تونس ـ كمال السليمي
حطَّم الفيلم المغربي المثير للجدل "الزين اللي فيك"، رقمًا قياسيًا في عدد المشاهدين خلال عرضه في مهرجان قرطاج الدولي في تونس، وسط مخاوف من هجوم محتمل يشنه مسلحون على حواجز الشرطة حول السينما.
ويصور الفيلم المنبوذ في العالم العربي الدعارة في المغرب، وأثار عاصفة من الانتقادات من المعارضين، ومعظمهم لم يروه حتى الآن، حيث يلخص المخرج نبيل عيوش حياة أربعة عاهرات يعملن مع السياح والعملاء الأثرياء في مراكش، باستخدام أبطال مجهولين وطاقم معظمه من الإناث.
وأوضح عيوش، أنه لا هو ولا فريق العمل كانوا مستعدين للعاصفة التي أثارها الفيلم عقب عرضه لأول مرة في مهرجان كان السينمائي في أيار/ مايو الماضي، وفي غضون أيام، كان قد تم نشر مقتطفات تسربت على شبكة الإنترنت، أدت إلى ردود فعل غاضبة في المغرب.
وتلقى عيوش تهديدات بالقتل، كما حظرت الحكومة المغربية عرض الفيلم رسميا، متهمة المخرج بتلطيخ سمعة البلاد، وأثنى مهرجان تورونتو على الفيلم لتقييمه الراسخ لحياة المرأة على هامش المجتمع، ولكن في الداخل أقامت مجموعة ضغط دعوى قضائية ضد المخرج.
وتعرض الممثل يوسف شرم الإدريسي، الذي يلعب دور العميل الغني في الفيلم، للهجوم على يد بلطجية يحملون سكينا، وهذا الشهر، تعرضت بطلة الفيلم لبنى أبيضار للهجوم والضرب في الدار البيضاء، حيث نشرت صورا لإصابتها على فيسبوك قبل أن تهرب إلى فرنسا.
ويعتبر مهرجان قرطاج الدولي هو واحد من أكبر مهرجانات السينما في العالم العربي، حيث برزت تونس كحصن للقيم الليبرالية في منطقة مضطربة، إذ كانت آخر دولة من دول الربيع العربي التي تحتفظ بديمقراطيتها، وقال مدير المهرجان إبراهيم اللطيف: "إنه نوع من المقاومة أن تصنع فيلما".
ويقول اللطيف إن الموضوع المشترك بين أكثر من 600 فيلم في المهرجان هو تصوير آثار الاضطراب على حياة الأفراد، الذين تتقاذفهم قوى خارجة عن إرادتهم، مما قدم صورا قاتمة وسوداء بسبب الوضع الراهن.
وزعمت الغارديان أن صناعة السينما في المنطقة تكاد تندثر، بعيدا عن مركز صناعتها التقليدية في القاهرة وبيروت، إذ أن هناك القليل ممن يمولون تلك الصناعة، كما أن المونتاج كذلك بدأ يصبح أسوأ؛ إلا أن الجماهير في تونس كانت داعمة للفيلم، إذ أثار الهجوم الإرهابي طفرة في الحضور الذي وصل إلى 200 ألف شخص، وهو رقم قياسي لمهرجان.