مراكش - ثورية ايشرم
صرح مخرج فيلم "زهرة الفولاذ" الكوري الجنوبي بارك سوك يونغ، في ندوة صحافية، عقدها في قاعة السفراء في قصر المؤتمرات، على هامش فعاليات المهرجان الدولي للفيلم في مراكش، التي تحتضنها المدينة على مدى تسعة أيام متواصلة، في إطار احتفالي بالفن السابع في دورة المهرجان الخامسة عشرة، أنه لا يطمح إلى الظفر بجائزة المهرجان، مؤكدًا على أنّ مجرد وضع فيلم "زهرة الفولاذ" في قائمة الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية هو نجاحًا كبيرًا في حد ذاته.
وأضاف المخرج الكوري أنّ تواجده في المغرب هو شرف كبير له، وقدومه للمشاركة في المهرجان الدولي للفيلم في هذه المدينة المميزة، أمر مهم جدًا، لا سيما أنّ هذه التظاهرة من بين أكبر التظاهرات السينمائية العالمية التي تحظى بالإقبال الكبير من النجوم والمشاهير العالميين، وتشهد عرضًا مميزًا لعدد من الأعمال السينمائية الدولية الضخمة، والتي كان فيلمه "زهرة الفولاذ" ضمنها، وهذا يعتبره فخرًا واعتزازًا كبيرًا.
وأشار المخرج سوك، إلى أنّ رغبته ليست في حصول الفيلم على جائزة المهرجان، أكثر ما هي في حصول الممثلة وبطلة الفيلم على إحدى الجوائز خلال الحفل الختامي للمهرجان، وذلك لتشجيعها، لا سيما أنها تستحق ذلك، كونها جسدت الدور بشكل جيد، كما يسعى إلى أن ينال إعجاب الجمهور المغربي من خلال عمله هذا، موضحًا أنّ هذا هو هدفه الحقيقي من المشاركة في فعاليات هذا المهرجان الدولي، وغيره من المهرجانات العالمية التي يسعى من خلالها دائمًا إلى التقرب من مختلف الشعوب، والتعريف بالسينما الكورية، وثقافتها الغنية.
كما عبّر المخرج الكوري، عن أنّ سعادته لا توصف عند ما يرى أنّ فيلم "زهرة الفولاذ" جذب انتباه مُحبي الفن السابع، وعشاقه، ومتتبعيه من مختلف الجنسيات ليس فقط المغاربة، لدرجة أنه تحول إلى محور نقاش العديد من الجلسات، إذ يتلقى مجموعة من الأسئلة والاستفسارات حوله من قبل الصحافة المغربية والدولية بشتى أنواعها، وهذا يجعلنه يطمح فعلًا في العمل وبذل جهد مضاعف للتألق أكثر وأكثر.
وأكد يونغ على أنّ زيارته إلى المغرب تُعد الأولى من نوعها إلى القارة الإفريقية، وهو البلد الوحيد الذي زراه وأُعجب بجماله ورقيه الثقافي الذي يتميز به الشعب المغربي، الذي سيسعى إلى كسب رضاه، وذلك من خلال تصوير أحد أفلامه في المملكة المغربية خلال الفترة المُقبلة، لاسيما أنّ هذا البلد يتوفر على مجموعة من الخصائص والمميزات التي تُمكن أي مخرج من تصوير أروع المشاهد وأجملها، إضافةً إلى أنه يمتلك سلسلة من الأستوديوهات السينمائية الكبيرة التي تم اعتمادها في تصوير أضخم وأكبر الأعمال السينمائية العالمية التي ما تزال تحقق الإقبال الكبير ونسبة مشاهدة عالية جدًا.
واختتم المخرج سوك كلامه قائلًا أنّ الأعمال السينمائية المغربية والعربية بصفة عامة، لم يُشاهدها ولم يكن مُتتبعًا لها، وليست لديه دراية كافية بهذه السينما التي سيسعى من الآن فصاعدًا إلى التعرف عليها أكثر، واكتشاف مميزاتها وثقافتها التي تتصف أكيد بالتنوع كهذا البلد الذي يحمل هذه الصفات المتنوعة والمتعددة، رغم أنه قد شاهد فيلمين مغربيين في فترة دراسته للسينما في جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأميركية في فترة الثمانينات، إلا أنه لم يعد يتذكر العنوان، ولكن هذا لا يمنع أنه سيكون من مُتتبعي هذه السينما التي يرغب فعلًا في التعرف عليها، والتقرب إلى الجمهور المغربي بواسطة هذا الفن الذي يُعد راقيًا ذو رسالة هادفة يسعى كل ما يعمل في هذا المجال إلى تبليغها.