غزة – حنان شبات
أكد المخرج الفلسطيني محمد خليفة، أنَّ مسلسل "الفدائي" المنوى عرضه خلال شهر رمضان المقبل، هو أضخم عمل درامي في فلسطين عمومًا وفي قطاع غزة على وجه الخصوص، مشيرًا إلى أنَّه من إنتاج شركة "روك وارد فجن"، وسيناريو وحوار أحمد عبد اللطيف داوود ونخبة من ممثلين الدراما الفلسطينية.
وأوضح خليفة في مقابلة مع "المغرب اليوم" أنَّ "مسلسل الفدائي يعبر عن الواقع الفلسطيني ويركز على أكثر من قضية، أولها معاناة الأسرى، لاسيما قضية العصافير بخلاف الأعمال السابقة التي كان يتم تناولها بشكل سطحي".
وأضاف: "الفدائي يكشف طرق التعذيب النفسي والجسدي وأساليب انتزاع التحقيقات بطرق غير إنسانية، فضلًا عن إظهار معاناة أهالي الأسرى خلال زيارة أبنائهم في السجون، كما يتناول ملف الإهمال الطبي الذي يتعرض له الأسرى وسرقة أعضاء من أجسادهم".
وكشف خليفة أنَّ المسلسل يعكس صورة إضراب الأسرى داخل السجون، مؤكدًا أنَّ هدفهم من "الفدائي" إبراز المعاناة وتوعية المواطنين بأساليب التعذيب التي ينتهجها الاحتلال بحق الأسرى، مشيرًا إلى أنَّ القضية الثانية التي يتناولها المسلسل هي عمليات المقاومة ضد الاحتلال، خصوصًا في مدينة الخليل التي يدور المسلسل في أروقتها والمعاناة التي يواجهها السكان بسبب عربدة المستوطنين ومضايقاتهم اليومية للفلسطينيين، فضلًا عن واقع الحياة الاجتماعية فيها".
وتابع: "الفدائي لا يتحدث عن بطل واحد وإنما يتحدث عن حارة في البلدة القديمة في الخليل، ويعرض أحداث وممارسات إسرائيلية عدوانية ضد مدينة القدس وبلدة سلوان"، منوهًا إلى أنَّ "يناريو مسلسل الفدائي هو الأضخم في تاريخ الدراما الفلسطينية من حيث الوقت؛ لأنه يشمل 30 حلقة بواقع 40 دقيقة مدة كل حلقة، مبينًا أنه يتم تصويره في قطاع غزة؛ لأنه أكثر المناطق التي تحاكي مدينة الخليل.
واستطرد: "تمت الاستعانة بأسرى فلسطينيين محررين ومبعدين إلى غزة من الخليل من أجل إتقان اللهجة، بالتزامن مع اختيار مواقع تصويرية قريبة من بيئة الخليل"، لافتًا إلى أن مراحل التصوير بدأت مطلع هذا العام ومن المقرر الانتهاء من التصوير بداية الشهر المقبل.
وبيَّن خليفة أنَّ العمل يشارك فيه طواقم عدة تشمل حوالي 200 شخص في التصوير وما يتعلق به من إضاءة وصوت وديكور وغيرها، إلى جانب نخبة من الممثلين الفلسطينيين أبرزهم سعد العطار ووليد أبو جياب وكاظم الغف الذين يصنفون ضمن أفضل ممثلين الدراما في قطاع غزة.
وشدَّد على أنَّ "الفدائي مسلسل وطني وغير محسوب على أي تنظيم فلسطيني والحديث فيه عن المقاومة بجميع أشكالها ومن ضمنها المقاومة الشعبية".
وأبرز خليفة الصعوبات التي واجهته كمخرج، موضحًا أنَّها عدم وجود استوديوهات خاصة بالدراما، ما يضطر إلى أن تكون عمليات التصوير في أماكن حقيقية بين السكان، الأمر الذي يستغرق وقتًا أكبر في عملية التصوير بالإضافة إلى أنه يعتبر عبئا إضافيًا من ناحية التكلفة الإنتاجية.
ونوَّه بأنَّ نقص المعدات كان عائقًا كبيرًا، إذ أنَّ نقص المعدات تسبب في تعطيل كثير من أيام التصوير، وأضاف: "أقرب مثال أن بعض المعدات تسلمناها بعد أربعة أشهر من بداية العمل بعد أن دخلت قطاع غزة، علمًا أنَّ مدة التصوير صل من 10 إلى 14 ساعة يوميًا".
ولفت إلى عدم وجود معاهد متخصصة بالدراما أو السينما للمخرجين في قطاع غزة، ما يضطر المخرج للاعتماد على الخبرات التي يمتلكها أو من خلال مساعدة بعض المخرجين للوصول إلى الهدف وإظهار العمل بأفضل صورة، موضحًا أن طموحه كمخرج فلسطيني هو إيصال الرسالة الفلسطينية من خلال الدراما بحلة جديدة ترتقي إلى المستوى العربي والإقليمي.