القاهرة_إسلام خيري
غالبًا ما تثير الأعمال الدرامية التي تتناول مهنًا معينة غضب أصحاب هذه المهن مثلما نشاهد كل عام ، الأمر لا يتعلق فقط في المهنة لكن في القضايا التي من الممكن أن تمسها ، ويشهد المارثون الرمضاني صراعًا جديدًا بين الأطباء والدراما وهي ليست المرة الأولى التي يحدث فيها هذا الجدل بينهم ، وحدث ذلك أثناء عرض مسلسل " أمراض نساء " بطولة مصطفي شعبان والأمر وقتها تتطور لنقابة الأطباء ، لكن في الموسم الحالي شهد صراع جديد بين أطباء نفسيين وصناع الدراما بسبب الحالات النفسية التي تعرضها الدراما للمرضي النفسيين والتي اعتبروها صورة سلبية مبالغ فيها ولا تحدث بهذا الشكل في الحقيقة .
ويشهد الموسم الحالي اهتمامًا كبيرًا بالحالات النفسية التي يجسدها عدد من الفنانين وظهور عدد من أطباء النفس لعلاجهم في الدراما مع الاختلاف في تناول نوع المرض وطريقة الطرح .
ويقول مستشار العلاج النفسي وعضو الجمعية العالمية للصحة النفسية الدكتور أحمد هارون أن تناول الامراض النفسية والحالات في الدراما علي قدر ما هو مزعج وبه تشويه ويصدر طاقة سلبية لكنها تدل على الوعي والفهم لاختلاف أنواع الأمراض ما بين الاكتئاب والاضطرابات ، وتابع المؤسف في الدراما هو تصدير ايضا معلومات غير صحيحة عن المرض النفسي .
وأشار يقع على الدراما عبء عرض حلول للمشاكل النفسية وطرق التخلص منها وهو ما لم يحدث خاصة أنه يتم تصدير كم من الطاقات السلبية وإعطاء إيحاء سلبي للمشاهد ورعب لهم ، موضحًا أن هناك مبالغة كبيرة في تناول المسلسلات للأمراض النفسية وهو ما يؤثر علي المشاهد بشكل كبير في ظل عدم وجود حلول للمشكلة ويساعد علي زيادة الأمراض من اكتئاب وسواس وغيره .
ويتفق معه الدكتور إبراهيم مجدي حسين والذي قال أن الشخصيات الدرامية والتي تعاني من مرض نفسي بها مبالغة وغير واقعية لكن رد صناع الدراما دائما يكون لابد من وجود حبكة لأنها دراما ومن الضروري وجود الاثارة ، مشيرًا إلي أن المبالغة تصدر حالة من اليأس والإحباط للمشاهد خاصة أن الجمهور مع التكرار للحالات النفسية يشعر بالملل ، وهو ما حدث في مسلسل " سقوط حر " لنيلي كريم بسبب جرعة الكآبة التي يشاهدها الجمهور والتي جعلت نسب المشاهدة أقل من الأعوام الماضية نظرا لاكتفاء الجمهور .
وتابع اتجاه المنتجين لها يعود لنجاح نوعية الحالات النفسية التي تعاطف معها الجمهور خلال الأعوام الماضية وحققت نجاحًا لذلك قرروا الاستمرار فيها .
وأكد أن الدراما أحيانا كثيرة ترعب الجمهور من العلاج النفسي ، كما أنهم في هذا الموسم تقدم الدراما الدكتور المعالج لهذه الحالات علي أنه ضعيف ويهتموا فقط بعرض المرضي سواء شخصية لامرأة تدخل الخانكة بسبب الجرائم رغم أن نسبة المرضي النفسيين الذين يرتكبوا الجرائم لا تزيد عن 10 % وهي نسبة قليلة مقارنة من الأشخاص الطبيعية ، كما أنه يتم تصوير وجود شذوذ في مسلسل " الخانكة " مثلا حتى وإن كان متواجد لا يكون بهذا الكم والحجم أو اخري تقوم بالقتل .
وأوضح دكتور إبراهيم أن المرض النفسي لا يحدث بسبب خلل عائلي أو ظروف تربوية مثلما يتم عرضه في الدراما لأن المرض النفسي يكون عضوي موجود في الانسان بسبب خلل في كيمياء المخ ووظائفها ومن الممكن ان يكون مصاحب للإنسان منذ الولادة ويظهر مع ضغوط وغيره ولا تزيد مثلما يعتقد البعض مع العوامل الاجتماعية والاقتصادية لان نسبتها ثابتة علي مستوي العالم والأشخاص التي تعاني بسبب ذلك حالات مؤقتة تعيق الإدراك وتعطل مشاعر الشخص وتفكيره وتعطل وظائفه والحكم على الأمور ورد فعله من الممكن أن يستفز مثل الشخص العادي لكن لا يقوم بجرائم القتل والتخريب مثلما يتم تصويره .
وأكد أن الأمراض التي تعرضها الأعمال حقيقية مثل انفصام الشخصية واضطراب الشخصية السيكوتية واضطراب الضلالات لكن هناك مبالغة في عرضها وصورة سلبية من الممكن أن يتم التجاوز عنها كما يقال للعرض الدرامي ، بالإضافة إلي وجود أطباء ترصد مصطلحات خاطئة في الأعمال الدرامية وتشخص الحالات بشكل غير صحيح مثلما حدث في مسلسل " هي ودافنشي " مع ليلى علوي والتي تعاني من الضلالات ، وأكد إبراهيم أن نيللي كريم من أكثر الأشخاص التي استطاعت هي وصناع العمل القراءة والاجتهاد رغم وجود مبالغات ، ولعبت يسرا شخصية الشريرة الخادعة ، أما غادة عادل التي ادعت المرض في " الخانكة " قدمته بشكل مبالغ فيه .
وشهد المارثون الرمضان عددًا من الممثلين الذين قدموا أمراضًا نفسية ، ويأتي من مقدمتهم الفنانة نيللي كريم من خلال مسلسل"سقوط حر" التي تدخل مصحة عقلية ، وغادة عبد الرازق في مسلسل " الخانكة " التي تذهب إليه هربًا من السجن ، وليلى علوي في مسلسل " هي ودافنشي " ، ويسرا في " فوق مستوي الشبهات " و التي تعمل مدربة تنمية بشرية لكنها شريرة والتي تعاني من حالة نفسية بسبب والدتها .