الرياض - المغرب اليوم
تسعى السعودية لتجعل من الفن السينمائي أداة ثقافية وحضارية تنموية في إطار رؤيتها للمستقبل القائم على المعرفة والانفتاح. فبعد حظر دام أكثر من 35 عاما تسارعت وتيرة الدعم السينمائي في السعودية حيث أعلنت سلطات المملكة مؤخرا ارتفاع عدد دور السينما بعموم البلاد إلى 39 دارا، كما تسعى لاجتذاب أهم منتجي السينما والدراما العالميين لتكون قبلة إنتاجية هامة.واختتم فريق برنامج “فيلم العُلا” السعودي، مشاركته في فعاليات الدورة الثامنة والسبعين من مهرجان البندقية السينمائي 2021، وذلك ضمن وفد لتمثيل الإنتاج السينمائي السعودي، الذي يسعى إلى التواصل مع أقطاب إنتاج السينما الدولية وبناء علاقات استراتيجية من خلال المحافل السينمائية والتلفزيونية الدولية.وعمل فريق “فيلم العُلا” في المهرجان السينمائي العريق على الترويج لمنطقة العُلا بوصفها وجهة استثنائية لجذب الإنتاجات السينمائية والتلفزيونية من جميع أنحاء العالم، وذلك بفضل ما تمتلكه من إرث ثقافي وحضاري متنوع، إضافة إلى المساحات الخلابة وتضاريسها الطبيعية الفريدة.أكد مسؤول إدارة الأفلام في الهيئة الملكية لمحافظة العُلا ستيفن ستراكان، أهمية المهرجانات والمحافل السينمائية الدولية، وقال “تمنحنا مهرجانات مثل البندقية فرصة ثمينة للتواصل مع منتجي السينما من جميع أنحاء العالم، حيث نعرض لهم أهم ما تقدمه منطقة العُلا إضافة إلى الترويج للإنتاج السينمائي السعودي الذي يشهد نموا كبيرا”.
وأضاف “كما نواصل العمل على تطوير وإنجاز البنية التحتية وبناء منظومة سينمائية متكاملة تمثل عوامل جذب للمنتجين، وتوفّر إمكانية الوصول إلى المواهب والمواقع والتسهيلات وفق أرقى المعايير الدولية، لذا نرى تنامي حجم الاهتمام العالمي حيث استطاعت المنطقة جذب مشاريع إنتاجية متنوعة بما فيها العديد من الأعمال والاستثمارات الأجنبية التي نتطلع للترحيب بها في العُلا”.وتستفيد شركات الإنتاج التي تتعاون مع “فيلم العُلا” من حوافز تنافسية تشمل خدمات الدعم الإنتاجي وفق أرقى المعايير الدولية، واستكشاف مواقع تصوير خلابة، ويعمل فريق من خبراء الإنتاج في المملكة العربية السعودية، على تقديم الدعم اللوجستي لتوفير المعدات والأجهزة والفنيين سواء من داخل المملكة أو من الدول المجاورة. كما تم مؤخرا الانتهاء من عمليات بناء مجمع سكني مناسب لإيواء طواقم الإنتاج خلال عملهم في العُلا.برنامج "فيلم العُلا" يعمل على الترويج لمنطقة العُلا بوصفها وجهة استثنائية لجذب الإنتاجات السينمائية والتلفزيونيةوكان الممثل يعقوب الفرحان، قد أعلن أن العُلا ستكون موقع تصوير فيلمه الروائي القادم “نورة” للمخرج توفيق الزيدي، وذلك بعد فوز المشروع بجائزة ضوء لدعم الأفلام المقدمة من هيئة الأفلام السعودية.
ويأتي الإعلان في ظل مشاركته في بطولة فيلم “سيدة البحر” 2019 للمخرجة شهد أمين الذي اختير لتمثيل المملكة العربية السعودية في سباق الأوسكار، قبل أن يشارك في فيلم “المسافة صفر” (2019) للمخرج عبدالعزيز الشلاحي.وتأتي مشاركة برنامج “فيلم العلا” في مهرجان البندقية إثر مشاركته البارزة في الدورة الأخيرة من مهرجان العريق صائفة هذا العام، إذ تمكنت من الترويج للإنتاج السينمائي والتلفزيوني الدولي في العلا، وعرضت على السينمائيين وجهة تصوير استثنائية لم يتم اكتشافها فعليا حتى وقت قريب، وقدمت لمنتجي الأفلام والعالم بأسره بعضا من المشاهد الأكثر إثارة في العالم.يذكر أن “فيلم العُلا” إدارة تابعة للهيئة الملكية لمحافظة العُلا تستهدف ترويج ودعم الإنتاجات السينمائية والتلفزيونية المحلية والعالمية، حيث تضم مساحات كبيرة وآثارا قديمة لا مثيل لها في العالم ما يجعلها موقع تصوير استثنائي.وتضمّ العلا منطقة الحجر أول موقع سعودي يدرج على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، حيث يمتدّ الوجود البشري في المنظقة لأكثر من 200 ألف عام، يعود بعضها إلى العصر الحجري، إضافة إلى إرث عريق لعدة حضارات كالنبطية واللحيانية والحضارة الإسلامية المبكرة.
ويعتبر برنامج “فيلم العلا” مشروعا طموحا للغاية، إذ يحاول أن يجذب الاستثمارات من خارج السعودية عبر الكثير من التسهيلات، من ضمنها البحث عن مواقع التصوير، ومساعدة شركات الإنتاج العالمية في تخليص الإجراءات والتصاريح للتصوير داخل السعودية، كما يعمل برنامج “العلا” على نظام التعويض الضريبي لجذب المزيد من الاستثمارات إلى داخل السعودية لتقوية اقتصادها والمساعدة في رفع الناتج المحلي، ويسهم كذلك في جذب الأنظار العالمية تجاه ثقافة السعوديين للمواقع الموجودة داخل المملكة، وهو ما سيسهم لا في تطوير الفن السينمائي والقطاع الثقافي فحسب وإنما أيضا في دعم وتطوير قطاع السياحة وحضور السعودية عالميا بمواقعها العريقة.وتمتاز محافظة العلا في السعودية بتنوّع المعالم الآثرية والمناظر الطبيعية الخلابة، وتنظم اليوم رحلة سياحية جوية لمشاهدة جبل عكمة الذي يعد بمثابة مكتبة مفتوحة تضم المئات من النقوش والكتابات بعدة لغات مختلفة، والبلدة القديمة التي تعتبر مثل متاهة تضم أكثر من 900 منزل من الطوب اللبن، وغيرها من التضاريس والرمال.
ويُعَد النطاق الواسع للمناظر الطبيعية الخلابة المحيطة بما كان يُعرف تاريخيا باسم طريق البخور موطنا لمئتي ألف عام من التاريخ، ويشمل ذلك النطاق مدينة الحجر القديمة، وهي أول موقع تراث عالمي لليونسكو في المملكة، كما تتميز المنطقة بالمواقع التاريخية الهامة.كما تقدم الآفاق الشاملة غير الاعتيادية الخلفية المثالية لمجموعة واسعة من أنواع التصوير مثل الملاحم التاريخية والمغامرات الخيالية والعوالم خارج الأرض وأفلام الحرب الدرامية، ويمكن أن يتم التصوير لمحاكاة مجموعة من المواقع والبلدان والمدن المختلفة أو فترات زمنية أخرى.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :