باريس - هدى زيدان
تشارك سورية، الأربعاء، في مهرجان "كان" السينمائي، بفضل السينمائي السوري المعارض أسامة محمد الذي يعود إلى المهرجان السينمائي العريق بعد غياب سنوات طويلة بفيلمه الجديد الذي حققه في الخارج ليقدم فيه ما يسميه صورة ذاتية لسورية تحت عنوان "ماء فضّي اللون"، وهو الفيلم العربي الوحيد الذي يشارك في إحدى تظاهرات "كان" - إذا استثنينا فيلم "توبوكتو" للموريتاني عبد الرحمن سيساكو المحسوب عادة على السينما الفرانكوفونية - الذي يفتتح عروضه مساء الأربعاء ليستمر 11 يومًا، أي أقلّ بيوم واحد عن المعتاد بسبب الانتخابات الأوروبية. لكن من الواضح منذ الآن أن هذه الانتخابات لا تشغل بال أحد في "كان" ولا في فرنسا كلها. وكذلك من الصعب القول إن الغياب العربي شبه التام عن "كان" يشغل بال كثر من بين الآلاف الذين بدأوا منذ الأمس يتوافدون على المدينة الجنوبية الفرنسية الأنيقة ليملأوها صخباً بعد صمت شهور.
في الوقت ذاته، يبدو حضور هوليوود ضئيلاً، أفلاماً ضخمة ويافطات إعلانية وأموالاً وفيرة، بحيث يبدو وكأن الأميركيين ما عادوا يهتمون بالمهرجان الفرنسي العريق، إلا إذا استثنينا نخبتهم المثقفة وبالطبع نجومهم. وعلى رأس هؤلاء، منذ ليلة الافتتاح بالتأكيد نيكول كيدمان التي تحضر في شكل مزدوج، مرة بحسنها وأناقتها كضيفة أساسية، ومرة إذ تعير ملامحها وجمالها للأسطورة غريس كيلي في فيلم الافتتاح. فالحال أن كيدمان، فاتنة بدايات الألفية الثالثة تقوم بدور فاتنة الستينات الأسطورية غريس كيلي في فيلم "غريس أوف موناكو" الذي حققه الفرنسي أوليفييه دهان عن واحد من الأعوام الأخيرة من حياة غريس يوم كانت أميرة لموناكو قبل فترة من مقتلها المأسوي في حادث سيارة. وطبعاً لن ينشغل بال دهان ولا كيدمان بتوقع الفوز بجائزة ما، فالفيلم خارج المسابقة. أما ما هو داخلها فعدد لا بأس به من أعمال جديدة يميّزها هذه المرة، ومن جديد، كونها تحمل توقيعات بعض الكبار في السينما العالمية، وبعضهم يُنتظر جديده بلهفة منذ سنوات.