القاهرة- سهير محمد
انتشرت في الآونة الأخيرة على الساحة الفنية والإعلامية عدد من المهرجانات والاستفتاءات التي تكرم الفنانين ومعظمها الهدف منها البحث عن الشو الإعلامي لأصحابها ووسيلة لجلب أموال من رجال أعمال بعيدا عن تكريم الأعمال الفنية التي تستحق فعلا التكريم واختيار أسماء لم تقدم شيئا للفن.
والغريب أن هناك نجوما يحضرون هذه الاحتفالات في الوقت الذي يتغيبون فيه عن مهرجانات فنية لها تاريخ مثل مهرجان القاهرة والإسكندرية والتعلل بأسباب واهية، فمثلا كنا نرى جهات مثل نوادي الروتاري بكل فروعها هي أهم الأماكن التي يفرح الفنان عندما يكرم منها، لكن في الفترة الأخيرة ظهر عدد من المهرجانات التي تكرم كل من هبّ ودب كما يقول المثل مثل مهرجان الحياة ومهرجان الدراما والنخبة ومهرجان نجوم العرب والفضائيات العربية ومهرجان الموضة ومونديال الإذاعة والتلفزيون وأخيرا استفتاء الدير جست الذي أصبح يحرص النجوم على حضوره أكثر من حضور مهرجان القاهرة ذاته.
عدد من النقاد فسروا هذه الظاهرة مؤكدين أن العوامل التي يتم من خلالها اختيار الفنانين الذين يتم تكريمهم غير موضوعية وقواعدها غير معلنة، حيث أكد الناقد طارق الشناوي أن حضور نجوم الصف الأول مثل هذه الاحتفاليات لأنه ذاهب وعارف جيدا أنه سيكرم وسيحصل على جائزة وإلا ما كان ذهب إلى هذا المهرجان، أما عدم حضوره مهرجان القاهرة وغيره فإنه يقيسها بعدم التكريم.
وتابع الشناوي قائلا: "إدارة مثل هذه المهرجانات تضع في قوائم التكريمات أسماء فنانين من الدرجة الثالثة أو الذين انحصر عنهم الأضواء وبعض الذي قدم أعمالا رديئة حتى يغطوا غياب نجوم الصف الأول لو اعتذروا ومن جانب هؤلاء الفنانين يجدونها فرصة أن الناس تظل تتحدث عنهم ويلتقط صور بجانب التكريم".
واتفقت مع الرأي السابق الناقدة ماجدة موريس، مؤكدة أنها لا تمانع في إقامة مثل هذه المهرجانات التي تكرم أصحاب الأعمال الفنية الناجحة لكن بشرط أن تكون هناك موضوعية وشفافية في اختيار النجوم الذين أبدعوا في أعمالهم وليس الهدف أنه يتم تكريم أكبر عدد من الفنانين لمجرد أن هناك شخصا معه فلوس يريد أن يصرفها على تكريم الفنانين بحثا عن الأضواء فكلنا نعلم أن أي تكريمات لها قواعد ولوائح دولية معروفة.
أما الناقد محمود قاسم فانتقد الفنانين الذين يذهبون إلى مثل هذه المهرجانات ويتغيبون عن مهرجانات فنية لها اسمها وقيمتها الفنية حتى لو كان بها بعض العيوب وهذا قد يكون سببه إما البحث عن مكسب مادي أو الظهور الإعلامي، وفي النهاية لا يطلق عليها سوى مهرجانات السبوبة، وطالب قاسم بضرورة تجاهل مثل هذه الاحتفاليات التي ليس لها هدف.