القاهرة - شيماء مكاوي
يُحْيِي "المغرب اليوم" ذكرى وفاة الفنانة مديحة كامل، وعلى الرغم من الأدوار الفنية الكثيرة التي قدمتها الفنانة عبر مشوارها الفني القصير إلا أن أحدًا لم يهتم بالحديث عن تلك الفنانة العظيمة، التي قدمت للحياة الفنية الكثير إلى أن مرضت وأصبحت ملازمة للفراش فتوقفت وقتها عن العمل.
ووُلدت مديحة كامل في مدينة الإسكندرية ثم انتقلت العام 1962 إلى القاهرة،
حيث التحقت بكلية الآداب في جامعة عين شمس العام 1965، بدأت مشوارها الفني العام 1964 بأدوار صغيرة في السينما والمسرح، كما عملت في عروض الأزياء، وتدرجت في الأدوار الثانوية حتى حصلت على دور البطولة أمام الفنان فريد شوقي في فيلم "30 يوم في السجن"، في أواخر ستينات القرن العشرين، ثم اختفت بعد ذلك قرابة عامين أو أكثر، ثم عادت من جديد لتمثل في مصر ولبنان في أدوار لم تجلب لها الشهرة الواسعة، ولكنها حققت انتشارًا كبيرًا ولعبت أدوار البطولة الثانية في أفلام كثيرةن حتى جاءتها الفرصة للبطولة المطلقة مع المخرج كمال الشيخ في فيلمه "الصعود إلى الهاوية" مع الفنان محمود ياسين، بعدما رفضت الدور كلُّ من عُرض عليها الدور من نجمات السبعينات، لتنطلق بعد هذا الفيلم في عالم النجومية.
وقدَّمت للمسرح العديد من المسرحيات مثل مسرحية "هاللو شلبي" "حلو الكلام" "الجبل الضائع" لعبة اسمها الفلوس" "يوم عاصف جدًا"، وفي التليفزيون عملت فى مسلسلات مثل: "العنكبوت"، "الأفعى"، "بشاير"، "الورطة"، "ينابيع النهر"، "الغشاش".
وقدَّمت للسينما العديد من الأفلام من بينها العديد من الأدوار المهمة مثل فيلم "عيون لا تنام"، "الأخرس"، "الورثة"، "الوحوش"، وغيرها .
وأمَّا عن حياتها الخاصة فتزوجت مديحة كامل ثلاث مرات: الأولى من رجل الأعمال محمود الريس الذي أنجبت منه ابنتها الوحيدة ميرهان، ثم المخرج السينمائي شريف حمودة ومن محامٍ.
وارتدت الحجاب واعتزلت العمل في الوسط الفني في نيسان/ أبريل 1992، وكان آخر أفلامها فيلم "بوابة إبليس" الذي أتلفت بعض مشاهده، وتمت إعادة تمثيل المشاهد التالفة بواسطة دوبليرة، لأنها كانت قد أعتزلت الفن وقتها، ورفضت رفضًا قاطعًا العودة للتمثيل.
وعانت من مرض القلب طوال حياتها، وأُصيبت المرة الأولى بجلطة العام 1975 أثناء تصويرها مسلسل "الأفعى"، إلا أن متاعبها الصحية الجدية بدأت قبل وفاتها بعامن حيث ظلت طريحة الفراش في مستشفى مصطفى محمود لمدة عشرة أشهر بسبب ضعف عضلة القلب وتراكم المياه على الرئة بشكل مستمر، مما استدعى مكوثها في المستشفى لفترة طويلة.
وتُوفِّيت في منزلها في 13 كانون الثاني/ يناير 1997، المصادف الرابع من شهر رمضان بعد أن صلت صلاة الفجر جماعة مع ابنتها وزوج ابنتها، ثم خلدت للنوم، وفي اليوم التالي ذهبت ابنتها لتوقظها من النوم فوجدتها فارقت الحياة.
وعلى الرغم من أن لديها من الموهبة الفنية الضخمة، وعلى الرغم من تقديمها لمئات الاعمال إلا أنه لم يهتم أحد بها وبتخليد ذكراها كفنانة عظيمة.