجملها إذا وضعنا في الاعتبار عدد الأفلام أو نوعيتها، مشيرا إلى أن تربع فيلم "الحرب العالمية الثالثة" على قمة الإيرادات جاء لتقديمه كوميديا قريبة من الشباب.
وتابع أن فيلم "صنع في مصر" تراجع إلى المركز الثالث نتيجة وجود تكرار لدى أحمد حلمي في نوعية أفلامه، قبل أن يشير إلى أن صناع فيلم "الفيل الأزرق" تفوقوا على أنفسهم في تقديم فن يحترم المشاهد، وكتابة مؤلف القصة لسيناريو الفيلم سهل تقديم العمل بهذا الشكل.
وأشار الناقد الفني إلى أن أبطال الفيلم قدموا أدوارهم ببراعة عالية، ونجح المخرج في تقديم صورة جديدة تشابه الأفلام الأميركية، يعكس تقدم صناعة السينما في مصر وهو ما سيظهر بشكل أوضح خلال الفترة المقبلة.