القاهرة _إسلام خيري
يشهد الفنان محمد رمضان خلال الفترة الأخيرة حالة من التخبط في تصرفاته، بخاصة فيما ينشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يؤثر سلبا عليه، بل ويزداد هذا التأثير السلبي يوما بعد يوما في إطار يؤكد عدم قدرته على إدارة موهبته حسبما أكد الكثير من النقاد، ويرصد " المغرب اليوم" أبرز 7 خطايا أثارت الجدل حوله من خلال منشوراته، في لافتة لا تعني الهجوم عليه لكن محاولة أن نجعله يلاحظ ما سقط منه وقد يتسبب في تدمير موهبة نحترمها قادرة على التمثيل والتنوع، ونحاول أن نجعله يعيد في ذهنه روح الراحل أحمد زكي، الذي لم يكن يبحث عن الجماهيرية فقط لكن عن الرسالة التي جعلته خالدا حتى الآن وأحد عمالقة الفن.
*جيش إسماعيل ياسين
ويأتي في مقدمة خطايا رمضان السبع والتي أثارت الجدل حوله وأقامت الدنيا ضده هو تعليقه على الكوميديان الراحل إسماعيل ياسين بأن أفلامه عن الجيش أساءت للجندي المصري، ووجَّه رمضان توضيح لعائلة الراحل يؤكد فيه أن التصريح تم فهمه بطريقة خاطئة.
* رمضان والرئيس السيسي: "إشمعنا أنا"
وحاول خلال أحد منشوراته وجَّه رسالة للرئيس عبد الفتاح السيسي يتساءل بشأن دعوة كل زملائه النجوم ورجال الفن في المناسبات القومية ومقابلة الرئيس إلا هو متسائلا، اشمعنا أنا؟ هل لأني أصغرهم سنًا أم لأني أكثرهم شعبية في الشارع المصري، وهو ما أثار غضب البعض ووصفهم بأنها رسالة غير مقبولة، لذلك تم حذفها.
*سباق رقم واحد في 2018
وأثار آخر منشوراته على الصفحة الرسمية له هجوم عدد كبير من الجمهور عليه لتصديره دائما أنه الأول، وأن ما يقدمه هذا العام هدنة، معتبرين بذلك أن يهين أعمال أصدقائه وأنها دليل على الهوس برقم واحد، حيث قال "الناس مش متعودة إني أكون في مركز غير الأول سواء بفيلم أو مسلسل أو مسرحية أو حتى بإعلان، كان الأبسط بالنسبة لي إني أعمل السنة دي أفلام تجارية تحطم شباك التذاكر، وتشوف بعينك أثار نجاحها في الشارع من قصَات شعر وصور على تي شيرتات وعربيات ومنتجات ومحلات ولعب أطفال وقنوات بأسامي أعمالي وشخصياتي، ولكن بعد تحقيق أعلى نقطة نجاح جماهيري في دراما 2016 (الأسطورة ) رؤيتي لـ 2017 اتغيرت تماماً، فقررت الهُدنة لمدة سنة واحدة من الأعمال التجارية الجماهيرية فكان هدفي في 2017( التنوع والدخول إلى جبهات جديدة بأفلام تُضيف لرصيدي الفني، وأكسب من خلالها جمهور جديد وأراضي مختلفة وأثبت للجمهور والنقاد أن احترامكم واحترام بلدي لي أكبر من اأي نجاح تجاري ) جمهوري الغالي أطمن 2017 كانت سنة مهمة جدا، و 2018 مفيهاش هُدنة .. ثقة في الله نجاح "
*وطنية محمد رمضان
اتهمه عدد من الجمهور بالمزايدة وادعائه للوطنية بعدما نشر صورة له تجمعه مع جمال مبارك نجل الرئيس الأسبق حسني مبارك، والذي أكد فيها أنه مع رجل مدني ومن عائلة مصرية ومحترم ومواطن مسالم، وقام بحذفها بعدما هاجمه عدد من المتابعين. وهاجمه الجمهور أيضا عندما تم نشر أخبار تفيد بأنه قام بالتهرب الضريبي وعدم دفع 20 مليون جنيه للضرائب وأنه بعد انكشافه طلب بالمصالحة، لكن سواء صح الأمر أم لا، فأنها من الخطايا التي أثارت الجدل حوله والهجوم عليه، بخاصة أنه من أكثر الداعمين لفكرة حب الوطن.
*مشاكله الإنتاجية والتعاقد مع شركات عدة
ويعد محمد رمضان الأكثر انتشارا بين شركات الإنتاج والقنوات، حيث أننا دائما نراه يتعاقد مع أكثر من مؤسسة على عمل لنفس العام، وهو ما وضعه في أزمات متكررة خلال الفترة الماضية مع عدد كبير منهم أبرزهم "فيردي" و"mbc" و"النهار" وغيرهم، ورغم تعاقده مع النهار وتردد وجود أزمة، ومن ثم قرر التعاقد مع "العدل غروب"، وجدنا منشور له خلال الأيام القليلة الماضية يؤكد على أمنيته واحترامه للتعاون مع قناة النهار .
*العربيات وبيومي فؤاد
من الأمور التي أثارت غضب كبير من الجمهور وكانت من أشهر منشوراته عندما قام باستعراض صورة له مع سيارات تتجاوز قيمتها الملايين، في وقت يتحدث فيه عن أحلام الجماهير البسيطة وهو ما استفز وقتها مشاعر الكثير وحلل الأمر بأنه يشارك من يحبوه فرحته.
الأمر نفسه عندما دخل في صراع مع الفنان بيومي فؤاد ورد عليه بأن يركز في شكله واصفا اياه بزميله النحيت، وهو ما أثار الغضب وجعله يعدل من المنشور بكلمات أخرى.
*فيديو قديم لإهانة الجزائر
رغم مرور عشر سنوات على فيديو ظهر فيه وهو يتحدث بشكل سيئ عن الجزائر وقت الأزمة الشهيرة في مباراة مصر معهم في عام 2009، لكن تم انتشاره أخيرا خلال الشهر الماضي وأثار غضب البعض، ليظهر رمضان ويتحدث عنه ويوجه رسالة اعتذار لهم وأنه كان صغيرا ويكن كل الاحترام للشعب الجزائري بلد المليون شهيد. وفي ظل هذه الخطايا التي يرتكبها على مدار فترات، نال رمضان استحسان وإشادة الجمهور عند التبرع لمستشفيات مرضى السرطان بمبلغ 3 مليون جنيه، وتشجعيه وحثه للجمهور على ذلك.
وبشأن تصرفاته ومنشوراته واعتذاره أحيانا عنها، أكد الناقد طارق الشناوي في تصريحات خاصة لـ"العرب اليوم" أن محمد رمضان يعاني من افتقاد للذكاء الفني والاجتماعي، لذلك لا نستطيع الفصل بينهم، بخاصة أنه لديه أزمة في العقل الذي يدير الموهبة، موضحا أنه في الحالتين عقل يفسد نجاح كبير من نجاح محمد رمضان من خلال تصريحاته التي تفسد ما يصنعه، بجانب دخوله في معارك مجانية وهو بالتأكيد ما يؤثر على اختياراته، وتابع أنه خاطب رئيس الجمهورية متسائلا لماذا لا تدعوني وأنا الأول والأكثر تأثيرا في الشارع والأصغر سنا، وهو ما لا يصرح به شخصا ولا يمكن أن يردده من هو في نجوميته.
وأضاف الشناوي أن محمد رمضان لا يعرف كيف يدير موهبته بل يرتكب كم من الحماقات الرهيبة، وهو ما يؤثر بالتأكيد عليه وعلى جماهيريته بخاصة أن هناك تراكم في الأخطاء التي يكررها، مشيرا إلى أن الجمهور مع مرور الوقت لا يتذكر إذا كان الخطأ لا يتكرر، مثلما حدث مع عادل إمام حينما صرح منذ سنوات طويلة بأنه لا يضحكه نجيب الريحاني، ووقتها الجميع انقلب عليه لكن الأمر مر، وهو ما عليه محمد رمضان أن يدركه في ظل تراكم تصريحاته ومواقفه ومرة يصور نفسه بجوار سيارتين واخرى رأس عجلين، وكلها مواقف توضح أنه لا يعلم ما يريد فعله.
وأشار الشناوي أن رمضان ليس لديه قدرة على الاختيار بل أنه متخبط وهو ما يتضح من خلال المنشور الأخير له خاصة أنه دافع عن فيلمه "جواب اعتقال" بقوة ووصفه بالعظيم رغم أنه فيلم سيئ في النهاية، وأشعر أنه يعطي لنفسه إحساس نفي التهم عن نفسه دون أن يوجه له أحد اتهام في ظل كثرة حماقاته التي لا تتوقف. وتابع أشفق عليه لأنه موهوب ونجم حقيقي، وله تأثير كبير لكن ما يفعله يضعه في أزمات، لذلك عليه أن يركز في عمله وتمثيله فقط دون الاهتمام بمواقع التواصل الاجتماعي ويعيش بعيدا عنها.
واتفقت الناقدة ماجدة خير الله معه أن محمد رمضان يفتقد للذكاء الاجتماعي والفني، وأنه يعاني من هوس الشهرة مثل الكثير من النجوم التي يحدث معهم ذلك، ولديهم رغبة دائمة في الظهور وإثارة الاقاويل من حين لآخر بتصرفاتهم وتصريحاتهم، سواء على مستوى الحقيقة أو مواقع التواصل، وتابعت ما يفعله رمضان نابع عن محاولات التغطية على فشله بإثارة الاهتمام، ولا أعلم أن كان ذلك في صالحه ويساهم في ازدهار شعبيته أم العكس، لكن من وجهة نظري أرى أن شعبيته تنهار ويعود ذلك لجملة التصرفات التي يفعلها وكذلك اختياراته، وكلها عوامل مؤثرة بالتأكيد .
وأوضحت ماجدة أن تأكيد رمضان على تقديمه لأفلام هادفة خلال هذا العام غير صحيح بخاصة أنه قدم أفلام "سخيفة" وإذا اعتبرنا كما يدعي أن فيلم "الكنز" بطولته وهو الأمر غير الصحيح أيضا، نظرا لأنه فيلم للمخرج شريف عرفة، ويشارك به الكثير من النجوم ولا يحسب له لكنه في النهاية تجربة سيئة للجميع. ويرى الناقد نادر عدلي أن محمد رمضان منذ ظهوره حتى الآن لم يكن رقم واحد أمام الشباك طوال الفترة، وأنه لا يوجد فيلم واحد هو صاحب الإيراد الأعلى، ولم يكن صاحب أعلى ايراد منذ ظهوره حتى الأن، فيما تؤكد الناقدة حنان شومان أن السن والخبرة ومواقع التواصل الاجتماعي تؤثر عليه كثيرا في ظل الشهرة الواسعة التي حققها في وقت قليل، موضحة أنه يفتقد للمستشارين الجيدين أصحاب الثقافة الواسعة مشيرة إلى أن أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وفاتن حمامة كان لديهم مستشارين، مؤكدة أن الموهبة وحدها لا تكفي لكن الذكاء في التعامل مع الجمهور أمر مهم، وأن الشغف برقم واحد قد يؤثر ويعمي البصر عن القيمة ويصبح في حالة توتر شديد في زمن أصبحت هذه الكلمة أمر غير متاح، لذلك عليه حسن اختيار من يستشيره فيما تقول وما لا تقول.
وأشار الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي إلى أن محمد رمضان ربما يمتلك موهبة لكن أسلوبه في إدارته لنفسه تحتاج للكثير من التعديل، موضحا أن النجاح السريع الذي حققه في طبقات العشوائيات وصعوده من خلالهم، جعلته يبحث عن الجماهيرية في باقي الفئات فجاءت عليه بشكل عكسي. وأكد جمال أن رمضان لديه أزمة في التباهي والتفاخر في كل شيء وحتى وإن كان الأمر لا يستحق ذلك، وأن تصريحاته تدل على أنه غير واعٍ أو لا يصدق النجاح الذي يحققه، بل أن لديه شعور دائم بالدونية ومحاولاته لتقديم أعمال للجمهور فقط من أجل تقليده واستمراره لتصدير فكرة رقم واحد التي أعتبرها بسبب زمن المسخ الذي نعيش فيه وانحدار للثقافة، هو ما يجعلك تشعر بأنه يخرج بإحساس بأنه ليس أقل من الأخرين. وأوضح أن رمضان وصل لدرجة من البارانويا والاضطراب النفسي وهوس الشهرة، لذلك يحتاج لمن يديره وعدم البحث عن الفرقعة واستغلال نجاحه في أعمال جيدة.
فيما أكدت هبه سامي باحث وكاتب في علوم التغيير والعلاقات الإنسانية أن محمد رمضان فنان موهوب بلا شك ومثابر ومجتهد وقريب من الناس وصاحب أخلاق وطموح واستطاع أن يحقق نجاحات كبيرة في السنوات الماضية بمعايير الإيرادات ونسب المشاهدة، لكن يعيش حالة من التخبط في ظل صغر سنه وقلة خبرته لذلك يجب أن يكون بجانبه أشخاص تتميز بالحكمة ويطور من نفسه ثقافيا، ويعبر عن أرائه بوضوح ويصنع لنفسه تاريخ فني ويستفيد من حب الناس .
وتابعت رمضان لديه بعض النقاط السلبية التي يعاني منها وتظهر واضحة في تصرفاته وتصريحاته الأخيرة، حيث أنه يسعى دائما لإظهار المثالية بشكل مبالغ فيه وهذا للهوس بان يكون رقم 1 بعد النجاح الذي يعيشه، وهي حالة طبيعية كرد فعل نفسي يجب تقبله والعمل على السيطرة عليه لكن أتمنى الا تدوم إذا أراد أن يصبح فنان لا ينساه التاريخ من رصيده الفني، فمن المؤكد أن الجمهور سيخذله في الأعوام المقبلة، حيث أن هناك الكثير من النجوم ندموا على تقديمهم لأعمال تجارية مثل الفنانة دلال عبد العزيز التي أكدت في أحد البرامج بأنهم أخطئوا حينما صدقوا بأن "رأس الكلب أحسن من ذيل الأسد".
وأوضحت هبه أن التفكير في رقم واحد والهوس به، وجعل الجمهور هو المحرك الأساسي من الممكن أن يضره ويجعله يفعل أخطاء كثيرة للحفاظ على ذلك حتى لو خسر ما يقدمه من قيم فنية، لذلك عليه أن ينافس نفسه لتقديم الجيد، وهذا في حالة رغبته في ألا يصبح مجرد ظاهرة تختفي بعد أعوام، ويلتفت لذلك سريعا في ظل حالة التخبط التي تظهر من خلال تصرفاته وقراراته والتي تدل على افتقاده للثقافة والذكاء الاجتماعي الذي يجب أن يحظى به النجوم.