القاهرة - شيماء مكاوي
شهد العام 2013 وفاة ما يقرب من 10 من مشاهير الزمن الجميل في السينما والتلفزيون والكتابة والشعر والغناء، منهم؛ الفنان وحيد سيف، الذي تُوفي في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، إثر أزمة قلبية، عن عمر ناهز 79 عامًا، ويعتبر سيف من أكبر الفنانين الكوميديين، والذي تألق في العمل المسرحي والتلفزيوني،
حيث له مسرحيات عدة، أهمها؛ "دول عصابة يا بابا"، مع الفنان محمد نجم، و"قشطة وعسل"، و"شارع محمد علي"، مع الفنان فريد شوقي، وغالبًا ما تميزت أدواره بخفة الظل الواضحة، حتى أصبح أحد أشهر نجوم الكوميديا في مصر، وتزوج سيف من الفنانة، ألفت سكر، والتي تعتبر أم لأبنائه الثلاثة، الفنان أشرف سيف، وإيناس وإيمان.
وفي اليوم ذاته، الذي توفي فيه الفنان وحيد سيف، تُوفي الفنان نبيل الهجرسي، في مستشفى "الأنجلو أميركان، إثر إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية، وهو فنان "إسكندراني" الأصل، وحصل على بكالوريوس الفنون التطبيقية، وتزوج في بداية حياته من الفنانة، إسعاد يونس، حين كانت مذيعة، ثم انفصلا، وعمل في المسرح في الكثير من المسرحيات الكوميدية والدرامية، كممثل كوميدي، عُرف بأدواره الكوميدية المتميزة، ولاسيما دور صديق البطل، ولمع في المسرح أكثر من السينما، واتسم بنمطية الأداء، وكرر نفسه كثيرًا، رغم خفة ظله، ولكن جميع أدواره كانت مميزة.
ومن الفنانين أيضًا الذين رحلوا عن عالمنا في العام 2013، الفنانة كوثر العسال، والتي لم تكن فنانة فحسب، فهي كاتبة أيضًا، وتوفت العسال عن عمر ناهز 74 عامًا، بعد صراع مع المرض، في 29 أيلول/سبتمبر الماضي، وقدمت خلال مشوارها الفني الكثير من الأعمال التلفزيونية، منها؛ "القاهرة والناس"، و"لن أعيش في جلباب أبي"، كما قدمت الكثير من الأفلام السينمائية، منها؛ "حافية على جسر الذهب"، و"امرأة للحب"، و"نحن لا نزرع الشوك"، و"مين يقدر على عزيزة"، و"أنف وثلاثة عيون"، واعتزلت الفن في العام 1996، وهي آخر زوجات الفنان الراحل عبدالمنعم إبراهيم، وعاشت معه حتى وفاته، ثم تزوجت بعد ذلك من الفنان محمد وفيق.
كما تُوفي الفنان جمال إسماعيل، في العام 2013، عن عمر ناهز 80 عامًا، وذلك في 18 كانون الثاني/ديسمبر الجاري، وهو حاصل على ليسانس آداب، قسم تاريخ، من جامعة عين شمس، في العام 1957، وحاصل أيضًا على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية في العام 1956، والتحق بالفرق النموذجية في المسرح الشعبي، حيث كانت تابعة لمصلحة الفنون، وعُيِّن مفتشًا للمسرح في محافظة الأسكندرية في العام 1958، وقام بإخراج عروض الفرقة المدرسية والجامعات وحفلات الشركات، كما قام بالإشراف على تكوين فرقة الفنون بالشعر في العام 1961، وانضم إلى فرقة التلفزيون، حيث اشترك في مسرحية "شيء في صدري"، وقدَّم بعد ذلك مسرحيات عدة، منها؛ "مهرجان الحب"، و"ممنوع الستات"، و"الدبور"، و"العفاريت الزرق"، و"سيدتي الجميلة"، و"طبق سلطة"، و"سندريلا والملاح"، و"ياما كان في نفسي"، و"في بيتنا نونو"، و"حبيبتي يا مصر"، و"يا مالك قلبي"، و"الحب في الصندوق"، وغيرها من المسرحيات.
وفى التلفزيون قدَّم عددًا من المسلسلات والسهرات، منها؛ "حاجة تجنن"، و"عود سي السيد"، و"عائلة شلش"، و"ليالي الحلمية"، و"بين القصرين"، و"المحروسة"، و"حكايات زمان"، و"فستان الأميرة"، و"السوق"، و"نهاية العالم ليست غدًا"، والجزء الثاني من مسلسل "المال والبنون".
كما عمل بكثرة في مسلسلات الأطفال التلفزيونية، ورغم أدواره الصغيرة، فإنه من الممثلين الذين يملئون الشاشة حضورًا، ولاشك أنه استفاد من عمله في المسرح بقوة، لاسيما في نبرته الصوتية، لأنه يعطى لكل دور حقه.
ومن الزمن الجميل، رحلت عن عالمنا الفنانة الكبيرة، زهرة العلا، في اليوم ذاته الذي فيه الفنان جمال إسماعيل، وعن عمر ناهز 79 عامًا بعد صراع مع المرض، أما عن رحلتها الفنية، فبعد حصولها على دبلوم من معهد الفنون المسرحية، انتقلت مع عائلتها إلى المحلة الكبرى، ومن ثم إلى القاهرة، حيث تتلمذت على يد الفنان يوسف وهبي، وعملت في مسرحه، ثم اتجهت إلى العمل في السينما.
وقدَّمت زهرة العلا أعمالًا وصلت إلى 120 فيلمًا و50 مسلسلًا تليفزيونيًّا على مدى تاريخها الفني، منها؛ مسلسل "إني راحلة"، مع محمود مرسي، وليلى حمادة، ومحمد العربي، ومسلسل "على هامش السيرة"، مع الممثل الكبير، أحمد مظهر، وكليهما عُرِضَا في أواسط السبعينات من القرن الماضي.
ولكن مرضها كان عائقًا أمام استكمال مشوارها الفني، ففي عيد الأم في العام 2010 لم تتمكن زهرة العلا من حضور حفل تكريمها كفنانة وأم، في فعالية أقامها "المركز الكاثوليكي"، تحت عنوان يوم العطاء، وذلك بسبب مرضها الذي ألزمها البقاء في البيت، كما لم يتمكن أحد من تمثيلها للحصول على الجائزة، فتم تكريمها في البيت، بمنحها درع تقديرًا لعطائها على مدى سنوات عملها، وسلمها الدرع، الأب بطرس دانييل، في لفتة إنسانية لطيفة.
أما عن المخرجين؛ فلقد رحل عن عالمنا في هذا العام أيضًا، المخرج الكبير محمد صفاء عامر، والذي اشتهر بإخراجه للمسلسلات الصعيدية، وهو من مواليد محافظة قنا، في 22 كانون الثاني/يناير 1941، وتخرج في كلية الحقوق في العام 1963، وعمل في السلك القضائي حتى أصبح مستشارًا في محكمة الأسكندرية، ثم استقال وتفرَّغ للكتابة، ويعتبر صفاء من أبرز كُتَّاب السيناريو، وكان صعيد مصر مصدرًا لموضوعات وقضايا ناقشتها أعماله التلفزيونية والسينمائية، ومنها فيلم؛ "صعيدي رايح جاي"، واشتهر عامر بكتابة المسلسلات التلفزيونية، التي عالجت قضية الثأر، والعادات القبلية في الصعيد، ومنها؛ "الفرار من الحب"، و"أفراح إبليس"، و"ذئاب الجبل"، و"الضوء الشارد"، و"حدائق الشيطان"، الذي كان بداية شهرة الممثل السوري جمال سليمان في مصر، وتوفى عامر في 13 آب/أغسطس الماضي بعد صراع مع المرض.
كما رحل أيضًا المخرج أشرف سالم، وهو مخرج ومونتير مصري، أبدع في الكثير من أعماله، والتي بدأها بمونتاج الفيديو لمسرحية "فضيحة بجلاجل" في العام 1983، ثم عمل كمساعد مخرج ثاني في فيلم "الزيارة الأخيرة"، في العام 1986، ثم مساعد مخرج في "المشاغبات في خطر" في العام 1989، وظل يساعد في الإخراج في الكثير من الأعمال، حتى أخرج أول عمل له، وهو مسلسل، "الاختيار الصعب"، في العام 2006، ومن أبرز أعماله مسلسل، "عريس دليفري" في العام 2011، وتُوفي سالم في 31 تشرين الأول/أكتوبر الماضي بعد صراع مع المرض.
ورحل في هذا العام أيضا المخرج والسيناريست والناقد السينمائي، رفيق الصبان، والذي تُوفي في 13 آب/أغسطس الماضي، وهو سوري الأصل، أقام في مصر منذ أوائل سبعينات القرن العشرين، وله ولدان، وكان يعمل أستاذًا لمادة السيناريو في معهد السينما المصري، ويقيم في القاهرة، وله بصمة واضحة في تاريخ الأدب والسينما العربية.
وكتب رفيق الصبان أكثر من 25 فيلمًا سينمائيًّا، وحوالي 16 مسلسلًا، وهو حاصل على وسام الفنون والآداب الفرنسي بدرجة فارس، وبدأ مسيرته في المسرح السوري، حيث أخرج عددًا من الأعمال المسرحية في سورية، ثم انتقل بعدها إلى مصر، وكتب فيلم "زائر الفجر"؛ لتبدأ عندها مسيرته السينمائية الطويلة التي امتدت لحوالي 25 فيلمًا أشهرها؛ "الأخوة الأعداء"، و"قطة على نار"، و"ليلة ساخنة"، وآخرها "الباحثات عن الحرية" مع المخرجة إيناس الدغيدي، واشتهر الصبان بكتاباته النقدية المهمة، حيث يُعد من أهم النُّقاد في الوطن العربي.
كما تُوفي المخرج هشام عكاشة، في 7 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وهو نجل الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، عن عمر ناهز 45 عامُا، ومن أهم أعماله مسلسلات "أحلام سنابل" في العام 2011، و"وهج الصيف" في العام 2004، و"ورد النيل" في العام 2005، فضلًا عن الأفلام القصيرة؛ "السرير"، و"البراءة"، و"العين إللي صابت".
ورحل في هذا العام أيضًا، المطرب والملحن اللبناني العملاق، وديع الصافي، في 11 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ويعتبر الصافي من عمالقة الطرب في لبنان والعالم العربي، وكان له الدور الرائد في ترسيخ قواعد الغناء اللبناني وفنه، وفي نشر الأغنية اللبنانية في أكثر من بلد، وأصبح مدرسة في الغناء والتلحين، ليس في لبنان فقط، بل في العالم العربي أيضًا، واقترن اسمه بلبنان.
وتُوفي أيضًا الشاعر الكبير، أحمد فؤاد نجم، والذي يُعد أحد أهم شعراء العامية في مصر، وأحد ثُوار الكلمة، واسمٌ بارز في الفن والشعر العربي، ولُقِّب بـ"الفاجومي المصري"، وبسبب ذلك سجن مرات عدة، ويترافق اسم أحمد فؤاد نجم مع الملحن والمغني، الشيخ إمام، حيث تتلازم أشعار نجم مع غناء إمام؛ لتعبر عن روح الاحتجاج الجماهيري، الذي بدأ بعد نكسة 1967، وتُوفي نجم في 3 كانون الأول/ديسمبر الجاري من هذا العام، عن عمر ناهز 84 عامًا.