القاهرة ـ فاطمة علي
اعتمد بعض المنتجين المصريين هذا العام، فكرة تسويق العمل قبل التصوير، من خلال تصوير الفنانين المشاركين في العمل كشكل من أشكال الدعاية أو كـ"برومو"، كي يضمن التسويق، ومن المسلسلات التي تم عمل بروموهات لها "فرق توقيت"، و"إكسلانس"، و"الصياد"، و"تفاحة آدم"، و"صديق العمر".وقد رصد "المغرب اليوم" بعض وجهات النظر في هذا التحقيق، وهل هذا الأسلوب لصالح المنتج
أم ضده؟ وما السبب في اتّباع هذه الطريقة، وهل سيقع المنتج تحت رحمة أصحاب الفضائيات؟.وأكّد المنتج الفنيّ أحمد عبدالعزيز، منتج مسلسل "فرق توقيت" من بطولة الفنان تامر حسني، أن ظاهرة عمل برومو دعائيّ للمسلسل من أجل تسويقه ليست بجديدة، وإنها موجوده منذ فترة، وخصوصًا مع انتشار القنوات الفضائيّة وفكرة "البرومو" أفضل في التسويق من البيع بالمعالجة أو الملخص الخاص بالمسلسل، مشيرًا إلى أن الهدف من "البرومو" هو محاولة إظهار أن المنتج يقدّم موضوعًا جيدًا للقناة، من حيث الصورة ومضمون العمل، والمنتج الذي لا يتبع هذه الطريقة من الصعب عليه أن يسوّق عمله.
ورأى المنتج أحمد الجابري، أن هذه الطريقة ليست بجيدة للمنتج، خصوصًا إذا كان يثق في نوعية العمل الموجود لديه, وأنه كمنتج يثق دائمًا في نوعية العمل الموجود لديه، وأنه من السهل أن يروّجه، لا سيما إذا كان مضمون العمل جيدًا, والسبب في اتجاه المنتجين لطريقة التسويق قبل التصوير، هي أن الكمّ أكثر من الكيف، لكن لو عدد الأعمال المعروضة قليلة فكان حدث العكس، وكانت الفضائيات هي التي ستلهث وراء المنتج لشراء مسلسله، ولكن لدينا مشكلة، وهي أن التسويق يتم بعشوائية كبيرة.وأوضح الجابري، أن وجود منتجين جُدد في سوق الدراما، هو السبب في اتباع هذا الأسلوب من التسويق، وأن فكرة "البرومو" الدعائيّ للمسلسل لا يتجه إليها إلا المنتج الذي لا يعرف كيف يسوّق مسلسله، والطريقة الصحيحة للتخلص من هذه المشكلة هي عودة التلفزيون المصريّ إلى سوق الدراما مره أخرى، لأنه لديه قدرة كبيرة على استيعاب أكبر كمّ من الأعمال الموجودة، ولكن ابتعاده جعل أصحاب الفضائيات تتحكم في المنتجين، فمنذ سنوات عدة كان التلفزيون المصريّ هو رومانة الميزان في السوق الدراميّة، ولم تستطع أية قناة فضائية، وأن تضيع حقوق المنتجين لأن هناك منافسًا قويًّا للفضائيات وهو التلفزيون، لأنه لديه قدرة على استيعاب قرابة مائة عمل دراميّ في العام, فيما رفض اتباع طريقة "البرومو" الدعائيّ، قائلاً "أنا كمنتج أفضّل المجازفة، والعمل الجيّد يفرض ذاته، فلدى منتج قوي وعمل جيّد ومُكتمل العناصر، من السهل تسويقه.
وأفاد المنتج تامر مرسي، منتج مسلسل "صاحب السعادة"، أن العمل الجيّد يفرض ذاته، ول ايحتاج إلى أي شكل من أشكال الدعاية قبل التصوير، وطريقة عمل "برومو" تسويقيّ للعمل جعل أصحاب الفضائيات يفقدون الثقة في المنتج، لأن الإعلان ليس كافيًا أن يظهر العمل الجيد من العمل غير الجيد، والحدوتة كلها في السيناريو والمعالجة الدرامية للعمل، وأن سوق الدراما يُدار بشكل عشوائيّ، فأحيانًا ما تتشابه الموضوعات أو القصص في أكثر من عمل دراميّ معروض، وهذا يجعل من الصعب تسويق العمل لدى الفضائيات، فمن الذي يشتري منتجًا مشابهًا لمنتج آخر كي يقوم بعرضه.
وأشار مرسي، إلى أن فكرة الاتجاه للاستعانة بوجوه جديدة في الأعمال الدراميّة، سيحلّ أزمة التسويق، لأن تكلفة العمل لن تكون كبيرة، وتسبّب الكثير من الأعباء للمنتج، ويتجه إلى أساليب مختلفة في التسويق، واعتقد أن السنوات الأخيرة أثبتت نجاح الوجوه الشابة في الأعمال الدراميّة، وأصبحت تحظى بنسب عالية من المشاهدة.وقال المخرج أحمد البدري، إن فكرة التسويق بعمل "برومو" دعائيّ للعمل ليست بكافية لضمان مستوى جودة العمل، الأساس هو الموضوع المعروض، هل هو جيد أم لا، ولكن لا يظهر من خلال "البرومو"، وأتحدى إن كان هناك أي عمل دراميّ منتهي، وأن اتجاه المنتجين إلى هذه الطريقة ليس معناه أن المنتج لديه أزمة ماليّة، وإذا كان لديه أزمة فلماذا يخوض تجربة الإنتاج من الأساس.
واستنكر البدري، فكرة "البرومو" من الأساس، خصوصًا إذا كانت لنجوم مثل أحمد عز، معتبرًا أن عز نجم كبير والناس تدفع فلوس كي تشاهده في السينما، ولماذا يوافق على عمل "برومو"، إذا كان سيدخل علينا في منازلنا كضيف لمدة ثلاثين يومًا.واتفق معه المخرج أحمد شفيق، حيث رأى أن "فكرة التسويق تكفي للبيع بإسم النجم أو النجمة المشاركة في العمل الدراميّ، وأنه ضد فكرة عمل (برومو) دعائيّ لأي عمل وأنه اعتذر عن مجموعة من الأعمال الفنيّة، لأنها لم تكن مناسبة لتاريخي، وهي الآن يتم تصويرها، فما لا يناسبني يناسب غيري، أما فكرة أن يكون (البرومو) الدعائي حلاً للمنتج كي يحصل على مبلغ من المال، ليبدأ تصوير عمله الفنيّ هي مسألة مُبالغ فيها، من قِبل بعض المنتجين، لأني أرى أنه ليس هناك أي مشاكل لدى المنتجين، فكل من يسوّق عمله لقناة يحصل على مستحقاته كاملة، أما نتائج هذه الطريقة فهي ليست جيدة"، فيما اعتبر أن هذه الطريقة هي إفلاس الإعلان عن المسلسل ليس كافيًا لضمان أنه عمل متميّز، فقد يكون الإعلان جذّاب لكن مضمون العمل رديء".
وأشار الناقد طارق الشناوي، إلى أن هذه الطريقة في الدعاية من أجل التسويق ليست جديدة، وأنها كانت موجودة من أيام أفلام حلمي رفلة، الذي كان ينتهي من تصوير الفيلم، وبعدها يطلب من الفنانين تغيير ملابسهم، كي يتم تصويرهم ويقوم بعرض الصور على الموزع الخارجيّ لإقناعه بأنه يصوّر فيلمًا جديدًا مقابل الحصول على مبالغ ماليّة كي يبدأ عملاً جديدًا، مضيفًا أن هناك مشاكل في التسويق، واتجاه منتجين إلى طريقة التسويق قبل التصوير هي محاولة للخروج من هذه الأزمة، أما فكرة أن المنتج يظل تحت رحمة أصحاب الفضائيات فهذا موجود منذ فترة، بدليل أن هناك منتجين لم يستطيعون أن يخوضوا تجربة الإنتاج هذا العام، لأن ليس لديهم سيولة مادية، ومنهم من لم يحصل على مستحقاته من القنوات الفضائية، أما نتائج هذه الطريقه قد تكون سلبية أو إيجابية لدى بعض المنتجين"، موضحًا أن المقدمة لا توحي بنتيجة العمل، فمن الممكن أن توحي الدعاية بأن العمل جيّد، لكننا نكتشف عكس ذلك.