مراكش - ثورية ايشرم
شَرَعَت مدينة مراكش المغربية، منذ ما يزيد على أسبوع، في شن حملة من الاستعدادات المتواصلة في مختلف أرجاء المدينة؛ من أجل استقبال فعاليات المهرجان الدولي للفيلم، التي ستنطلق يوم 4 كانون الأول/ ديسمبر الجاري حتى 12 من الشهر ذاته، وهي التظاهرة الفنية الكبرى التي تعيش المدينة على إيقاعاتها، على مدى 9 أيام متواصلة من الفن والسينما العالمية.
وتحولت شوارع المدينة الحمراء وساحاتها ومختلف أرجائها إلى فضاءات تستقبل الفن السابع ونجومه العالميين، حيث انتشرت مختلف اللافتات الإعلانية الخاصة بالمهرجان والتي تزين جميع شوارع المدينة، الرئيسية منها والفرعية، إضافة إلى تثبيت عدد من الشاشات الكبرى في مختلف الساحات، منها ساحة جامع الفنا، التي تُعتبر مسرحًا كبيرًا للمدينة، يستقبل الوفود السياحية وعشاق المدينة من مختلف أنحاء العالم، والذي يتحول خلال فعاليات المهرجان إلى قاعة سينما كبرى مفتوحة في الهواء الطلق، وأمام كل الفئات العمرية والشرائح المجتمعية من دون استثناء، إضافة إلى ساحة الحارثي التي تستقبل أيضًا مجموعة من عشاق السينما والأفلام الهوليوودية والمغربية والعربية، التي تبث طيلة أيام المهرجان؛ لمشاركة الجمهور المغربي الذي لم تتسنّ له الفرصة للدخول إلى إحدى قاعات العرض السينمائية في المدينة، أو عيش مغامرات المهرجان داخل فضاءات قصر المؤتمرات، الذي يحتضن فعاليات المهرجان.
وأصبح شارع محمد السادس، الذي يعتبر من أكبر الشوارع في مدينة مراكش، والذي يلخص جمالياتها، مركزًا أساسيًّا لاستقبال النجوم، لا سيما بعد التجديدات الواسعة والأعمال التي عرفها منذ بداية 2015، سواءٌ على مستوى التصميم الهندسي الجديد والعصري، أو على المستوى البيئي، حيث تحول الشارع إلى فضاء مميز وشاسع، فضلًا عن إضافة نافورة مائية في وسطه، وقرب قصر المؤتمرات، حيث تقام أنشطة المهرجان، والتي زادت من رونق الشارع وجمالياته الساحرة.
وأضفت اللمسة الخضراء نوعًا من التجديد المختلف لهذا الفضاء، الذي يتحول إلى مكان تحط فيه مختلف القنوات والمحطات الإعلامية المسموعة والمرئية الدولية والمغربية والعربية رحالها؛ لتتبّع أنشطة المهرجان، ومواكبتها عن كثب، وتغطية جميع أحداثه المتواصلة على مدى 9 أيام.
وشهدت المحلات التجارية ومختلف المطاعم والمقاهي المنتشرة على طول الشارع بدورها مجموعة من اللمسات الراقية والجديدة؛ حتى تكون في حلتها الأنيقة لاستقبال الوفود والرواد الذين يتوافدون عليها طيلة أيام المهرجان، الذي يُعتبر مناسبة ليس فقط لخلق الحركة في المدينة الحمراء، وإنما هو فرصة مهمة لإنعاش السياحة العالمية، وخلق نوع من الحركة المتواصلة والمتكررة داخل المؤسسات الفندقية والسياحية بشكل كبير.
وشرعت المدينة الحمراء في استقبال النجوم العالميّين من مختلف الدول، إضافة إلى نخبة مهمة من الممثلين والفنانين المغاربة الذين يحطون الرحال في مراكش؛ للمشاركة في فعاليات المهرجان، الذي أصبح موعدًا تستقبله مراكش وسكانها وزوارها بشكل سنوي، وبحفاوة كبيرة؛ كونه من المناسبات الفنية الرائعة التي تتيح للجمهور الفرصة للتعرف على أروع الأعمال الفنية السينمائية العالمية، والتقرب من أبرز النجوم والمشاهير الذين تجدهم يتجولون في مراكش متحررين من جميع القيود، يتقربون من عشاقهم المغاربة والأجانب، ويخلقون فرصة للتواصل معهم، لا سيما أن المهرجان مناسبة مهمة تصنع الحدث، وتخلق جسرًا للتواصل بين مختلف الثقافات العالمية من مختلف البلدان.