مراكش - ثورية أيشرم
قدم المخرج الكوري الجنوبي بارك شان ووك، درسًا سينمائيًّا على هامش فعاليات المهرجان الدولي للفيلم في مراكش في دورته الخامسة عشر التي انطلقت الجمعة 4 كانون الأول / ديسمبر الجاري، وتختتم مساء السبت، والذي نظم تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئاسة الفعلية للأمير مولاي رشيد، وهو الدرس الذي حضرته نخبة مهمة من الفنانين المغاربة والأجانب فضلاً عن تغطية إعلامية كبيرة.
وتميز درس المخرج الكوري، الذي تم تكريمه في سادس أيام المهرجان وتتويجه تقديرًا لمجهوداته المبذولة في قطاع السينما و الفن السابع، بمناقشة مجموعة من النقاط المهمة وتمت ترجمتها إلى اللغات الإنجليزية والعربية والفرنسية.
وأكد ووك، خلال إلقائه الدرس، أنه "من الأفضل أن يكون النقد على الفيلم أو العمل الذي أقدمه شرسًا على أن يتم تجاهل العمل ويلقى في دائرة النسيان التي لا يذكرها أحد ولا تترك بصمة في الساحة، كما أن النقد الشرس على الأقل يفتح بابًا للنقاش حول العمل ويبني ذلك الجسر الذي يمر عبره الجمهور للتواصل مع المخرج وفريق العمل في الفيلم، وهذا في حد ذاته نقلة نوعية للعمل إذ يصبح محور نقاش بين النقاد وبين الجمهور الذي يجب على المخرج والسيناريست والممثل أن يحترم ذكاءهم ويقدم لهم الشيء المميز من جميع الجوانب.
وأضاف بارك شان ووك أن "المواهب الصاعدة من الشباب في مجال الفن السابع وفي جميع تخصصاته يجب أن تكون على دراية كافية بموضوع النقد، والذي قد يسبب لها الإزعاج، إلا أن هذا أمر إيجابي حتى وإن كان فيه نوع من القسوة، فهو يدفع بالمخرج أو الممثل أو العامل في هذا القطاع أو أي قطاع آخر إلى التقدم للأمام والازدهار وتحسن الأداء والعمل دائمًا إلى الأفضل، وهذا ما جعلني أتابع مسيرتي في المجال السينمائي دون أن أتوقف في بداياتي وأتوجه إلى ممارسة شيء آخر لاسيما بعد الإخفاق الكبير الذي صادف فيلميه الأوليين.
وأشار ووك بقوله: التجارب العسيرة التي يمر بها الشخص في حياته لاسيما المهنية تجعل منه إنسانًا ناجحًا فيما بعد، لاسيما إذا كانت لديه الرغبة القوية والثقة بالنفس والقدرة على تحمل الصعاب والعراقيل مهما كانت إضافة إلى السعي دائمًا لتجاوزها دون التوقف عندها كثيرًا والتحسر على ما فات، وهذا ما أراه قد منحني القدرة على متابعة المشوار والقطع مع شيء اسمه الفشل، وتقديم روائع حازت على جوائز عالمية من مختلف المحافل وأضخم المناسبات الدولية، لاسيما فيما يتعلق بمهرجان "كان" الذي حصدت فيه جائزة كبرى العام 2004 وجائزة لجنة التحكيم العام 2009.
وأكد المخرج أن صناعة الأفلام وعوالمها التي يمتلكها طوال مشواره الفني منحته القدرة الكافية على التواصل مع الممثلين والعاملين في هذا القطاع، والذين يحرص على التفاعل معهم دائمًا قبل تصوير أي مشهد مهما كان بسيطًا، لاسيما فيما يتعلق بمرحلة ما قبل الإنتاج، وهي طريقة قد يراها البعض غير مهمة إلا أنه يقدرها ومن الأساسيات والعوامل الناجحة التي تجعل العمل ينجح أيضًا.
واختتم المخرج بارك كلامه بأن "اللغة ليست حاجزًا أو مشكلة في طريقه العملي أو بالنسبة للعمل السينمائي بصفة عامة، الذي يبقى لغة توحد الأفراد والمجتمعات في كل بقاع العالم، كما أنه يعتاد على إدارة طواقم تمثيلية ضخمة ورفيعة المستوى التي جمعته بعدد من الفنانين والمشاهير العالميين على غرار الممثلة الراقية نيكول كيدمان، ما ساهم بشكل كبير في تكسير الحاجز اللغوي بينهم، مهما تنوعت الأفكار والمفاهيم والرسائل المراد تبليغها من خلال العمل.