القاهرة - محمد إمام
نفى الفنان الكبير نور الشريف في حديث خاص لـ"المغرب اليوم" نيته تقديم عمل سياسي قائلا "لن أقدم عملا سياسيا أو يحاكي ثورة كانون الثاني/يناير لأسباب عدة لعل أهمها أن الثورة والأحداث لم تكتمل بعد وأنتقديم عمل فني عن الأحداث سيعتبر عملا منقوصا ولا يحاكي الواقع والحقيقة، كما أن المشاهدين متشبعون بالسياسة بسبب الأحداث المتوالية والمتلاحقة ومشاهدتهم المستمرة لبرامج " التوك شو" والبرامج
السياسية، وإذا تم تقديم عملا سياسيا في تلك الفترة سيشعر المشاهد بالملل بلا شك.
ويتحدث نور الشريف عن آخر أعماله الدرامية مسلسل "خلف الله" قائلا "أنا سعيد جدا بهذا العمل لأنه يلقي الضوء على نوعية من الأشخاص المقربين إلى الله ولديهم شفافيه وإحساس بتوقع حدوث بعض الأشياء وخصوصا الأشياء الغيبية، وتلك الشخصية شخصية صعبة ومعقدة لذا أحببت تقديمها لأنه لم يتم الإشارة لتلك النوعية من الشخصيات من قبل.
وأضاف "والذي جذبني أيضا لشخصية "خلف الله" أنها بها كثير مني فأنا في كثير من الأحيان أشعر بوقوع الحدث قبل وقوعه وربما يستغرب كثيرون من المحيطين بي ذلك، وهذا لا يعني شيئا ولكن "له في خلقه شؤون" فلكل انسان طبيعة مختلفة عن الآخر وربنا سبحانه وتعالى قد يوهب بعض الأشخاص مقدرة مختلفة عن الشخص الآخر.
وعن تفضيله للعديد من الشخصيات المركبة والمعقدة وتقديمه لها عبر تاريخه الفني الطويل يضحك قائلا "بالفعل أعشق تقديم تلك النوعية من الشخصيات والأدوار وتستفزني لتقديمها، فالفنان لابد أن يقدم العديد من الشخصيات السهلة منها والمعقدة والمركبة، حتى يستمتع المشاهد بأن يرى فنانه المفضل يقدم له وجبة منوعة من الشخصيات وليست شخصية واحدة باختلاف الأحداث، وبالفعل قدمت العديد من الشخصيات المركبة منذ بداياتي.
وعن عرض المسلسل في شهر رمضان يقول "أرى أن المسلسل ظلم في العرض على الرغم من تحقيقه للنجاح الباهر فعرض العمل بشكل حصري على بعض القنوات به مميزات وبه عيوب ومن عيوبه أنه من الممكن أن يتعرض للظلم ، لذا أتمنى أن يعاد بعد شهر رمضان حتى يستطيع المشاهد أن يشاهده بشكل أفضل.
وبالنسبة لتفضيله تقديم الشخصية الصعيدية فيقول "أحببت ذلك وأقنعي المخرج حسني صالح بأن الشخصية الصعيدية ستتناسب مع "خلف الله"، ولكنني لم أتعمد فعل هذا.
وعن التنافس في شهر رمضان يقول "لا أشغل بالي بالتنافس فلايوجد بداخلي ذلك الشعور فالفنان يحيي الفخراني والفنان عادل إمام وغيرهما من الفنانين الكبار جميعهم إخوتي وأصدقائي نتمنى لبعضنا النجاح والتوفيق في أعمالنا ولا يشغل بالنا التنافس فنحن لسنا فنانين مبتدئين، وحتى في بدايتنا لم نشعر بذلك التنافس على الاطلاق.
أما عن عدم تقديمه للوجوه الجديدة في مسلسله " خلف الله " فيقول "قد يستغرب كثيرون لهذا الأمر فأنا اعتدت في كل عام أن أقدم مجموعة متميزة من الوجوه الجديدة لكنني في هذا العام لم أفعل ذلك مما أثار استغراب وتساؤلات كثيرين، ففي هذا العام لم أتعمد فعل ذلك، ولم أستطع أن أقدم وجوها جديدة لأنني قمت بتصوير مسلسل "خلف الله" في وقت متأخر وكنا في سباق مع الزمن وكان لا يوجد وقت لكي أقوم باختيار مجموعة من الوجوه الجديدة، وأنا أحب في كل عام أن يشاركني أعمالي وجوه جديدة لأنني لدي إيمان قوي بأن هؤلاء الشباب لديهم الموهبة الحقيقية لكي يكونوا نجوم المستقبل، وكما أن هناك من ساعدني في بداية مشواري فلابد أن يكون هناك من يساعدهم ويقدمهم للجمهور لكي يسلكوا طريق النجومية، والموهوبون هم من يستمروا ويفرضوا أنفسهم وبقوة.
ويواصل "ففي مسلسل الدالي قدمت العديد من الوجوه الشابة الذين أصبحوا نجوما الآن ومنهم من اختفى فالموهبة هي التي تفرض نفسها في النهاية".
أما عن رأيه في أحوال السينما والدراما والمسرح فيقول "نحن نمر بكارثة حذرت منها مرارا وتكرارا، فعندما قامت ثورة كانون الثاني/يناير كان لابد من خفض أجور النجوم بما يؤمن استمرار الإنتاج بشكل طبيعي لكن للأسف الاستمرار في الأجور الخيالية جعل الحال يتدهور والإنتاج يتوقف بسبب الخسائر الكثيرة التي يتعرض لها، والمسرح انهار تماما والسينما أيضا في طريقها للانهيار ولم يتبق سوى الدراما لذا أخشى أن تنهار هي الأخرى، ومن الضروري العمل على خفض الأجور.
وعن اشتراكه في أعمال مسرحية قال "لم أبتعد عن المسرح فأنا دائما أحاول البحث عن نص مسرحي قوي وسأعود قريبا للمسرح".
أما عن أعماله في شهر رمضان المقبل فيقول "لدي أكثر من عمل لكني أفضل ألا أتحدث في هذا الأمر الآن.
أما عن ابنته مي فيقول "مي فنانة ممتازة ولا أقول ذلك لأنني والدها فشهادتي لها مجروحة للأسف ولكن بفضل الله الجميع يشاهدها ويعرف مدى موهبتها الفنية.
أما ابنته الكبرى سارة فيقول "هي بخير وأسألكم الدعاء الدائم لها".