مراكش - المغرب اليوم
تألّق المخرج البريطاني المغربي فيصل بوليفة، في إخراج عدد من الأفلام القصيرة, وتُوّج واحد منها والمسمّى بـ"اللعنة" بجائزتي التحكيم وأفضل دور نسائي, في الدورة الـ11 للمهرجان المتوسط للفيلم القصير في طنجة، وانتقل إلى إخراج أول فيلم طويل يحمل "لين+ لوسي".
ويخوض فيصل بوليفة بشريطه الجديد التنافس على النجمة الدهبية للنسخة 18 للمهرجان الدولي للفيلم في مراكش، ودخل السباق فعلا بعرضه الثلاثاء الأخير.
فيلم قوي ومتميز, ويختزن عدد من المقومات تؤهله لأن يكون كذلك, بدأ في المقام الأول بقصته التي تثير الاهتمام وتشد الانتباه منذ أول ثانية من بداية سردها وما سيضفي عليها رونقا أكبر كيفية تطويرها من طرف المخرج والكاتب في الوقت نفسه, بشكل جعلها تستجيب لانتظارات المشاهد وتحمله إلى حيث يأمل ويتمنى.
عنصر آخر من عناصر قوة هذا العمل تعود إلى ثنائيه المشرق لين "روكسان سكريمشاو" ولوسي "نيكولا بورلي", أديا ببراعة دون أن يسحبا البساط من باقي الفريق التمثيلي, بل كان الجميع يشتغل في انسجام كجوقة موسيقية واحدة, بموازاة هذا المجهود المبذول في إطار التمثيل, دعمه المخرج بتحكم رائع في المظاهر الفنية والتقنية, جعلت لوحة العمل في نهاية المطاف تبدو حقا مبهرة في ألوانها وتفاصيلها.
يكشف الفيلم تفاصيل حياة امرأتين صديقتين لا تفترقان عن بعضهما البعض منذ أيام الطفولة, وتعيشان في قرية من القرى البريطانية, الأولى تدعى "لين" صارت أما وعمرها لم يتجاوز 16 عاما, تظل الأكثر قوة وجاذبية من الثانية واسمها "لوسي" وهي بدورها في الطريق لتتذوق طعم الأمومة بعد بلوغها سن الثلاثين.
كل هذا قد يبشر أن معالم حياة جديدة تنتظر هذا الثنائي ستجعل طرفيه أكثر اتحادا وقربا مما كانتا عليه في فترة الدراسة الثانوية, هذا على مستوى الظاهر فقط, ذلك أن الأمومة الحديثة للوسي لم تضف سوى المزيد من التراجدية على علاقتهما.
في فيلم "لين + لوسي" حاول كاتبه أن يظهر من خلال قصته أن ما يقع لبطلتبه وكل ردود أفعالهما, والنتائج المترتبة عن قراراتهما سيكون لها تأثيرا وتأثرا بمحيطهما. كل هذه العوامل مجتمعة ومتداخلة في ما بينها, تشكل المحركات الأساس, لدفع كل الشخصيات بأن تكون إيجابية ولا تكتفي بدور المتفرج فقط.
وهنا تظهر براعة المخرج وقدرته في رسم بورتريهات شخصياته مستخدما أسلوب اللقطة المصغرة، لهذا لم يترك أمامهم أي مجال لأخذ نفسهم, واستحال معه تفويت أي شيء سواء كان نظرة أو أدنى تعبير وجه, وكل هذا صب في مصلحة المشاهد, وساعده في تكوين رأي واضح على كل الاضطرابات الذهنية لشخصيات الفيلم, وتتبع كل خطواتهم وهم يقطعون طريقا شاقا لن يخرجوا منه سالمين في آخر التجربة.
وعن استخدام اللقطة المصغرة في تصوير فيلم "لين+لوسي" أكد المخرج فيصل بوليفة في حوار له أن هذا الخيار اتسم بالصعوبة على الممثلين, لأن الكاميرا كانت في حالة ثبات, وهو يتحرك قريبا منهم جدا "الوجه الإنساني له قدرة لانهائية على أن يفتنني لدرجة أنني لا أبحث عن تعبير محدد في البلاتو, بل أترك للممثلين هامشا من الحرية ولا يعرفون على وجه الدقة ماذا أريد ولكن في المقابل أمنحهم مساحة للانخراط معي" يوضح قيصل بوليفة.
قد يهمك ايضا
المخرج بيرترون تافيرنيي يتسلَّم درع مهرجان مراكش من النّجم هارفي كيتل
إطلالات مثيرة على البساط الأحمر في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش